موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مواطنون لـ"الميثاق": مَنْ يدعون للانفصال يمثلون أنفسهم وأسيادهم - تربويون لـ "الميثاق": الأختبارات تسير بشكل جيد وهناك توجُّس من بعض المواد - المانجو اليمني.. بين شائعات الإنترنت وتحديات الزراعة - إلى بنكي المركزي في عدن وصنعاء: تعالوا إلى كلمة سواء - المساح يكتب عن حياته من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "2-2" - شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض - تحذيرات أممية من "حمّام دم" في رفح -
مقالات
الميثاق نت -

السبت, 26-يناير-2019
طه‮ ‬العامري‮ ‬ -
تقمص شخصية بطل رواية الروائي السوفييتي ديستوفسكي (القرين) استعار بعض أدوار البلياتشو أو بطل السيرك ..حاول ممارسة رقصة (الفلامنكو) الإسبانية منذ واقعة (دافوس_ البعيد) حين وضع نفسه بطلا أو وصيا على فلسطين وغزة تحديدا حيث حركة حماس إحدى أجنحة حصان طروادة الذي‮ ‬راهن‮ ‬عليه‮ ‬السلطان‮ ‬العثماني‮. ‬الحالم‮ ‬بعودة‮ ‬أمجاد‮ ‬الإمبراطورية‮ ‬العثمانية‮ ‬فيما‮ ‬بدأ‮ ‬الرجل‮ ‬يطرح‮ ‬نفسه‮ ‬كحارس‮ ‬أمين‮ ‬وبطل‮ ‬لأهل‮ (‬السنة‮ ‬والجماعة‮)..!!‬
واقعيا لم يكد كتاب ( اوغلو) وزير خارجية السلطان لسنوات ينزل للأسواق تحت عنوان (تركيا والجوار صفر مشاكل) حتى تفجرت ازمة (الربيع العربي) التي سرعان ما راح الرجل يرقص على انغامها ويقدم نفسه كمنقذ للمنطقة والمؤهل لملء الفراغ الاستراتيجي في سماء الوطن العربي..
اهتبل الرجل شرارة ازمة المنطقة واللحظة وراح يتبنى جماعة الراديكالية الاسلامية المتطرفة ويغذيها بكل عوامل الحركة والديمومة والفعل التدميري لكل نطاقات المنطقة بدءا من تغذية الصراع الداخلي الفلسطيني وتشجيع جماعة حماس لشق وحدة الصف والقضية إلى العراق واليمن وليبيا‮ ‬وتونس‮ ‬ومصر‮ ‬غير‮ ‬أن‮ ‬في‮ ‬سورية‮ ‬كان‮ ‬للرجل‮ ‬حسابات‮ ‬أخرى‮ ‬نسجتها‮ ‬أوهام‮ ‬أو‮ ‬عقدة‮ ‬النرجسية‮ ‬العثمانية‮ ‬التي‮ ‬توهم‮ ‬الرجل‮ ‬إمكانية‮ ‬احيائها‮ ‬على‮ ‬وقع‮ ‬التمزق‮ ‬الذي‮ ‬تعيشه‮ ‬المنطقة‮ ‬قطريا‮ ‬وقوميا‮..‬
كان العام 2011م بداية التحول الوهمي لتركيا تنمويا حيث اشتعلت الفتن والاضطرابات في عموم الوطن العربي وكانت تركيا هي الحاضن البديل لمترفي المال العربي وفيما راح السلطان يرسل بشحنات الموت لكل الأقطار العربية وخاصة اليمن ومصر وليبيا فيما جعل من تركيا نقطة عبور لكل محترفي القتل في العالم نحو سورية ساعيا وداعيا ومحرضا وممولا لتدميرها بدوافع انتقامية وثارية راغبا بالتخلص منها كمنافس صناعي واقتصادي وحاجز منيع تحول بين تطلعات السلطان في الوطن العربي ناهيكم عن أن سورية كانت حاضنة لأحلام الأكراد وتطلعاتهم المشروعة وكان حزب العمال الكردستاني بقيادة المناضل عبدالله اوجلان يتخذ من سورية مقرا له حتى سنوات قليلة خلت ولم تكن هذه الحقائق غائبة عن السلطان الذي اندفع نحو سورية بكل الأحقاد التاريخية الحديثة والمعاصرة ضد دمشق العروبة والسد الذي تتحطم على اسواره اطماع كل غزاة الأرض‮ ‬ومنهم‮ ‬الأتراك‮ ..‬
تداعيات الأحداث طبعا خذلت تطلعات الرجل وتبخرت أحلامه من خلال الصمود الأسطوري للدولة العربية السورية كما انهارت الراديكالية الإسلامية التي حاول أن يجعل منها حصان طروادة اضافة إلى خذلان أوروبا وأمريكا أو تحفظهم على تطلعات واهداف الرجل فكانت موسكو هي القبلة التي توجه إليها منذ شعر الرجل بانهيار حساباته الجيوسياسية في لحظة ارتداد استراتيجي للرجل وعبر هجمة مرتدة وجهت بقوة لوجه السلطان العثماني عبر تفاهمات دمشق مع الفعاليات الكردية ومنحها صلاحيات الإدارة الذاتية لنطاقاتها الحدودية المتاخمة لتركيا ..
