عبدالله الصعفاني -
قبل يومين حلَّت ذكرى قذف الإعلامي العراقي منتظر الزيدي للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بالحذاء في مؤتمر صحفي.. وداخلني شعور بالاحتفال بهذا الحذاء ولو بالسؤال.. أين استقر المقام بحذاء صار أغلى وأعلى من رؤوس كثيرة في عالمنا العربي ؟
♢ حذاء منتظر الزيدي كان بطلاً قومياً ، فلماذا تُسدل عليه ستائر النسيان؟ هل هي غيرة الرؤوس الفارغة من الرؤوس الممتلئة ؟ هل هي غلبة قرارات صبيان ثابرت وتثابر على تدمير كل شيء له علاقة بالتاريخ بتمويل سفيه من الحضارة الطارئة لأبراج الزجاج ؟
♢ ويا الله.. ما أخبثهم ولا فرق.. فهذا ترامب ومن قبله أوباما أقسما اليمين على ذات الإنجيل الذي أقسم عليه محرر العبيد إبراهام لونكلن.. لكنهم هناك ينطلقون في المواقف من مصالحهم مستفيدين من غبائنا الذي لم يعد فيه مثل ترامب مضطراً حتى للتساؤل.. لماذا يكرهوننا ؟ وكيف عليه أن يتساءل وقد صارت إسرائيل دولة شقيقة وصار العربي الصغير يجاهر بضرب شقيقه وتدميره وحتى احتلاله بفائض النفط وفائض السلاح ؟!
♢ ويا للأسف كيف صارت الحكمة اليمانية أثراً بعد عين؟ وكيف وصل الحال بمن يستدعي العالم لتدمير بلاده وقتل شعبه يعجز عن استقبال طائرات محملة بفلوس بنك افتراضي للشرعية المزعومة ؟
♢ وحيث والأسف بالأسف يُذكر أعيد التأمل في خيبة تحول اليمن إلى ملعب لصراع وأطماع الأغراب، فيما لا نريد أن نفهم شيئاً من تحليل ظواهر تدمي القلب.. أمريكا عدو وكذلك أدواتها في تدمير اليمن، فماذا عن البقية ؟ أعني هل إيران دولة شقيقة أو صديقة أو حليفة أو أي حاجة من هذا القبيل، أم إنها إحدى روافع العدوان ؟
♢ الإجابة صادمة؟ وعدم إطلاق السؤال في صنعاء كارثة "مدخّنة".. وهل يمكن لنا أن نرى إيران تستقبل ولد الشيخ بطلب من السعودية، ونرى الرياض وأبو ظبي تطلبان زعيم التيار الشيعي الصدري في العراق، فيما اليمن يدمر بباعث الخوف السعودي الخليجي من الشيعة ثم نفعل أنفسنا ميتين؟
♢ شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.. عند الجار وعند أهل الدار ليس من مسئول جاد يبحث عن إضفاء مجرد الآدمية على المواقف ولا أقول النبل.
♢ هنا وهناك ليس من جموح يلجم كل متفاخر بعمالته حتى صار المستعمر نفسه راعاً رسمياً للتحرير، تواصلاً للعبارة الساخرة الدامية «نحن نقتلكم من أجلكم».
♢ ويبدو أن الزمن لن يأتي بأحسن بعد أن اختفت الرؤوس واختفت أهازيج عربية على نحو:
(الله أكبر يا عرب.. بالكندرة بوش انضرب).
♢ أتميز غيظاً من رؤوس كثيرة، وأقف احتراماً للحذاء.. حذاء منتظر الزيدي.