موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


تحذير من تكاثر اسراب الجراد في اليمن - وقفة احتجاجية في كندا تضامناً مع اليمن وغزة - قطر تدرس إغلاق مكتب حماس في الدوحة - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34654 - القوات اليمنية تدشن المرحلة الرابعة ضد الاحتلال الصهيوني - 3 مجازر و26 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة - عدوان أمريكي جديد على صيادين يمنيين - اليونسكو تمنح جائزة الصحافة للصحفيين الفلسطينيين بغزة - سلسلة غارات عدوانية جديدة على الحديدة - ارتفاع حصيلة الشهداء فى غزة إلى 34596 -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الأحد, 13-مايو-2018
سفيان البرطي -
لم تكن حياة أي إنسان حقيقي و لن تكون إلا موقفا و مواقف يسجلها إثناء وجوده فيها لخدمة أرضه و أجيالها حتى تظل خالدة بعد رحيله منها خلود الزمن و تكون نبراسا وضاءا يهتدى به إلى التضحية و الفداء في سبيل خدمة الأرض و رقي إنسانها إلى التقدم الحتمي.

و ليس في مقدور كل كائن حي من بني البشر ان يسجل إثناء حياته على هذه الدار الفانية موقفا ما بالك بمواقف بما خلا القلة النادرة من الرجال الأمجاد الذين استلهموا روح التضحية و الفداء لخير أوطانهم و على مر حقب التاريخ كله الذي يعلمنا دروسا لا تنسى فمن هؤلاء الأمجاد من سجل موقفا و منهم من سجل أكثر من موقف في شتى وسائر مجالات و ميادين الحياة المختلفة فهذا في مجال الفكر و ذاك في مجال الاختراع و هذا في مجال الفن و ذاك في مجال الحرب الخ.. فأولئك هم الخالدون الذين لم تذهب حياتهم سدى آو تضع هدرا كل واحد منهم صار علما ساطعا خفاقا على جبين التاريخ من أعلام الخلود و المجد الناصع التي تتسر مد على مر العصور و الدهور لأنه آثر المصالح العامة على الخاصة فقدم أثناء وجوده في الحياة الدنيا خير ما عنده خدمة لصالح العام لوطنه و أجياله المتعاقبة.

وإذا كانت الشعوب الراقية و لان تكن الأمم الحضارية تفخر و تعتز بأمجادهم و تصون أثارهم و تكرمها و تجلها و تصنع لها التماثيل و تقيم الاحتفاءات المبجلة لذكريات مواقفها فهي إنما تدلل بذلك على رقي حسها الحضاري و تصاعد الوعي لمشاعرها بأهمية قيمتها الذاتية وفي وطننا العربي الغالي الأعز أمجاد كثر قبل الإسلام و بعده على مستوى كل المجالات الحياتية و الميادين التاريخية لا يتسعهم الحصر هنا فهم مدونون بمواقفهم في كتب التاريخ بيد أن في منبع العروبة و مهد الحضارة الإنسانية الأولى (اليمن) أمجادا أكثر لا تحصى عددها العشرات من الصفحات و من بينهم شمر يهر عش و سعد الكامل و سيف بن ذي يزن و عمرو بن معدي كرب الزبيدي و سعد بن عبادة و سعد بن ابي وقاص و غيرهم كثيرون حتى عصرنا هذا، و على امتداد كل حقب التاريخ و ما تزال و ستظل المواقف الأبية لفقيدنا الراحل في الثالث عشر من مايو/ أيار 1978 ميلادية السادس من جمادي الأول عام 1398 هجرية ما تزال و ستظل شاهدة حية إلى الأبد على انه واحد من المع و ابرز و أشجع رجالات اليمن و العروبة و التقدم الأباة المغاوير ، و كنا قد أفردنا ملفا خاصا مزودا بالوثاثق التاريخية بمناسبة حلول الذكرى الثانية لاستشهاده إلا أن هذا العدد لم ينطبع في وقته أرجئنا ذلك إلى الذكرى الثالثة لافتقاده، إذ سوف نقدم فيها لقرائنا الأعزاء وثائق هامة لا تتصل فقط بمواقف و تضحيات هذا الفقيد العظيم و لا بنضالات أسرته و قبيلته و عشيرته ضد الأتراك و الاستعمار و الإمامة فحسب و إنما كذلك أيضا بمواقفه الغير معلنة بعد!
ومن المعروف و المؤكد سلفا ان جده قائد الذي كان يطلق عليه اسم ( البارود) و هو كبير قبيلة دهم الحمراء و رئيس بكيل العوجاء قد خاض معارك ضارية ضد الغزاة الاستعمارين الأجانب و خرج منها مؤزرا بالنصر المبين في الغزو العثماني التركي الأول و في قهر حلفائه من الأئمة الكهنوتيين. و أن قاسم جده أيضا قد عمل نفس العمل كذلك و ان حسن أباه قد كان اكبر و أشهر المحاربين ضد الغزو العثماني الثاني لليمن منبع العروبة و مهد الحضارة في الأساس و ( مهيع) الاسلام و طليعة قادة فتوحاته. و لم يكن ابوه حسن المقاتل العنيد و المحارب الصنديد ليدري و هو يخوض معامع المعارك الوطنية العربية ببطولة نادرة ضد الاستعمار الأجنبي لم يكن ليدري أن حلفا سريا فيما بين الإمام يحي حميد الدين والاستعمار التركي الذي أوصله إلى السلطة عبر جماجم المناضلين الوطنين قد جرى في طي الكتمان و لم يقدر له أن يدري بعد بان الإدارة التركية قد بقيت بعد الجلاء الشكلي للاستعمار تمارس سلطة الحكم تحت مضلة الإمامة حتى قامت الثورة ثم لم يزل الأناضول متحالفين مع الاستعمار البريطاني الجديد إذ ذاك على حساب تمزيق اليمن .
و لهذا فقد رفض صلح دعان بوقته و قال للإمام يحي: " الم تعاهدني على عدم التصالح مع المستعمرين؟"

