التقاه/رئيس التحرير -
غالب مطلق وزير الاشغال العامة ،شخصية وحدوية جسورة تؤمن باليمن الديمقراطي الموحد القائم على مداميك قوية راسخة لدولته الحديثة والمؤمن بالمشاركة الشعبية الواسعة التي تكفل لكل ابنائه المشاركه في صناعة القرار والتفرغ للتنمية الشاملة.
مواقف مشهودة للرجل في التعبير عن رأيه وموقفه الثابت يعبر عنها بروح وطنية عالية، تعرفت عليه عن قرب كزميل فاعل في اطار الوفد الوطني حيث كان واحداً من اللاعبين لدور مهم في اعمال الوفد الى جانب كل زملائه من اجل انجاح مهمة الوفد بما ينتصر لشعبنا ومظلوميته ويخفف من معاناته جراء العدوان والحصار..
وقد التقته »الميثاق« ووجهة له عدداً من التساؤلات حول التفاعلات الراهنة بالحديدة وقراءته للقرار الاممي الجديد وللمزاج الدولي وما طرأ عليه من متغيرات وتحولات مهمة على صعيد تفهمه لكافة أبعاد الازمة اليمنية وتأثيراتها وتداعياتها الخطيرة على المستويات المحلية والاقليمية والدولية.
< كيف تنظرون لمشاورات السويد هل حققت هدفها من خلال ماتوصلت اليه من تفاهمات؟
- حقيقةً السقف الذي كنا نطمح الى تحقيقه كان اكبر فشعبنا يستحق ان نعمل دائما على التخفيف من معاناته الشديدة جراء العدوان والحصار واستطيع القول ان معظم الملفات التي تم ترحيلها كان بالامكان الخروج بتفاهمات عملية حولها لكونها تمثل جميعها قضايا حقوقية لاينبغي على كافة الاطراف جعلها مادة للخلاف والتباين والتعقيد، ومع ذلك مثلت التفاهمات على صعيدي ملفي الحديدة والاسرى خطوة بالاتجاه الصحيح وآمل ان تتم معالجة بقية الملفات في القريب العاجل فبناء الثقة بين الطرفين يجب ان يعكس حرصهما على التخفيف من معاناة الشعب.. وبدورنا في الوفد الوطني كنا ملتزمين وقبل ان ننطلق الى السويد بهذا المبدأ الانساني والعمل بكل الامكانات من اجل تحقيق خطوات مهمة مثل اعادة فتح مطار صنعاء الدولي امام الملاحة والتخفيف من معاناة المواطنين في تعز ومختلف المناطق التي تعيش حالة احتقانات او على صعيد الجانب الاقتصادي، وكنا نرى ان أي تنازلات في هذا الجانب هي تنازلات لشعبنا وتقديرا لصموده العظيم..
< بالنسبة لاتفاق الحديدة هل سيتم بلورته على الواقع وماتفسيركم لحالة الاختراقات المتواصلة على هذا الصعيد؟
- اتفاق الحديدة كان ترجمة لحرص وفدنا على التخفيف من معاناة المواطنين في هذا الجزء الغالي من وطننا ومن اجل فتح مسارات مهمة لاحتياجات المواطنين من المواد والمتطلبات التي تصل إلى ميناء الحديدة الحيوي بل واعادة التطبيع للحياة في المحافظة وما سيعكسه ذلك من تأثيرات ايجابية على الازمة برمتها يمثل ارضية صلبة للمزيد من التفاهمات التي من شأنها ان تعمل على ايقاف الاحتقانات في مناطق اخرى وذلك امر ضروري على طريق ايجاد الحل الشامل..
ومع كل ذلك نرقب اليوم باهتمام جهود الجنرال الهولندي باتريك ومساعديه في وضع خارطة عمل لتنفيذ الاتفاق وأرى وغيري ان هذا الاتفاق يجب ان يتم بصورة فاعلة وبغض النظر عن حالة التجاوزات التي تحدث من الجانب الآخر وهي تجاوزات لن تكسبه سوى مزيد من التشويش لمواقفه ومصداقيته امام المجتمع الدولي الذي يرقب ايضا باهتمام مايعتمل الآن من خطوات باتجاه التنفيذ..
واشعر بثقة ان التنفيذ سيتم كون المزاج الدولي وخاصة لدى الدول الكبرى بات اكثر قناعة عن ذي قبل بضرورة مساعدة اليمنيين للخروج من اتون ازمتهم الطاحنة وعلينا كقوى وطنية ان نلتقط هذا التحول المهم وتكريس تفاعلاته في بوتقة المصلحة العليا لليمن والشعب بخطوات واثقة لانجاح كافة القضايا التي مازالت عالقة وحتى نستكمل جميع متطلبات خروج اليمن من الازمة بما ينتصر لها ولصمود شعبنا الاسطوري في مواجهة العدوان..، وهو العدوان الذي بات يفقد تماما ذلك الزخم السياسي والاعلامي الذي بدا به في العام 2015م وصار المجتمع الدولي الآن ينظر اليه كواحد من التهديدات الواضحة والجلية للامن والسلم الدوليين وينبغي العمل على سرعة ايقافه ووقف تداعياته الخطيرة التي باتت تضر على مستوى المنطقة العربية خاصة على صعيد الخليج والجزيرة وهي منطقة تنظر لها القوى الكبرى كمنطقة حيوية ويتطلب تأمينها من اية تحديات عسكرية وامنية قد تعصف بكل المصالح الدولية بل وتهيئ لفوضى عالمية..
