موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


حجز قضية 206 متهما بنهب اراضٍ للنطق بالحكم - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34183 - رئاسة مجلس النواب تدين الاستغلال الامريكي لمجلس الأمن - بقدرة 7 ميجاوات.. تجهيزات لتشغيل وحدة كهربائية جديدة بمحطة حزيز - مَنْ يقف وراء إدخال المبيدات المحظورة لليمن؟ - دخول اليمن المعركة شكَّل عامل ضغط كبير جعل العدو الصهيوني يعيد حساباته - حصيلة شهداء غزة ترتفع إلى 34,097 - إضراب شامل في الأراضي الفلسطينية - كيف تضمن تصفحا آمنًا للأطفال على منصات التواصل.؟ إليكم 9 خطوات - شهيد بانفجار قنبلة من مخلفات العدوان في صرواح بمأرب -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الإثنين, 13-يناير-2020
استطلاع‮/‬عبدالرحمن‮ ‬الشيباني -

يجب المواطن اليمني نفسه في متاهة وسلسلة من الحاجات والمتطلبات المعيشية من المفترض أن يوفي بها تجاه أسرته غير أن ذلك الأمر على ما يبدو يبقى بعيد المنال في ظل أوضاع استثنائية ودوران عجلة الحرب لأكثر من خمس سنوات ويبدو أنه لا أمل يلوح في الأفق لتوقفها فهي تسير‮ ‬ببطء‮ ‬عجيب‮ ‬تأخذ‮ ‬في‮ ‬ثنايها‮ ‬احباء‮ ‬واعزاء‮ ‬ومن‮ ‬بقي‮ ‬منهم‮ ‬أصبحوا‮ ‬عرضة‮ ‬لويلاتها‮ ‬وأهوالها‮ ‬استنفدت‮ ‬منهم‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يملكون‮ ‬ناهيك‮ ‬عن‮ ‬آثارها‮ ‬النفسية‮ ‬والاجتماعية‮ ‬والاقتصادية‮.‬
بحسب تقارير الأمم المتحدة فإن أكثر من 75٪ من اليمنيين يعانون الفقر والحاجة وبحاجة ماسة للرعاية بينما هناك 40٪ منهم مهددون بالمجاعة وتحت خط الخطر المهدد لحياتهم علاوةً على تشريد الكثير من الأسر اليمنية بفعل الغارات التي يشنها العدوان على مختلف عموم مناطق ومحافظات‮ ‬اليمن‮ ‬ففي‮ ‬عام‮ ‬2019م‮ ‬هناك‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬المليون‮ ‬ونصف‮ ‬المليون‮ ‬نازح‮ ‬فقط‮ ‬من‮ ‬محافظة‮ ‬واحدة‮ ‬هي‮ ‬الحديدة‮.‬

مأزق‮ ‬انساني
انها حرب وحشية مفتوحة اصبح العالم فيها يعاني من مأزق أخلاقي وانساني بالرغم من أن الكثير يتداعون وتتعالى الأصوات لوقف دمويتها ودنائتها الى الحد الذي اصبح لا يطاق وألا يصل أيضاً أن يحرم الموظف في اليمن من مصدر دخله الوحيد متمثلاً بالراتب الذي يمثل بالنسبة للكثيرين حياته كما يصفه أغلب الموظفين في اليمن وهم يطالبون الجميع وعلى رأسهم الأمم المتحدة بأن تضغط على ما تُسمى الشرعية من أجل صرف رواتبهم المنقطعة لأكثر من ثلاث سنوات جراء قيامها بنقل البنك من صنعاء الى عدن وما ترتب على ذلك من تداعيات على ظروف المواطن والموظف‮ ‬بدرجة‮ ‬أساسية‮ ‬جعلته‮ ‬أسير‮ ‬العوز‮ ‬والحاجة‮.‬

بدائل‮ ‬أخرى
تقول بعض الدراسات السيوسيولوجية الحديثة أن الفقر يصبح مركباً من المواقف التعبوية ونقص الاعتماد على النفس والذل وفقدان الاحترام الذاتي والحرمان والشعور الدائم به وتفكيك الأسر وانحلالها وانتشار الجريمة وتدهور القيم ولكن هذه الدراسة لم تقل وتشير الى حالة التمرد الذي يعتري الفرد ورفضه لواقعه مع التسليم ببعض ما جاء فيه وهو أن اليمنيين وان كانوا يعانون ويقاسون ويلات الحرب وأهوالها إلا أنهم لم يستسلموا وحاولوا ايجاد بدائل أخرى في سبيل لقمة عيش كريمة من خلال امتهان اعمال شتى قد لا تتناسب مع قدرات البعض ومستواهم الاجتماعي‮ ‬والبدني‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬الاصرار‮ ‬على‮ ‬الحياة‮ ‬وعدم‮ ‬السكوت‮ ‬والرضوخ‮ ‬للسائد‮ ‬المؤلم‮ ‬حرك‮ ‬هذا‮ ‬التمرد‮ ‬الجميل‮ ‬الذي‮ ‬قلما‮ ‬نجده‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬الشعوب‮.‬