فكان جزاءه ما كان و جزاء بنيه كذلك أما الوثيقتان اللتان كن نريد نشرهما في هذا العدد فأولهما جواب الإمام يحي المتمالئ على رفض أبي رأس صلح دعان و استنكاره لها و ثانيهما هي بخط احمد فيضي حاكم الأنضول يوم ذاك في صنعاء موجهه إلى اسطنبول و هي الأهم: تنص على طلب وجوب التخلص من أل أبي رأس و هذا ما يؤكد صدق وطنية هؤلاء الناس من هذه الأسرة المضحية و لسوف يتم نشر هاتين الوثيقتين الهامتين مع غيرهما مستقبلا بحول الله و طوله.

الأهم ألان في هذه العجالة أننا بصدد التذكير فقط لعدد يسير ليس إلا لبعض المواقف الوطنية العربية الإنسانية التي سجلها الفقيد أمين بن حسن بن قاسم ابوراس في حياته لصالح الوطن و المواطنين و سنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر التالي :

نشأ في غياهب السجون إما رهينة أو عقيلا منذ نعومة أظفاره و تحمل الويلات و هو يشاهد سيوف الإمامة تقطع أعناق إخوته و أبناء عمومته ثم يشاهد أخاه قاسما و قد اغتيل بالسم الزعاف من قبل الإمام احمد ياجناه.
ما ان حان انبلاج فجر ثورة السادس و العشرين من سبتمبر 62ميلادية حتى كان و معه الوالد الفذ مطيع دماج قد حررا مدينة اب من براثن مخالفات حكم الإمامة الطاغوتية و كانا أول الملبين المستجيبين لنداء الثورة و الجمهورية.

بعدئذ استدعي على الفور من قبل قيادة ثورة سبتمبر الأغر إلى صنعاء حيث تكلف بأصعب مهمة و أعسرها ألا و هي مواجهة الحسن الذي كان بمعونة القوات الأجنبية المعادية للثورة قد استولى على لواء الشام و امسك بزمام عاصمته مدينة صعده.

استطاع أمين أن يقهر الحسن و جحافله و دخل صعده منتصرا ظافرا و من ثم تكلف بافتتاح منطقة الجوفين العسيرة من دهم الحمراء التي لم تبلغها جيوش الإمام يحي إلا بعد خمسة عشر عاما من توليه السلطة الوهمية الاسمية و بواسطة آل الوزير الذين اصهروا إلى آل أبي رأس.

كان الأمين على رأس جيش الثورة المزود بأحدث الأسلحة و المسند من جمال عبد الناصر و كان معه الشهيد المغفور له مبارك بن نورة الذي كان يعلن صوته في منطقة الجوفين بان: " أبا رأس قد أتى فلا يعترضن طريقه احد."

