مطهر الأشموري -
أعتقد أن مسمى او لقب (العسيري) كان وراء اختيار وتعيين أحمد العسيري ناطقاً لتحالف العدوان في ظل ما توافرت فيه من عوامل مساعدة كما إجادته لغة غير العربية مثلاً.
ولذلك فاسم العسيري كان يربط بالعدوان ولكن الآن بات يربط بنتائج وتداعيات جريمة خاشقجي أكثر.
العسيري ظلت بين مهامه إنكار جرائم النظام السعودي في اليمن وحين يضطر هذا النظام لاعتراف ببعض الجرائم يحمل المسئولية على ماتسمى (شرعية) لليمن وليس في اليمن.
العسيري ذاته نقل او انتقل الى موقع ترمى عليه مسئولية جرائم النظام السعودي حين يضطر لاعتراف كما حالة الخاشقجي وبالتالي فالعسيري بذات ماكان به يدين (الشرعية).
دعوني اذهب بكم بعيداً عن العسيري الذي ظل يدين والذي بات الآن من يدان لاقتراب من تلقائية ثم لفهم ببغاويته وهي طبيعية في ناطق تحالف او غيره كونه ينطق باسم طرف.
من النادر ان يشاهد احمد عسيري خارج المؤتمرات الصحفية والتصريحات واللقاءات مع الفضائيات وكذلك الندوات.
شاهدت واحدة من هذه النادرات وكان احمد عسيري فيها يتابع مشهد قنبلة (عطان) مع بضع صحفيين في تلقائية التعاطي مع المشهد وفي وسائل إعلام العدوان.
وحين شاهد العسيري ما ينبعث من تفجيرات تلك القنبلة من ألوان في ذلك الدخان المتصاعد قال للصحفيين بصوت مرتفع يجعله مسموعاً بوضوح (هذه الأسلحة التي تتفجر غير تقليدية) والعسيري بتلقائية هذه اللحظة كان في يقين ان تلك السحابة من الدخان تنبعث من الأسلحة اليمنية التي تم تفجيرها ووصفها بالأسلحة غير التقليدية.
لكن الذي حدث وثبت بعد انقشاع الغبار انه لم يتم ضرب مخزن اسلحة في تلك الضربة ولم يتفجر اي سلاح على الأرض، وذلك الدخان المتصاعد كان من السلاح الذي ألقى به من الجو وليس نتيجة سلاح في الأرض دمر واحترق.. والخلاصة هو ان قنبلة (عطان) و(نقم) هي الأسلحة غير التقليدية التي استعملها العدوان ولذلك فإعلام العدوان قد يعيد مشهد قنبلة عطان ولكن يستحيل أن يعيد تعليق احمد عسيري التلقائي.
في تصريحاته الرسمية ظل العسيري يركز على علي عبدالله صالح الذي ظل يطرح حتمية حوار (يمني -سعودي) على طريقة انه يراد التحرش بالسعودية حدودياً ليقال بأن حرب بين المملكة واليمن ولأن (صالح) يريد التحاور مع المملكة.
المملكة وفق العسيري ليست طرفاً في هذه الصراعات اليمنية وهي نقط استجابة لطلب ما تسمي شرعية وتدخلت فقط لإعادة هذه الشرعية وإنهاء الانقلاب والانقلابيين.
المسألة ليست اكثر من استعراض القوة من طرف النظام السعودي ليفرض إعادة شرعية كما يريد وبالتفاصيل التي يريد، والمسألة بضع اسابيع او بضع شهور.
ولذلك فإن قنبلتي عطان ومن ثم نقم مثلنا في تفكير النظام السعودي السقف للوصول الى اعلان الاستسلام ربطاً بقنبلتي اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية.
كيف يقول النظام السعودي انه ليس طرفاً في الصراعات فيما هو لم يترك لأطراف الاصطفاف ضد العدوان غير الاستسلام وهو من يستخدم أفتك وأحدث الأسلحة ويحشد كل مرتزقة وإرهابيي ومافيات العالم بمن في ذلك الجيوش المرتزقة ولفرض هذا الاستسلام ؟
النظام السعودي ظل في حوارات جنيف وحتى الكويت لايقبل بأقل من الاستسلام وبالتالي فهذه المسماة شرعية حين تحضر مشاورات جنيف او الكويت وحتى السويد فهي مجرد مندوب للنظام السعودي او ناطق باسمه كما (احمد العسيري) وهي -اي شرعية- كما العسيري من يحملها النظام السعودي مسئولية اي جريمة او جرائم حين يضطر النظام السعودي للاعتراف بها.
مثلما ظلنا نحاور النظام السعودي من خلال ماتسمى شرعية كمندوب او ناطق باسمه فنحن من خلالها لم نعد نحاور النظام السعودي بل الشرعية او الأمم المتحدة التي لايحتاج للقول بأننا لم نعد نريد الحوار مع النظام السعودي ولكن فكرة وتفكير هذا الحوار لم يعد حاجية كما حين ظل (علي عبدالله صالح) يطرحه وأصبح اقل في الاهمية والاهتمام لان الحوار مع الأمم المتحدة تجاوز سقف النظام السعودي وبقدر ارتفاع الرأي العام ضد النظام السعودي كأساس للإرهاب وتمويله عالمياً وكنظام جرائمه وإجرامه كما أكده عنوان خاشقجي فالنظام السعودي بات عليه دفع امواله للعالم لسكوت او تغاضٍ عن فظائع له في الإرهاب والإجرام ولم يعد يستطاع بالمال لا شراء العالم كأنظمة ولا حتى الأمم المتحدة تسير كما يريد وفيما يريد مقابل هذا المال.
لم يعد يحتاج لـ(حذلقة) عسيري او غير عسيري لأن المملكه (المهلكة) هي عاجلاً ام آجلاً من ستطلب الحوار مع اليمن وذلك ما بات يتم وإنْ من تحت الطاولة.
إنني مع العسيري بأن سحابة الدخان الملونة في قنبلة عطان لايمكن ان تكون إلا من أسلحة غير تقليدية والأسلحة التقليدية هي التي ضرب بها عطان فيما لم تتفجر نتيجة ذلك لا أسلحة تقليدية ولا غير تقليدية!
| 
النقلة من حوارية الأمس إلى محاورة اليوم!
