كتب/رئيس التحرير -
ترحيب اللجنة العامة للمؤتمر بأي جهود دولية اومبادرات من شأنها ايقاف العدوان خلال اجتماعها الاخير وفي ظل تطورات متسارعة- على كافة جوانب الصراع -عسكرية وسياسية- يجسد لاريب القراءة المنطقية للقيادة السياسية والتنظيمية العليا للمؤتمر لأبرز تطلعات ورغبات شعبنا التواق الى الخروج من دوامة العدوان والصراعات الى افق جديد..
ولكون ترحيب المؤتمر في هذا التوقيت يعد امتدادا طبيعيا لموقفه الواضح والجلي منذ الوهلة الاول للعدوان الغاشم بل منذ تشكل الازمه السياسية اليمنيه فإن التأكيد عليه من جديد قد جاء هذه المرة في ظل معطيات ومؤشرات اقليمية ودولية تدلل على وجود رغبة ما لطي الملف اليمني ووضع حد لحالة الاحتراب فيه وفي ظل احتدام الصراع العسكري على صعيد مختلف الجبهات خاصة الساحل الغربي وما يحمله كل ذلك من مؤشرات كارثية في منطقة مهمة من جغرافية وطننا ذات الاهمية الاستراتيجية البالغة.
وبغض النظر عن الاسباب والدوافع التي تدفع العديد من القوى الى هذا التوجه وإن كانت الصورة الكاملة لطبيعة الاهداف الذي تتطلع لها مازالت غير كاملة بالاضافة الى كونها مواقف جديدة لايمكن عزلها عن حالة المتغيرات المتسارعة التي تشهدها منطقتنا بفعل تراكم مشكلاتها العويصه وما تمخض عن كل ذلك من افرازات خطيرة تتجه نحو مآلات اكثر كارثية على المنطقة والمصالح الدولية.. وهذا يعني لنا وبدرجة شديدة الوضوح ان رصد المؤتمر الشعبي العام لكل هذه التطورات علاوة على تنبؤه المبكر بها وجدناه اليوم يجدد تأكيده على ضرورة التناغم مع كل ذلك من خلال اداء سياسي ووطني يحتم عليه العمل بكل اخلاص مع اي جهود تبذل من اجل تهيئة مشهد جديد لوطننا يرتكز على مناخات الحوار المسئول بين اليمنيين على اسس وضوابط تقوم عل ايقاف العدوان ورفع الحصار والتخفيف من هول المعاناة الشعبية جراء تداعيات كل ذلك والتي باتت تداعيات كارثية وغير مسبوقة حسب التقارير الصادرة من العديد من المنظمات المعنية والتي لم تتوقف من توجيه تحذيراتها للمجتمع الدولي من خطورة ما يشهده المجتمع اليمني من معاناة هائلة..
ولاريب ان الترحيب المؤتمري قد لامس هنا وبقوة وفاعلية المطلب الشعبي الملح بضرورة ايقاف العدوان باعتباره من جلب كل الكوارث لليمنيين وكبدهم الكثير من امكاناتهم البشريه والماديه وبات يهدد كيانهم ووجودهم وحاضرهم ومستقبلهم اضافة الى ذلك فإن المؤتمر وبما يحمله من رؤيه ثاقبة لتحقيق هذا الانتقال الى الحوار المسئول تجعل من دوره رياديا لاغنى عنه تفرضه بقوة خبرته الوطنية والسياسية وادراكه واستيعابه العميقين لهموم وتطلعات الشعب الذي يثق برؤاه ومواقفه ازاء مختلف قضاياه الوطنية التي تعامل معها المؤتمر خلال مسيرته على درجه عالية من الاستشعار بمسئوليته الوطنية التي حتمت عليه دوما الانتصار المستمر لقضايا الشعب وهو انتصار تجسد في محطات عده على حساب اجندة المؤتمر الخاصة وحرص على الانتصار للاجندة الوطنية دون غيرها في مواقف تقدم دروسا يفاد منها في العمل الحزبي المسئول الذي يبني ولايهدم ويحافظ ولايفرط ويجمع ولايفرق..
وازاء كل هذا الرصيد المشرف للمؤتمر فإن الآمال الشعبية متعلقة به الى حدود اكبر من اي وقت مضى وهو ما يجعله يواصل دوره بقوة وعنفوان المطالب الشعبية خلال هذه المرحلة من اجل تحقيق التحول المنشود وفتح مسارات للامن والسلم الاجتماعيين وفي اعادة قيم الحوار الوطني وتهيئة كل ما من شأنه ان يعزز من مشاركة مختلف القوى الفاعلة في رسم المشهد الجديد في اطار من الالتزام بالارادة اليمنية الحقيقية المتجردة من اية اهواء واجندة ورغبات ومآرب خارجية ومهما كانت الاسباب والحيثيات خاصة وان مرور اربعه اعوام من العدوان والاقتتال الداخلي لم تحقق اي هدف وطني بل ساهمت في تخريب وتهديم الحياة اليمنية وقضت بنسبه كبيرة على الكثير من الانجازات التي امكن لأعداء اليمن اعادة اليمن الى الخلف بفضل خلافات ابنائه التي تجاوزت المنطق ووصلت الى حدود جلب كل مايهدم وطنهم بصورة ملؤها الحقد والكراهية على عكس ما يعلنه العدوان المجلوب من اهداف ومبررات يزعم كذبا وبهتانا انها من اجل الشعب اليمني الذي خسر بسببها كل بناه التحتية.
وخلاصةً فإننا نأمل ان تتعزز لدى بقية الاحزاب والتنظيمات السياسية وكل الاطارات المدنية المعبرة عن مختلف نخب الشعب، سرعة الحذو بالمؤتمر في إعلاء قيم السلام والترحيب المسئول بكل الجهود والمبادرات الهادفه الى ايقاف العدوان والتفاعل مع كل ذلك بروح يمنية اصيلة ومن خلال اثراء كل ما تسوق له القوى والمنظمات الاممية من افكار باتجاه اخراج شعبنا ووطننا من دوامة الصراع والتطاحن وايقاف العدوان ورفع الحصار والحفاظ على انجازات وطننا في الثورة والجمهورية والوحدة والمشاركة الشعبية الواسعة وتحقيق التنميه وتحقيق الانتعاش والاسراع الى تعويض شعبنا بصورة عادلة عن كل خسائره الاكثر من فادحة التي تكبدها جراء العدوان وكذا البحث المسئول عن الضمانات الحقيقية للحاضر والمستقبل التي تجنب شعبنا مزالق الوقوع ثانية فيما اوقعته فيه التصرفات الرعناء لقواه الفاعلة والتي كان ينبغي عليها الحفاظ على شعبها كمسئولية كبرى تتحملها وستحاسب عليها امام الله والاجيال والتاريخ.
| 
دلالات ترحيب المؤتمر بجهود إيقاف العدوان
