عادل غنيمة -
استبشر اليمنيون خيرا"من الزيارات المكوكية للمبعوث الدولي الجديد بين صنعاء والرياض وعدن ونيويورك وكانت احاطة مارتن غريفيث المتكررة لمجلس الامن متوازنة في دعوة اطراف الصراع للتسوية وتاكيده أن الحل السباسي هو الخيار الوحيد وحديثه المستمر عن المساعدات الانسانية ورفع الحصار عن المساعدات للشعب اليمني وضرورة استئناف صرف المرتبات وفتح مطار صنعاء وكان فيها كثير من الآمال حول نجاح خطة غريفيث لعملية التفاوض والتي يسبقها مشاورات لبناء اجراءات الثقة والتي اكد عليها في اكثر من تصريح اعلامي وخلال احاطاته لمجلس الامن المتكررة رغم قصر فترة تعيينه ودلالة ذلك يعكس مدى الاهتمام الدولي بضرورة انجاز التسوية السياسية في اليمن ودعم المبعوث الدولي لتحقيق انجاز في طريق التفاوض على الحل السياسي.. فما الذي حدث ومن الذي عرقل وصول وفد صنعاء الى مدينة جنيف المحددة لاستكمال اجراء المشاورات رغم وصول وفد الحكومة الشرعية والمبعوث الدولي غريفيث وبوجود سفراء الدول 18؟
أكثر من علامة استفهام مطروحة على محاولة افشال مهمة المبعوث الدولي غريفيث في مشاورات جنيف رغم انها كانت موجهة لتعزيز بناء الثقة بين اطراف الصراع الداخلية وتتضمن مناقشة ملف رفع الحصار عن المساعدات الانسانية من خلال فتح مطار صنعاء امام الجرحى والمرضى والعالقين وكذلك تخفيف حدة الاجراءات على السفن المتجهة لمينائي الحديدة والصليف وايضا "مناقشة موضوع تحييد البنك المركزي والاقتصاد من خلال توحيد الاوعية الايرادية في خزينة البنك المركزي مقابل صرف مرتبات جميع العاملين في الدولة وباشراف دولي كما يتم في المشاورات الوصول الى اتفاق نهائي حول آلية التفاوض وقضاياه من حيث ماتم الاتفاق عليه في مفاوضات سابقة في جنيف 1 و2 ومفاوضات الكويت..
فمن المعرقل لمشاورات جنيف 3؟ فكل طرف اتهم الآخر بانه سبب عرقلة وصول وفد صنعاء لافشال مشاورات جنيف قبل ان تبدأ فقد اتهم اليماني وزير خارجية مايسمى بحكومة هادي بأن انصار الله يشترطون نقل الجرحى من قياداتهم مع طائرة الوفد كما اكدت تحليلات سياسية لكتاب موالين لما يسمى الشرعية بأن لديهم خبراء من ايران ولبنان يرغبون بتسفيرهم لبلدانهم والردود عليها بالمنطق فاذا كان الهدف من المشاورات هو بناء اجراءات الثقة من خلال فتح مطار صنعاء لنقل الجرحى والمرضى والعالقين فلِمَ لايتم فعلا"الموافقة على ذلك من دول التحالف اما مايخص خروج عناصر من ايران وحزب الله فهو ماتطالبون به من اعلان التحالف للحرب على اليمن ولكن هي اتهامات باطلة وتعبر عن سوء تقدير للموقف من جانب دول التحالف اما اتهام انصار الله لدول التحالف بالسوابق حول اجراءات نقل وسفر وفد صنعاء للتفاوض الى جنيف والكويت وأن دول التحالف لاتعير المنظمة الدولية اهتماما "وقد قامت بمنع وصول وفد صنعاء الى جنيف 1ومنع عودة وفد صنعاء من الوصول الى اليمن بعد فشل مفاوضات الكويت في الوصول الى تسوية سياسية.
