الميثاق نت - -
عقد أمس الأربعاء في المجمع الطبي بالعاصمة صنعاء اجتماع ضم كل من المجلس الطبي الأعلى من جهة وممثلين عن اتحاد المستشفيات الخاصة، كرس لمناقشة جملة من القضايات المتعلقة بالجانب الطبي.

وفي مستهل الاجتماع ألقى رئيس المجلس الطبي الدكتور فضل حراب كلمة رحب فيها بالأخوة ممثلي اتحاد المستشفيات الخاصة حيث تم استعراض جملة من المواضيع الهامة وعلى رأسها قضية الأخطاء الطبية المتكررة والتي شهدت تناميا ملحوظا خلال الفترة القليلة الماضية. 
وقال الدكتور حراب إن مشاكل عدة حدثت في المستشفيات الخاصة حيث كان للمجلس دورا بارزا وحيويا في الوقوف إلى جانب تلك المستشفيات والعمل على مواجهتا في ظل التعاون القائم بين الجانبين. 
وأشار د. حراب إلى أن المجلس تولى البت في أكثر من 60 قضية جميعها كانت متعلقة بالأخطاء الطبية ، منوها إلى أن تلك الأخطاء قد تكون من المستشفى أو الطبيب أو المريض نفسه أو حتى الأجهزة المتوفرة في المستشفيات.
مؤكدا على أن قيادة المجلس ومن خلال اطلاعها على معظم القوانين الطبية في كبريات الدول "أميركا ، فرنسا ، مصر .... الخ " والتي تؤكد بأن المستشفى بالتكامل والتضامن يعد مسئولا عن أي خطأ طبي يحدث للمريض. 
واستغرب حراب قيام المستشفيات بإسناد مهام عملية التخدير إلى فنيين وليس لاطباء متخصصين في هذا المجال. 
مشددا في الوقت نفسه على أن الخطأ الطبي قد يؤدي إما إلى إغلاق المنشأة الطبية أو فرض غرامة مالية كبيرة عليه.. 
وحذر رئيس المجلس الطبي من مغبة التساهل في مثل هذه الأخطاء لما لها من تداعيات خطيرة قد تطال العمل الطبي في البلاد بشكل عام .. مشيرا إلى أن المجلس لا ولن يتهاون أمام أية مخالفات من شأنها أن تمس بحياة وسلامة المرضى. 
من جانبه أيضا أبدى رئيس المجلس الطبي استغرابه من ظهور العديد من المستشفيات الصغيرة والتي تقام داخل شقق صغيرة لا تنطبق عليها شروط ومعايير المستشفيات مطالبا اتحاد المستشفيات الخاصة بضرورة استبعادها من عضوية الاتحاد ما لم تعمل على استيفاء كافة الشروط القانونية التي تؤهلها لذلك. 
تساؤولات حراب:  

واستغرب الدكتور حراب من تدني مستوى الرعاية الطبية في بعض المستشفيات سواء على مستوى الكوادر العاملة أو التجهيزات الفنية اللازمة والتي من شأنها تقديم خدمات طبية متواضعة أمام حاجة المرضى لمزيد من الرعاية والاهتمام.. 
وقال:  
ـ ليس معقولا أن يمتلك المستشفى سيارة اسعاف على سبيل المثال ولا يوجد بها أوكسجين ، أو أجهزة الاسعافات الأولية ، أو طبيب اخصائي يعمل على مباشرة عملية الاسعاف للمريض قبل وصوله إلى المستشفى؟. 
ـ ليس معقولا أن تكون اسطوانات الأوكسجين فارغة ؟ 
ـ ليس معقولا أن يأتي المريض إلى المستشفى لعلاج أحد أطراف أصابعة ويخرج من المستشفى ميتا؟ 
ـ ليس معقولا أن يدخل الشخص لاجراء علمية صغيرة مثل استئصال لوزتين أو عملية صغرى ثم يخرج ميتا؟ 
وشدد رئيس المجلس الطبي على ضرورة أن يتوفر عنصر التخصص لدى المستشفيات وقال إن اليمن بطوله وعرضه يكاد يكون خاليا من مستشفى متخصص مطالبا بضرورة التخصص والتميز في خدمة المرضى.. 
كما طالب الدكتور فضل حراب بالعمل على توفير أطباء علاج طبيعي إضافة إلى أطباء تخدير متخصصين يتولون الإشراف على المريض قبل وأثناء وبعد العملية الجراحية لضمان سلامته.. 
وختم الدكتور حراب كلمته بمطالبة الجميع العمل على تقديم المساعدة والدعم اللازم للإخوة النازحين من محافظة الحديدة والتي تشهد مواجهات مسلحة أدت إلى تشريد آلاف الأسر من منازلهم. 

