سالم‮ ‬العولقي‭*‬ -
سألوني وهم يحققون معي عن اسماء لو تولت قيادة الموتمر .. حينها لم اكن متحمسا ولا اعرف ما يحدث خارج المعتقل..، وفي احد الايام سرب لي احد الضباط ان الشيخ صادق اختارته اللجنة العامة قلت للمعتقلين في العنبر لقد نجونا ونجا الموتمر..
ولما خرجت من المعتقل كنت احس بالضياع واشعر اني مفقود في عالم لا ادري عنه شيئا ولم اذهب لاشكر احداً الا الشيخ صادق لانه كان الضامن لي وكنت مندهشا لانه لايعرفني ولكته طلبني في يوم آخر لوحدي وجلست معه وتحدثنا معا .. حدثني كأب وقال لي نحن اهلك وهذا حزبك ومكانك،‮ ‬والموتمر‮ ‬بحجم‮ ‬اليمن‮.‬
شعرت به كأبٍ وقائد .. شعرت بالامان وغيري كما شعر غيري من قيادات الموتمر حيث كان يخفف عنهم ويهتم بهم .. تعامل معنا كقائد حزب ومسئول حقيقي يدرك حق الادراك ما يمر به قيادات واعضاء حزبه ..يداوي جراحهم بصمت وهدوء وبروح المسئولية حتى يستعيد كل منا عافيته..
شعرت وغيري بجهوده الطيبة التي كان يبذلها كي يبعث في قلوبنا الطمأنينة .. تعب كثيرا وتعرض لضغوطات وابتزاز واتهامات وكنت اتساءل حينها عن شجاعته وتحمله كل هذا من أجلنا..وادركت أنها روح المسئولية التي تحملها في وقت عصيب ولم يتواز أو يعتذر عن تحملها فالمؤتمر هو‮ ‬من‮ ‬استدعاه‮ .. ‬هو‮ ‬من‮ ‬كان‮ ‬يبذل‮ ‬تلك‮ ‬الجهود‮ ‬من‮ ‬اجله‮ ‬واستعادة‮ ‬عافيته‮ ‬بعد‮ ‬تلك‮ ‬الأحداث‮ ‬المؤسفة‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬نكن‮ ‬نتوقعها‮ ..‬
نعم .. كان باستطاعة الشيخ صادق أن يعتذر عن تحمل هذه المسئولية ولكنه المؤتمر الذي عمل وما زال من اجله كأحد مؤسسيه البارزين .. وكقائد شجاع اختاره الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح كنائب له كونه الأكثر ادراكا وعلما بطبيعة المؤتمر وعمله ومهامه..
وهنا‮ ‬اقولها‮ ‬بكل‮ ‬الصدق‮ ‬والمسئولية‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬لأحد‮ ‬أن‮ ‬يشكك‮ ‬بإدارة‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبو‮ ‬راس‮.. ‬إدارة‮ ‬محنكة‮ ‬على‮ ‬المستويين‮ ‬التنظيمي‮ ‬والوطني‮..‬
أعاد لملمة كل اوراق المؤتمر وتمكن من ترتيب العمل التنظيمي في ظل امكانات ضعيفة أو بعبارة اصح منعدمة.. وهذه هي الحقيقة التي لا نبتغي من وراء ذكرها شيئا بقدر ما نسعى جاهدين للعمل معه من أجل تنظيمنا وحمايته من كل صور واشكال التآمر التي يتعرض لها..