وكما يبدو ان المخرج الدولى لمخطط تقسيم اليمن هو من قِبَل دول التحالف لمنع وصول وفد صنعاء الى جنيف 3 لعدة اسباب اولها نجاح ايران في عقد قمة ناجحة في طهران لمناقشة الملف السوري والاتفاق على معركة تحرير ادلب وفي ظل تجاهل كامل للموقف الامريكي وكأن افشال مشاورات جنيف اوتأجيلها هو الرد العملي لاسيما بعد الزيارة الخاطفة لقائد القوات الامريكية في الشرق الاوسط جوزيف فوتيل لعدن والتفاهم مع سلطة الاحتلال الاماراتي حول ضرورة الانتهاء من معركة الحديدة وادارته للمعركة بنفسه وكانت تصريحات القائد الامريكي بخصوص انشاء تحالف ناتو الى جانب التحالف العربي في اليمن في مواجهة النفوذ الايراني دليل واضح على خوض امريكا والتحالف حرباً بالوكالة في اليمن مع ايران كما تدعي دول التحالف ومن ورائهم امريكا وهذا ثانياً وثالثاً هناك من يرى ان مناقشة الملف الاقتصادي والانساني ورفع الحصار عن مطار صنعاء والمساعدات الانسانية سوف يؤدي الى اضعاف الحرب الاقتصادية التي تعول عليها دول التحالف في اضعاف الجبهة الداخلية لصنعاء وتحالفاتهم السياسية والقبلية والشعبية.
وفي اعتقادي أن المخرج الامريكي لملف اليمن والتسوية السياسية قد أراد من منع وصول وفد صنعاء الى جنيف استكمال احتلال الحديدة والذي يسمونه تحريرها لاعادة ماتسمى الشرعية ومن ثم يمكن استئناف المشاورات في جنيف ومايؤكد صحة الاستنتاج على ذلك تواجد قائد القوات المركزية الامريكية في الشرق الاوسط داخل مدينة عدن اثناء عرقلة دول التحالف سفر الوفد وان احتلال الحديدة سوف يسهل من مهمة وفد حكومة الاحتلال في مشاوراتها مع وفد صنعاء وقبولها للدولة الاتحادية كقضية مركزية في آلية قضايا التفاوض.
ومازال هناك بقية عما هي اهداف المعرقلين ومتى يتم استئناف المفاوضات؟
وقد اكد ت قيادات اماراتية هذا الاستنتاج بتأكيدهم ان احتلال الحديدة والذي يسمونه تحرير سيقلل من خطورة انصار الله بنسبة 80٪ وسيعمل على عودة انصار الله الى طاولة المفاوضات وهي مغالطات للمجتمع الدولي الذي يطالب بوقف معركة الحديدة منعاً للكوارث الانسانية التي قد تحدث للمدنيين نتيجة حرب الشوارع واستمرار حالة المجاعة التي تشهدها المحافظة وهي افقر مدينة يمنية في وقت السلم فمابالك بالحرب.. والتصريح الاماراتي يؤكد ان دول التحالف هي التي عرقلت وصول وفد صنعاء الى جنيف بعد المتغيرات الاقليمية واتخاذ امريكا قرار احتلال الحديدة من اجل استكمال تنفيذ مخططات تقسيم وتجزئة اليمن الى اقاليم وتكون مشاورات »جنيف3« كفرصة اخيرة لحكومة صنعاء وحلفائها فإما قبول سياسة الامر الواقع والقبول بالتقسيم والوصاية الخليجية الامريكية على اليمن وإما كان البديل مكلفا"للمناطق الجبلية التي تتحصن فيها قوات انصار الله وقوات الجيش اليمني الموالية لحكومة صنعاء وهو استمرار الحرب والحصار حتى يتم اعلان الاستسلام للمخططات الامريكية والخليجية لانهم يدركون صعوبة تحرير المناطق الجبلية والوعرة وان حرب استنزاف فيها سيكون التحالف هو الخاسر فيها وللسعودية ومرتزقتها دروس من الهزائم في جبال ووديان صعدة ينبغي عليهم الاستفاد ة منها وعدم الانجرار الى الغوص عميقا" في مستنقع اليمن الذي تورطوا فيه.
وقد أكدت قيادات اماراتية هذا الاستنتاج بتأكيدهم على ان احتلال الحديدة والذي يسمونه تحريراً سيقلل من خطورة انصار الله بنسبة 80٪ وسيعمل على عودة انصار الله الى طاولة المفاوضات وهي مغالطات للمجتمع الدولي الذي يطالب بوقف معركة الحديدة منعاً للكوارث الانسانية التي قد تحدث للمدنيين نتيجة حرب الشوارع واستمرار حالة المجاعة التي تشهدها المحافظة وهي افقر مدينة يمنية في وقت السلم فمابالك بالحرب.. والتصريح الاماراتي يؤكد ان دول التحالف هي التي عرقلت وصول وفد صنعاء الى جنيف بعد المتغيرات الا قليمية واتخاذ امريكا قرار احتلال الحديدة من اجل استكمال تنفيذ مخططات تقسيم وتجزئة اليمن الى اقاليم وتكون مشاورات جنيف 3كفرصة اخيرة لحكومة صنعاء وحلفائها فاما قبول سياسة الامر الواقع والقبول بالتقسيم والوصاية الخليجية الامريكية على اليمن واما كان البديل مكلفا"للمناطق الجبلية التي تتحصن فيها قوات انصار الله وقوات الجيش اليمني الموالية لحكومة صنعاء وهو استمرار الحرب والحصار حتى يتم اعلان الاستسلام للمخططات الامريكية والخليجية لانهم يدركون صعوبة تحرير المناطق الجبلية والوعرة وان حرب استنزاف فيها سيكون التحالف هو الخاسر فيها وللسعودية دروس من الهزائم في جبال ووديان صعدة ينبغي عليهم الاستفاد ة منها وعدم الانجرار الى الغوص عميقا" في مستنقع اليمن الذي تورطوا فيه..