د.يحيى/ الأخطاء تتحملها المستشفيات: 

من جانبه ألقى رئيس جمعية أطباء التخدير والعناية المركزة الدكتور يحيى كلمة استعرض فيها نتائج النزول الميداني الذي نفذ مؤخرا. 

وقال بالنسبة لهذا المجال وحساسية العمل فيه والذي يتطلب جهد ذهني وكفاءات عالية وخبرات خاصة التخدير لما فيه من مضاعفات تحتاج إلى التعمل معها بمهنية عالية. 
مشيرا إلى أنه وللأسف الشديد قامت بعض المستشفيات بمحاولة هروب من تحمل أعباء النفقات التشغيلية من خلال توظيف فنيين في هذا المجال لم تكن بالمستوى المطلوب والكافي للتعامل مع أية مضاعفات قد تحدث للمريض خاصة إذا كان المريض يعاني من عدة أمراض مختلفة قبل إجراءه للعملية الجراحية ، والذي يتطلب خصوصة في اتعامل معه سواء قبل العملية أو أثناءها أو بعدها وما الذي يمكن أن يطرأ على حالته وبالتالي كيفية التعامل معه. 
وقال إنه ومن واقع النزول الميداني والإطلاع على قضايا عدة وجدت قصورا في النواحي المعرفية للفنيين ، على الرغم من وجود بعض الكوادر المتميزة لكنها غير قادرة على التعامل مع هكذا حالات. 
مشيرا إلى أن ذلك قد أدى إلى حدوث مضاعفات للعديد من الحالات التي أجريت لها عمليات جراحية والتي معضمها انتهت بالوفاة. 
مؤكدا بأن التقصير الناتج عن أداء الفني ( فني التخدير) لا يمكن أن يتحمله أحدا بالدرجة الأولى سوى المستشفى والذي يتحملة مسئولية توظيف هذا الكادر الغير مؤهل تماما لمثل هذا العمل. 
وشدد الدكتور يحيى في ختام حديثه على أهمية أن تعمل المستشفيات على توفير أخصائي تخدير يكون عند مستوى المسئولية الأخلاقية والإنسانية وكذلك المسئولية القانونية في حال ما إذا تعرضت حياة المريض للخطر. 
مبديا استعداد الجمعية تقديم يد العون والمساعدة من خبرات وتدريب وتأهيل للكوادر بحسب حاجة المستشفيات. 

الرميمة:التقليل من هذه الأخطاء: 

من جانبه ألقى الدكتور محمد الرميمة كلمة أكد فيها على أهمية الوقوف على الأخطاء الطبية وحتى مضاعفاتها والعمل على ضرورة التعامل معها بطرق صحيحة ومعالجتها حتى لا تتكرر مستقبلا. 
وقال لا بد من الوقوف على مثل هذه الجوانب والعمل على دراستها ومناقشتها واتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع حدوثها مستقبلا، مشيرا إلى أهمية وضع خطط مناسبة مدروسة وفق أسس علمية للحد منها والعمل على القضاء عليها..