< يؤخذ على القرار الدولى 2451 بشأن اليمن انه تجاهل جرائم الحرب التي أُرتكبت باليمن.. كيف تقرأون ذلك؟
- قد تكون للقوى الكبرى فكرة او موقف يهدف الى ترغيب السعوديين بالانخراط في دعم انجاز اي تسوية باليمن لكن مع ذلك أؤكد ان مسألة هذه الجرائم لايمكن للقوى الكبرى ان تعمل على طمسها وتجريدها من اية عقوبات وفقا لما يقرره المجتمع الدولي حيث انه ومنذ بداية العدوان كانت ومازالت المنظمات المعنية ترصد بدقة متناهية هذه الجرائم وتدينها وهناك شواهد عدة على موقف هذه المنظمات القوي والفاعل مايعني ان هذه الجرائم ستظل تفرض نفسها بقوة على التفاعلات السياسية والاعلامية والانسانية بشأن اليمن ولكونها ايضا جرائم لايمكن ان تسقط بالتقادم وكل ذلك يعني اننا وفي ظل مطالباتنا بالحقوق المشروعة ومنها جرائم الحرب سنلعب دورا مهما مع المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالعالم وسنتمكن من جعل هذا الملف اكثر حيوية واكثر قدرة على احداث تفاعل من قبل الضمير الانساني لأن السكوت عن هذا يعد خطيرا -بحسب خبراء دوليين وحقوقيين وقانونيين- وجريمة بحد ذاتها ستشجع على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم سواء في اليمن او أي مكان آخر من العالم يتسم بالصراعات الدموية كما ان هذا الملف هو مقياس عملي لقياس اخلاق المجتمع الدولي ازاء هذه الجرائم وهو قياس تبقى بدونه العلاقات الدولية في محل اعتوار بل في حالة عدم الثقة بكل ما تعلنه المؤسسات والاطارات المدنية من بيانات وقرارات ومعاهدات بشأن حقوق الانسان..
< هل هذا يعني ان القوى الكبرى وبالرغم من هذا القرار ستعود مجبرة للتعامل مع هذا الملف ولو بعد حين؟
- هذه امور تتمتع بقوة قانونية وانسانية واخلاقية كما سبق ان اشرت في معرض حديثي كما ان أي مواقف لأي من هذه القوى بهدف ازالة هذا الملف لن يخدم هذه الدولة او تلك فحسب بل ويسشوه مواقفها على المستوى الانساني الدولي ويحدث بالوقت ذاته اعتوارات ومنغصات على صعيد انظمتها الداخلية القائمة اساسا على قواعد ديمقراطية وحقوقية بالغة الحساسية..
< باختصار معالي الوزير ما الذي ينبغي على اليمنيين القيام به إزاء هذا الملف؟
- علينا الاستمرار في التوثيق والتصنيف لكل هذه الجرائم وتفعيل التواصل والاتصال بشأنها مع الاطارات الدولية المعنية وعلينا ان نقيم من وقت لآخر الندوات وحلقات النقاش المتخصصة حول هذه القضية بالاضافة الى اقامة المعارض عن كل الانتهاكات سواء بالداخل والخارج والتواصل الفاعل مع الكثير من الشخصيات القانونية النشطة في هذا المجال وكل هذا من شأنه ان يختصر المسافات في بلوغ موقف ثابت ومبدئي للمجتمع الدولي ازاء هذه الجرائم كما احب ان اؤكد ان الدول الكبرى وفي وقت لاحق وقريب قد تستغل هذا الملف الحيوي لتمارس من خلاله الكثير من الضغوطات على الجانب السعودي ومن يقف معه في دائرة عدوانه على اليمن وهو ابتزاز متأكدون من حدوثه ولن تذهب بإذن الله دماء الابرياء بلا حساب وعقاب..
< يقال ان القرار الدولي الجديد غيّر المعادلة ولا ينظر الى طرفين رئيسيين كشرعية وانقلابيين.. تعليقكم ؟
- المتغيرات التي ستواصل تشكلها في المواقف الدولية تجاه الازمة في بلادنا ستكون ايجابية وسيقطف شعبنا ثمارها لكونها تتويجا لصموده وصبره ومعاناته جراء العدوان وهو صمود كفيل ان يغير اشياء كثيرة في المفاهيم السياسية.. مما يؤصل لمرحلة جديدة اعتقد ستعمل على ايقاف وتغيير الكثير من المفردات كالمرجعيات وتراتبية التنفيذ للقرار الدولي »2216«..الخ من المفاهيم التي جعلت من العملية التفاوضية في حالة انحسار وتقوقع خلال المحطات السابقة..