في موسكو حضر الرجل بساق واحدة فيما الساق الثانية كانت في واشنطن ..لكن في واقع الحال كانت الرحلة لموسكو أشبه بلعبة (الروليت الروسية) وهي آخر رقصة أو لعبة متاحة أمام السلطان الخائب الذي مارس سياسة المقامرة حد الابتذال ..!!
فإمام (السنة) الذي رفع شعار غزة حليف صناعي عسكري واقتصادي واستخباري لكيان الاحتلال ..يغيظه كل تطور عربي يتحدث عن انتمائه (السني) ويوهم المتابع أنه يواجه (إيران الصفوية وسورية العلوية وحزب الله الشيعي) وهو في الواقع يسعى للاطاحة بكل الحضور (السعودي) في النطاقات‮ ‬الجغرافية‮ ‬العربية‮ ‬ويعمل‮ ‬على‮ ‬تمزيق‮ ‬النسيج‮ ‬العربي‮ ‬قطريا‮ ‬وقوميا‮ ‬ولكنه‮ ‬وبفعل‮ ‬صلابة‮ ‬دمشق‮ ‬ومحور‮ ‬المقاومة‮ ‬وهشاشة‮ ‬علاقته‮ ‬الاوروبية‮ ‬والأمريكية‮ ‬عاد‮ ‬لحضن‮ ‬ذات‮ ‬المحور‮ ‬برعاية‮ ‬روسية‮ ..‬
أقول في موسكو وصل الرجل ليقف أمام القيصر على الطاولة بساق واحدة والأخرى تركها في واشنطن ..في لقاء مغلق دام لثلاث ساعات وعشرين دقيقة أمام القيصر الذي أدرك من الثواني الأولى للقمة نوايا السلطان وخلال الربع الساعة الأولى من القمة كان السلطان يشكو ويسرد مطالبه مستجديا وساطة روسية أولا مع دمشق وضمانات روسية _ إيرانية تحول بينه وبين حسابات دمشق ومطالبها بدءا من البحث عن مخرج يحافظ على ماء وجه السلطان ويخرجه من مستنقع إدلب واخواتها إلى إقناع دمشق بفتح صفحة جديدة مع أنقرة وطي ملف السنوات الماضية وإعادة تفعيل اتفاق 1998م‮ ‬الأمني‮ ‬بين‮ ‬دمشق‮ ‬وانقرة‮ ‬وآخر‮ ‬المطالب‮ ‬ما‮ ‬يتصل‮ ‬بمواقف‮ ‬دمشق‮ ‬من‮ ‬لواء‮ ‬الأناضول‮ ‬العربي‮ ‬السوري‮ ..!!‬
غير هذا هناك ملفات ساخنة طالب الرجل من موسكو بالعمل على إقناع دمشق باغلاقها ..لم يتردد القيصر في فهم وتفهم دوافع الرجل ورحل كل هذه المطالب إلى قمة قريبة تجمعه بالقيصر والرئيس الدكتور بشار الأسد والرئيس الإيراني ..فيما ما تم الإعلان عنه رسميا يندرج في سياق التسويق‮ ‬الإعلامي‮ ‬المعتاد‮ ‬والمتعارف‮ ‬عليه‮ ‬انطلاقا‮ ‬من‮ ‬القاعدة‮ ‬الراسخة‮ ‬والثابتة‮ ‬في‮ ‬العمل‮ ‬السياسي‮ ‬وهي‮ ‬أن‮ ‬السياسي‮ ‬يقول‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬يبطن‮ ‬ويتحدث‮ ‬بشيء‮ ‬ويعني‮ ‬به‮ ‬شيئا‮ ‬آخر‮ ..!‬
السلطان العثماني وباختصار يمارس احقر أشكال الابتزاز السياسي في العراق وسورية بدافع أحقاد متراكمة لديه ضد كل عربي أرضا كان أو إنسانا أو قدرات أو لغة أو قيماً، وهو الذي لم يتردد بأن يتاجر بدم خاشقجي ويبتز به الرياض ماديا ويساوم به واشنطن على رأس خصمه اللدود‮ ‬فتح‮ ‬الله‮ ‬غولن‮ ..‬؟‮!‬
كما يبتز بمسلحي إدلب دول أوروبا ويستغل أوضاع اللاجئين كسلاح لتحقيق أهدافه الاقتصادية ..ألم يستغل الانقلاب الذي حدث له لتطهير خصومه من مفاصل السلطة والمجتمع وبعشرات آلاف بتهمة أنهم اتباع لفتح الله غولن..وفتح الله غولن هو من اوصله للقمة بعد أن ساعده على الإطاحة‮ ‬بسيده‮ ‬واستاذه‮ ‬ومعلمه‮ ‬قلب‮ ‬الدين‮ ‬أربكان‮ ..!!‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)