موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجيديع يعزي الدكتور قاسم الداودي بوفاة والدته - حصيلة شهداء غزة ترتفع إلى 47518 - العثور على مقابر جماعية في مخيم جباليا - المبادرات التنموية البديل الذي كشف عورة الدولة - صنعاء تحذّر من سياسة العقاب الجماعي - إعلام العدو: 42 مليار دولار تكلفة الحرب على غزة - صنعاء: افتتاح معرض "من أرض البن إلى أرض الزيتون" - كسرت هيمنة الشركات الامريكية .. "ديبسيك" الصينية تهز الاسواق - مشافي غزة تستقبل 48 شهيدًا في 48 ساعة - الخارجية تُدين محاولات امريكا تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 11-فبراير-2019
‮ ‬إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬ -
من المعلوم لدى الجميع أن حياة الأفراد والجماعات والمجتمعات مليئة بالحسابات الخاطئة ، في شتى مجالات الحياة ، لكن هناك حسابات خاطئة تفرق عن حسابات خاطئة أخرى ، فالحسابات الخاطئة على المستوى الشخصي تختلف عن الحسابات الخاطئة على المستوى المجتمعي ، والحسابات الخاطئة على المستوى الخاص تختلف عن الحسابات الخاطئة على المستوى العام ، وهكذا ، وتفرق عن بعضها من حيث الآثار المترتبة عليها ، وتظل الحسابات الخاطئة في العمل السياسي ، هي أسوأ الحسابات الخاطئة على الإطلاق ، لأن نتائجها كارثية ومأساوية ، وذلك لأن أضرارها تطال شعوباً‮ ‬بأكملها‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬كل‮ ‬الأحوال‮ ‬تظل‮ ‬الحسابات‮ ‬الخاطئة‮ ‬،‮ ‬من‮ ‬الأمور‮ ‬غير‮ ‬المرغوب‮ ‬فيها‮ ‬،‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬المستويات‮ .. ‬
ويمكن تدارك الحسابات الخاطئة ، إذا ما تم اكتشافها مبكراً ، وتم وضع المعالجات المناسبة لها ، في الوقت المناسب قبل استفحالها واستعصاء حلها ، والأفضل هو تداركها قبل حدوثها ، والأسوأ هو التعمد في تجاهل تلك الحسابات والإصرار على استمرارها ، رغم الآثار الكارثية المترتبة عليها ، وفي مثل هذه الحالة ، فإنه يظهر جلياً أن تلك الحسابات لم تكن خاطئة وغير مقصودة ، بل مخططة ومقصودة ، وهذا يجعل القائمين عليها يدخلون في دائرة الاتهام والمحاكمة والإدانة ، خصوصاً إذا أصروا على الاستمرار في خوض حساباتهم الخاطئة ، وعدم قيامهم بوقفها‮ ‬،‮ ‬فإنهم‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الحالة‮ ‬يتحملون‮ ‬كامل‮ ‬المسئولية‮ ‬عن‮ ‬كل‮ ‬الآثار‮ ‬الكارثية‮ ‬والمأساوية‮ ‬الناتجة‮ ‬عن‮ ‬حساباتهم‮ ‬الخاطئة‮ ‬والمقصودة‮ .. ‬
وكم تجرعت البشرية من الكوارث والمآسي ، نتيجة الحسابات السياسية الخاطئة وغير المدروسة بعناية ودقة ، كإعلان الحروب والصراعات ، والمشكلة في خطورة الحسابات السياسية الخاطئة ، تكمن في أن شعوباً بأكملها تتعرض للكوارث والمآسي نتيجةً لها ، بل إن بعضها تؤثر على البشرية برمتها (الحرب العالمية الأولى والثانية إنموذجاً) ، والتي سقط ضحيتها ملايين البشر ، وتسببت في كوارث ومآسٍ كبيرة جداً ، لذلك حاول المفكرون السياسيون وضع آلية يمكن من خلالها كبح جماح تلك الحسابات الخاطئة ، من خلال إنشاء مؤسسة عالمية ، محكومة بقوانين ولوائح‮ ‬دولية‮ ‬،‮ ‬تضبط‮ ‬سلوكيات‮ ‬القادة‮ ‬السياسيين‮ ‬،‮ ‬وتمنعهم‮ ‬من‮ ‬فرض‮ ‬حساباتهم‮ ‬السياسية‮ ‬الخاطئة‮ ‬على‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولي‮ ‬،‮ ‬وتلك‮ ‬المؤسسة‮ ‬هي‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬،‮ ‬المحكومة‮ ‬بالقانون‮ ‬الدولي‮ .. ‬