كما استبشرت دول التحالف لقرار امريكا باعطاء فرصة للتحالف لاحتلال الحديدة مع تقديم المساعدة اللوجيستية وادارة عمليات المعركة ولذلك عملت على تعطيل وصول الوفد الى جنيف لافشال اول مهمة سياسية لمارتن غريفيث لجمع اطراف الصراع في طاولة واحدة منذ عامين تقريبا لاسيما ان تقرير لجنة خبراء حقوق الانسان قد اتهمت اطراف الصراع بممارسات اجرامية ضد المدنيين قد ترقى الى جرائم حرب.. ولأول مرة منذ بداية الحرب خلال الاربع سنوات يتم ادراج اسماء المحمدين بن زايد وبن سلمان في قائمة المتهمين بجرائم حرب وضرورة اجراء تحقيقات معهما وهو مالم يتوقعاه بعد الضمانات الامريكية والبريطانية بتقديم الحماية لدول تحالف العدوان بعدم المساءلة او التحقيق اوالقبض عليهم بخصوص جرائم الحرب التي ترتكبها من قصف جوي وبحري وبري للمدنيين من النساء والاطفال والتي تم تقديرها من المنظمات المحلية بحوالي 40الف مدني بين قتيل وجريح..
وبالتالي فان افشال المبعوث الدولي من قبل دول التحالف يمثل احد اهداف عرقلة وصول الوفد الى جنيف وان كان الهدف الرئيس هو احتلال الحديدة والتساؤل الاهم هل يمكن ان يتم استئناف عملية التفاوض اذا مانجحت دول تحالف العدوان في السيطرة على الساحل الغربي واحتلال ميناء الحديدة ؟
في محاولة اخيرة للمبعوث الدولي لمنع حدوث كارثة انسانية نتيجة معارك الساحل الغربي ومعركة الحديدة ولانقاذ مايمكن انقاذه من بصيص امل للتفاوض على الحل السياسي قام بجولة الى مسقط ويحاول الوصول الى صنعاء وعرض ماتم من مشاورات بينه وبين وفد حكومة هادي بشأن اجراءات بناء الثقة وكما يبدو ان زيارته لصنعاء كانت بطلب امريكي كي لاتفقد شعرة التواصل مع وفد صنعاء ولايتم اعلان فشل الحل السياسي كخيار وحيد للملف اليمني وبما يحقق مخطط تقسيم اليمن واقلمته والسيطرة على موانئه وجزره.. ولاشك ان المبعوث الدولي يعتبر وسيطاً دولياً لجمع اطراف الصراع ومهما امتلك من الامكانات والقدرات الخارقة لحل النزاعات فإن بداية الحل السياسي يكون بقرار من واشنطن..
وفي اعتقادي ان معركة الحديدة هي من اعطت خيار الحل العسكري الاولوية وفي حالة فشل التحالف في السيطرة على الساحل الغربي واحتلال الحديدة في زمن قياسي وبدون خسائر كبيرة للمدنيين كما ترغب امريكا فإن المجتمع الدولي سوف يضغط بقوة لاستئناف المفاوضات وهو مالم يستطع المبعوث الدولي غريفيث اقناع الداعمين للحل العسكري (امريكا وبريطانيا) به حتى التاريخ وهو مايعني تعطل عملية التفاوض الى اجل غير معلوم إلا اذا تم وقف اطلاق النار في معركة الحديدة التي لاتزال على اشدها بين دول التحالف ومرتزقتهم وبقيادة امريكية من جانب والجيش اليمني واللجان الشعبية والقبائل اليمنية من جانب آخر.. وعليه فإن تجميد المفاوضات هو المتوقع حدوثه مالم تقف معركة الحديدة ويتم وقف اطلاق النار كهدنة تسبق عملية التفاوض.
| 
مشاورات جنيف وتساءولاتنا بين »مَنْ وما ومتى«؟