ثم عاد الصادق الأمين إلى رأس بكيل ذرى دهم الحمراء إلى شاكر عاد الصقر العربي إلى رأس جبل برط الأشم الى منتهى ذو غيلان ليتصدى لجحافل جيوش المرتزقة الذين كان يتزعمهم الحسن فهزمهم الأمين شر هزيمة.

وما إن استتب الأمن حتى تعين محافظا للواء الحديدة و كان منذ قهره لأعداء الثورة في عاصمة اللواء الأخضر مدينة اب حتى ذلك الحين محفوفا بكل فئات أبناء اليمن و قد سجل في الحديدة أروع المواقف التي لا داعي لذكرها ألان و هي ضد التخلفيين عموما.

ثم تعين عضوا في مجلس رئاسة الجمهورية و ذهب مع بعض أعضائه الى عدد من الأقاليم العربية و سجل بها مواقف لن تنسى لصالح النظام الوطني التقدمي و في كل المؤتمرات و المحافل التي شهدها محليا و عربيا و دوليا بما فيها مؤتمرات عمران و خمر و الجند و غيرها و قد خذل فيها أعداء الثورة لا سيما في مؤتمري ريدة و الغراس حيث رفض العروض الارتزاقية بالملايين و أعلن أن الجمهورية هي النظام العادل الفاضل الذي ضحى يمننا من اجل إحقاقه بخيرة أبنائه و في أثناء حصار صنعاء الحاسم خلال السبعين يوما من عام 68 ميلادية جاهد و ناضل و قاتل مع قبائله من ذو غيلان قتالا مريرا متحديا اعتي قوى التخلف و الظلام و بقية منطقة برط محط حل و ترحال لطائرات الجمهورية رغم سقوط غيرها.

لقد كان الأمين و الحق يقال تاريخيا يستنكف من أن يقال له شيخا و حين تلح عليه في ذلك يجاملك بقوله:" انا شيخ للكادحين فقط لا لغيرهم" كان يحس بجوع الناس فلا يأكل حتى يتلذذ بأكلهم عنده منذ عرفته شخصيا عام 67 ميلادية وجدته مستعدا لتضحية حتى بفلذات أكباده من اجل خير و تقدم و رفاهية و عزة اليمن و العروبة بالكامل، من ابرز مواقفه النضالية الشجاعة التي أشهدتها بأم عيني عشية الخامس من نوفمبر عام 68 ميلادية حيث هرع إلى مقطنه في حي الصياد بصنعاء كل المناوئين و المضادين للانقلاب على اختلاف توجهاتهم فآواهم و أكرم مثواهم و حماهم من كل الغوائل و تحدى خصومهم بكل كبرياء و إباء.

لم اكن شاهد عيان فقط بل لقد كنت من بين و من ضمن هؤلاء اللاجئين إلى كنفه فكان شهما عربيا صادقا غير ان بعضهم قد تنكروا له سيما بعد مماته و لم يتذكروا، حتى ان هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

و لم يزل ذلك الصنف الردى حيا في شكل ميت و لن يزال أمين بمواقفه الشجاعة أكثر حياة على مدى ملايين السنين بمواقفه النضالية المشهودة حقا.

و استخصارا للوقت بعد فوات وقت طبع هذا العدد في موعده فسنورد هنا صورا تذكارية لحياة هذا الرجل الانسان الذي كان لا يخاف في الحق لومة لائم و كان من ضمن شعاراته الدائمة التمثل بالأقوال الحكمية التالية لأبي الطيب المتنبي:

- مفرشي صهوة الحصان ولكن قميصي مسرودة من حديد

***

واني لمن قوم كأن نفوسهم
بها انف ان تسكن اللحم و العظما

فلا عبرت بي ساعة لا تعزني
ولا حملتني مهجة تقبل الضلما

***

امثلي تأخذ النكبات منه
و يهرب من ملاقاة الحمام

و لو برز الزمان الي شخصا
لخضب شعر مفرقه حسامي

وما بلغت مشيئتها الليالي
و لا سارت و في يدها زمامي


****

ردي حياض ألردي يا نفس و اتركي
حياض خوف الردى للشاء و النعم
ان لم أذرك على الارماح سائلة
فلا دعيت ابن ام المجد و الكرم

***

لهذا اليوم تعد غد أريج
و نار في العدو لها اجيج
رضينا والدمستق غير راض
بما حكم القوا ضب والوشيج
فان يحجم فقد زرنا دمستق
و ان يقدم فموعدنا الخليج
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي

ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)