لكن للأسف الشديد تدخَّل السياسيون في هذا الشأن ، وخصوصاً المنتصرين منهم في الحرب العالمية الثانية ، ليضعوا شروط المنتصر في تركيبة وهيكلة الأمم المتحدة ، ويضعوا لأنفسهم امتيازات ليست لغيرهم ، تمنحهم حق النقض الفيتو في كل قرار قد لا يتناسب مع مواقفهم ومصالحهم ، ليُفقِدوا بذلك الأمم المتحدة من حياديتها وعدالتها ، وليُفرِّغوا لوائحها وقوانينها من محتواها ، لتستمر الحسابات السياسية الخاطئة ، وإن كانت بشكل أقل عما كانت عليه قبل إنشاء الأمم المتحدة ، ولتُطبَّق تلك القوانين واللوائح والعقوبات الأممية على الدول الضعيفة‮ ‬،‮ ‬والصغيرة‮ ‬،‮ ‬والفقيرة‮ ‬فقط‮ ‬،‮ ‬ليظل‮ ‬بذلك‮ ‬ميزان‮ ‬العدل‮ ‬والإنصاف‮ ‬البشري‮ ‬مائلاً‮ ‬ومختلاً‮ ‬لمصلحة‮ ‬الأقوياء‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬الضعفاء‮ ‬،‮ ‬ولمصلحة‮ ‬الأغنياء‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬الفقراء‮ ..!! ‬
وكم هي الحسابات السياسية الخاطئة التي تعصف اليوم بعالمنا العربي ، نحو السلبية والفشل والتراجع الحضاري ، نتيجةً للتعصبات الدينية والمذهبية والحزبية والمناطقية والقبلية والطائفية ، لتتجمع كل أنواع وأشكال التعصبات في مجتمعنا العربي ، ليغرق في مستنقع الخلافات والصراعات‮ ‬والحروب‮ ‬،‮ ‬ولتتزايد‮ ‬الحسابات‮ ‬الخاطئة‮ ‬للسياسيين‮ ‬العرب‮ ‬،‮ ‬لتدفع‮ ‬الشعوب‮ ‬العربية‮ ‬الفاتورة‮ ‬الباهضة‮ ‬ثمن‮ ‬تلك‮ ‬الحسابات‮ ‬السياسية‮ ‬المتهورة‮ ‬والإنفعالية‮ ‬والطائشة‮ ..!! ‬
وما ثورات الربيع العربي إلا واحدة من تلك الحسابات السياسية الخاطئة والارتجالية ، وكم وكم قاد السياسيون العرب شعوبهم نحو المهالك والصراعات والحروب ، نتيجة حساباتهم السياسية الخاطئة ، وهناك بعض القادة العرب لهم مواقف إيجابية في هذا الخصوص ، منهم الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ، وهو يطلب من قيادات الجيش بعدم الرد على الإعتداء الآثم والإرهابي ، الذي تعرض له في جامع دار الرئاسة ، وكذلك وهو يُسلِّم السلطة بصورة سلمية وحضارية ، وكل ذلك في سبيل حقن دماء أبناء الشعب اليمني ..!!
وللأسف‮ ‬الشديد‮ ‬
هناك في عالمنا العربي من ينظر إلى تلك المواقف الإيجابية ، نظرة سلبية ويصف من قاموا بها بالجبن والضعف ، بينما يرى الشجاعة والبطولة في المواقف السلبية والمتهورة الناتجة عن الحسابات السياسية الخاطئة ، دون اعتبار للآثار السلبية والكارثية لها على الشعب والوطن ، وهكذا مواقف غير طبيعية وغير متوازنة ، هي من تجد المبررات والحجج ، لأصحاب الحسابات السياسية الخاطئة ، وهي من تشجعهم على اإنتهاج تلك السياسات السلبية والتدميرية ، لنجد أن في عالمنا العربي هناك مؤيدين ومشجعين لأصحاب الحسابات السياسية الخاطئة ، يدفعهم إلى ذلك‮ ‬التعصبات‮ ‬أو‮ ‬التحزبات‮ ‬أو‮ ‬المصالح‮ ..!! ‬
وطالما وهذا هو الوضع السائد ، فإن عالمنا العربي على موعد مع الكثير من الحسابات السياسية الخاطئة ، وعلى موعد مع الكثير من الصراعات والحروب المتعددة والمتنوعة ، (الأزمة اليمنية والسورية والليبية والعراقية إنموذجاً) ، حتى يأتي ذلك اليوم ، الذي يتلاشى فيه مؤيدي ومشجعي ومناصري الحسابات السياسية الخاطئة ، عندها يمكن أن تنعم مجتمعاتنا العربية بالأمن والاستقرار والتقدم والتطور ، وعندها سوف تهيمن الحسابات السياسية الصحيحة والمدروسة والمخططة والعقلانية على مجريات السياسة والأحداث فيه ، وسيكون هذا مؤشر على تلاشي ظاهرة‮ ‬التعصبات‮ ‬المذهبية‮ ‬والطائفية‮ ‬والحزبية‮ ‬السلبية‮ ..!!‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الجائفي والتعليم .. أشرف المعارك الوطنية (2-2)
د.عبدالوهاب الروحاني

حكايات وتحديات ذوو الاحتياجات الخاصة: شركاء في بناء المجتمع
د. منى المحاقري*

أنبوب مجهول لنهب خيرات الوطن
فتحي بن لزرق

بين أصوليتين..!
د.عبدالرحمن الصعفاني

خطة ترامب لتفريغ غزة: تهجير قسري أم حل للأزمة؟
عبدالله صالح الحاج

اليمن وحتمية عودة الوعي..
طه العامري

ملاحظات حول مقال الروحاني الموسوم (جار الله عمر) (2-2)
أحمد مسعد القردعي

سلامات صديق العمر.. يحيى دويد
د. طه حسين الهمداني

تَمَخَّض الجبل فولد نصف راتب مشوه!!
مطهر تقي

لأول مرة
عبدالرحمن بجاش

والدعوة عامة
علي أحمد مثنى

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)