عمل على انتظام اجتماعات اللجنة العامة.. وبهدوء استعاد تنشيط العمل التنظيمي بعد أن اصابه الركود نتيجة احداث ديسمبر المؤسفة.. كان حال التنظيم حينها يشبه انساناً| اصيب بجلطة دماغية وتعرضت اطرافه للشلل وبحاجة ماسة لعلاج طبيعي حتى تعود كما كانت.. وهذا ما فعله‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبو‮ ‬راس‮ ‬مع‮ ‬الهيئات‮ ‬المؤتمرية‮ ‬المختلفة‮ ‬حتى‮ ‬تمكن‮ ‬من‮ ‬استعادة‮ ‬عافيتها‮ ‬تدريجيا‮..‬
أعاد‮ ‬الأمل‮ ‬إلى‮ ‬المؤتمريين‮ ‬جميعا‮ ‬وظهر‮ ‬ذلك‮ ‬جليا‮ ‬في‮ ‬الفعالية‮ ‬الجماهيرية‮ ‬الكبيرة‮ ‬التي‮ ‬أحياها‮ ‬في‮ ‬قاعة‮ ‬القمة‮ ‬بمناسبة‮ ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ..‬
حوّل منزله إلى مكتب عمل ولم يوصد بابه أمام أحد .. التقى بكل قيادات وكوادر المؤتمر وعمل على حل الكثير من الاشكالات التي تواجههم .. واعاد لهم الأمل .. واثبت للجميع أن المؤتمر يمرض ولكنه لم ولن يموت مطلقا.. وبهذه الروح المسئولة التي عكسها الشيخ صادق على الواقع‮ ‬قولا‮ ‬وفعلا‮ ‬نقولها‮ ‬اليوم‮ ‬وبكل‮ ‬ثقة‮ ‬إن‮ ‬المؤتمر‮ ‬هنا‮ .. ‬وسيبقى‮ ‬هنا‮ ‬مهما‮ ‬اشتدت‮ ‬معاول‮ ‬المتآمرين‮..‬
إدارة‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬تعتمد‮ ‬على‮ ‬تشجيع‮ ‬التفاعل‮ ‬والمشاركة‮ ‬في‮ ‬إبداء‮ ‬الرأي‮ ‬ومناقشة‮ ‬كل‮ ‬الاطروحات‮ ‬بمسئولية‮ ‬عالية‮ ‬وبالتالي‮ ‬اتخاذ‮ ‬القرار‮ ‬المناسب‮..‬
لا‮ ‬نزايد‮ ‬ونحن‮ ‬هنا‮ ‬نمتدح‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬ولكنها‮ ‬الحقيقة‮ ‬التي‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬نقولها‮ ‬بكل‮ ‬فخر‮ .. ‬
يمتلك‮ ‬قلباً‮ ‬كبيراً‮ .. ‬يمتاز‮ ‬بالهدوء‮ ‬والبساطة‮ ‬والسمو‮ ‬الاخلاقي‮.. ‬يتعامل‮ ‬مع‮ ‬الجميع‮ ‬بوجه‮ ‬واحد‮ .. ‬صريح‮ ‬في‮ ‬اطروحاته‮ ‬وصادق‮ ‬كاسمه‮ ‬في‮ ‬عمله‮ ‬ووعوده‮ ‬وإدارته‮.‬
ويكفي هنا أن نشير إلى أن اهم انجاز انتزعه تمثل بالمحافظة على الحضور الدولي للمؤتمر في المشاورات واستطاع ابقاء الحضور المؤتمري في مؤسسات الدولة وايقاف السيناريوهات الهادفة إلى اجتثاث المؤتمر واخراج المعتلقين وهم بالآلاف واستعادة بعض ممتلكات الموتمر.. ومايزال‮ ‬يمضي‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬التوجه‮ ‬للافراج‮ ‬عن‮ ‬بقية‮ ‬المعتقلين‮ ‬وإطلاق‮ ‬ممتلكات‮ ‬المؤتمر‮ ‬ككل‮.. ‬
وهاهو‮ ‬اليوم‮ ‬يتجه‮ ‬لتفعيل‮ ‬اهم‮ ‬هيئات‮ ‬المؤتمر‮ ‬وصاحبة‮ ‬القرار‮ ‬في‮ ‬تحديد‮ ‬توجهاته‮ ‬وهي‮ ‬اللجنة‮ ‬الدائمة‮..‬
مهما‮ ‬قلت‮ ‬او‮ ‬كتبت‮ ‬عن‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبو‮ ‬راس‮- ‬رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮- ‬فلن‮ ‬أفيه‮ ‬حقه‮ ‬ابدا‮ .. ‬وما‮ ‬قلته‮ ‬ليس‮ ‬سوى‮ ‬غيض‮ ‬من‮ ‬فيض‮ ‬في‮ ‬كتاب‮ ‬هذا‮ ‬الرجل‮ ‬المسئول‮ ‬قولاً‮ ‬وحقيقة‮..‬
وأختتم هنا بالتأكيد على أن الشيخ صادق نجح في خلق ثقافة تنظيمية جديدة إيمانا برؤى المؤتمر ودروس قائده المؤسس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح .. وتمكن من خلق جو من السلام ليسود بين اعضاء الموتمر ،وفي الوقت نفسه حرص على ان يكون النظام الداخلي هو المرجع بعيدا عن‮ ‬الاجتهادات‮ .. ‬وكل‮ ‬هذا‮ ‬بعد‮ ‬ان‮ ‬كنا‮ ‬على‮ ‬حافة‮ ‬الهاوية‮ ‬وكاد‮ ‬الموتمر‮ ‬ان‮ ‬ينتهي‮..‬
وهنا اقول بكل الصدق: شكراً للشيخ صادق بن أمين أبو راس الذي تحمل الكثير وما زال يتحمل الكثير من اجل المؤتمر وحمايته .. من أجل قاعدته الشعبية الكبيرة التي لم ولن يتزعزع ثقتها وإيمانها بقيادات المؤتمر وفي مقدمتها الشيخ صادق..
‮* ‬نائب‮ ‬رئيس‮ ‬دائرة‮ ‬الشباب