< الحراك الجنوبي يصعد من مواقفه باتجاه تحقيق الانفصال.. ألا يمثل مشكلة من وجهة نظركم قد تعطل العملية السلمية برمتها؟
- المجتمع الدولي ووفق قراراته ومواقفه يؤكد دائما على وحدة اليمن وترابه كجزء لايتجزأ ومهما علت الاصوات فإن العملية التفاوضية ستنظر في كل المطالب الوطنية وبصورة تستفيد من تجارب شعبنا الناجحة ومن التجارب الناجحة للغير التي تتفق مع واقعنا اليمني واعتقد ان الامو ر ستخلص من خلال العملية التفاوضية وعلى مستوى مختلف محطاتها المتبقية الى رؤية يمنية ثاقبة كفيلة بدولة يمنية عصرية تحمل من الضمانات الكافية مايجعل اليمنيين يتفرغون لعملية البناء والتنمية للحاق بالركب الحضاري ويجعلهم بعيدا كل البعد عن كل بؤر الصراع والتطاحن..
< يواصل الوفد الوطني عقد المزيد من اللقاءات مع فعاليات مختلفة.. مادلالات ذلك..؟
- هذا جزء من مهمته في احاطة شعبنا وفعالياته بما تحقق نتيجة صمودهم الاسطوري كما ان ذلك يعكس التفاعل الشعبي الى جانب الوفد الوطني ودفعه لمواصلة مهمته وبروح وطنية عالية..
كما ان الوفد سيواصل باهتمام بالغ مناقشة كل القضايا المتصلة بمهمته والاستفادة من كل الآراء والتصورات ذات العلاقة بمهمته وبما من شأنه ان يجعل المشاركة المجتمعية في دعم نشاط الوفد اكثر فاعلية وجعل آراء وتصورات المجتمع مع الوفد داخل وخارج قاعات التفاوض..
وهذه لاشك واحدة من الاشراقات التي تتمتع بها الادارة التفاوضية للوفد الوطني لكونها تتمتع بدعم شعبي بلا حدود الامر الذي سيكون له اثره البالغ والايجابي على اداء الوفد في مختلف المحطات التي نتطلع ان تكون جميعها انتصارا لشعبنا وثمرة من ثمار صبره وصموده ومعاناته.. وشعبنا يستحق كل خير..
< بوادر تنفيذ اتفاق ملف الاسرى غير مشجعة في ظل استمرار الآخر على عدم الافادة بأعداد كبيرة من الاسرى في سجونه.. ما الذي يتطلب اتخاذه؟
- نعم هذا أمر كنا سبق وان أشرنا إليه وينبغي ان يتم تنفيذه بصورة انسيابية خاصة وان المسئول عن هذا الملف أكد غير مرة امام مختلف وسائل الاعلام ان الافادات قد تعمدت حجب المعلومات عن الكثير من الاسرى المعروف اين تواجدهم سلفا وسبق لهم ان تواصلوا مع اسرهم مايعني ان هذا الحجب يعكس نوايا سيئة سيكون لها انعكاسها السلبي..
ولاريب ان هذا تلكؤ نأمل ان لايستمر وان يتم تقديم افادات عملية باعتبار ذلك يمثل جانباً انسانياً ووطنياً وقبل كل هذا جانب ديني كما آمل ان لايكون هذا التلكؤ امتدادا لحالة البطء التي تعامل معها الآخر خلال فترة المشاورات والمتمثل في عدم قدرته خلال مفاوضات السويد على تسليم قوائم الاسرى بصورة سريعة ولجأ الى شبكات التواصل في محاولة لتغطية فشله.
وازاء ذلك نتطلع من المبعوث الدولي موقفا حاسما ازاء هذا الامر باعتباره تراجعاً عن التفاهمات قد يحدث انتكاسه شاملة لهذا الملف في الوقت الذي تتنظر آلاف الاسر الفرحة بعودة ابنائها الاسرى.
< هناك 111 عنصراً من تنظيمي القاعدة وداعش طلبوا اخراجهم من ضمن الاسرى.. ما تعليقكم؟
- لك ان تتصور خروج هذا العدد الكبير مالذي سيحدثه من زياده للنشاط الارهابي، في الوقت الذي يؤكد العالم وبالذات القوى الكبرى انها في حالة حرب مع الارهاب.
ان مطلباً كهذا يعكس مدى توغل الآخر في النشاط الارهابي ويعكس مدى اسفافه بالامن والاستقرار ولهذا فإن المجتمع الدولي مطالب بوقفة حاسمة ضد الارهارب باليمن وضد كل من يعمل في اطاره او يموله او تحت اي مسمى.
| 
مطلق: تجاهل القرار الدولي لجرائم الحرب ضد شعبنا لايعني إسقاطها وسيظل ملفها أكثر حيوية