الموظف الذي ترك عمله تحت وقع الحاجة وانقطاع راتبه ظل البعض الآخر يزاوج ما بين عمله الأول وعمله الثاني الذي يكسب منه وان كان القليل.. المدرس ترك مدرسته وأخذ يعمل بائع آيسكريم.. والاكاديمي يبيع الماء.. والممثل يعمل في إحدى الكافتريات وموظفون كثر يعملون في مهن غير مهنهم منعاً لسؤال الناس.. إنها صور مؤلمة لكنها تنحت في الصخر تسير للأمام ولا تلتفت للخلف.. محمد علي احد المدرسين الذي امتهن بيع الآيسكريم من خلال عربيته المتجولة ولقد دهشنا ان قال للصحيفة انه يحفظ القرآن كاملاً ليس كونه مدرساً فقط لمادة القرآن الكريم في إحدى مدارس صنعاء ولكنه ايضاً لازم والده الذي أتم حفظ القرآن الكريم ايضاً يقول: أثناء تجوالي اتحاش المرور بجانب المدرسة التي أعمل بها منعاً للاحراج وحتى أراعي شعور طلابي ايضاً فالانسان من لحم ودم ومشاعر ايضاً وما احصل عليه من بيع الآيسكريم سواءً أكان قليلاً أو كثيراً فأنا راضٍ عنه.. أنا من أسرة ريفية وقد عملت في الأرض مع والدي وكان يصحبني معه الى الجامع لذلك حفظت القرآن باكراً ومع هذه الظروف التي نعيشها وانقطاع راتبي فكرت بهذا العمل أنا سعيد به وهناك من يشتري مني تعاطفاً معي ممن أعرفهم يضحك الاستاذ محمد ويدير عجلته باتجاه احدى المدارس كون الوقت قد قرب لخروج طلاب المدارس ظهراً ليبيع ما تبقى مما في جوف عربته راقبته باحثاً عن قصة تمرد أخرى وما أكثر هذه القصص وهذه التجارب التي يكون أغلبها مؤلماً جداً.

مرسم‮ ‬ومطعم
قصة أخرى هي لموظف »متعاقد« في وزارة الثقافة.. فسمير الكارتي ليس موظفاً عادياً إنما فنان تشكيلي، وحاصل على جوائز عربية وليس هذا فقط فهو معد افلام وثائقية أيضاً وعرضت بعض هذه الافلام في الجزيرة »الوثائقية« ونال بعضها جوائز أيضاً.. الكارتي متعاقد منذ 13 سنة في الوزارة لم يتم تثبيته حتى الآن يحلم كما يقول بغرفتين فقط، واحدة ينام فيها والأخرى كمرسم له ليستطيع الوقوف على رجليه ينطلق بكلمات واهنة تحدث سمير بالقول: لا أريد شيئاً سوى مكان لي آوي إليه أنا مشتت في أمكنة كثيرة أريد جدراناً تحتويني.. الظروف أجبرتني على العمل في مطعم حتى لا أمد يدي لأحد.. لا خيارات لدي سوى ذلك.. هكذا حال المبدعين في هذا البلد وهناك الكثيرون مثلي يقاسون ظروفاً قاسية لكن لدي ايمان وقوة بأن الوضع سيتغير فلا يجب أن نقطع الأمل بالله..
سمير ينتظر بفارغ الصبر اقامة معرض له قريباً كما يقوم بمساعدة زميله الفنان التشكيلي المعروف حكيم العاقل ونحن هنا بدورنا نرجو من وزارة الثقافة الالتفات لهذه الكوادر المبدعة حتى لا يطويها النسيان.

»أنا والله قد نسيت أنني موظف« بهذه الكلمات يقول »ع.ز« واصفاً حاله حيث يعمل بائعاً للخضار بعد أن كان في يوم ما محاسباً في إحدى الوزارات والذي عمل منذ أن انقطع راتبه في أكثر من مكان حتى حط به الرحال الى هذا الوضع ليقول: بعد انقطاع الراتب عملت في أكثر من مكان محاسباً إلا أن ارباب العمل يستكثرون عليك حتى الفتات بالرغم من أنك تعمل ساعات اضافية لكن الوضع عكس آثاره على الكثير من الاعمال لذلك قررت الاخذ برأي أحد الزملاء بأن يكون مشروعي الصغير هذا بسطة للخضار الحمد لله الأمور ماشية وبعض الزملاء يأتون للشراء مني كنوع‮ ‬من‮ ‬الدعم‮ ‬والمجابرة‮.‬

الرزق‮ ‬الحلال
نايف السقاف يقف في إحدى الأكشاك يبيع القرطاسية أستاذ التاريخ يعمل في احدى مدارس الامانة فهو يخرج من المدرسة الى الكشك الذي يعمل فيه.. يقول السقاف: منذ فترة طويلة وأنا أعمل حيث عملت موزعاً ومحصلاً لعدة صحف كصحيفة الاسبوع ويمن بوست غير أن انقطاع الرواتب اضاف اعباء كثيرة على كاهلي واستمررت في امتهان أعمال متعددة متنقلاً من عمل لآخر حتى رأيتني اليوم في هذا الكشك أعمل بـ1000 ريال يومياً لكن الرزق الحلال له مذاق وطعم آخر ويجنبك سؤال الناس وانصح زملائي بألا يستسلموا العمل ليس عيباً..

أخيراً
هناك نماذج وصور شتى يموج بها واقعنا.. موظفون في اختصاصات عدة، مبدعون، رجال اعمال.. الخ، جارت عليهم الأيام واصبحوا ما بين ليلة وضحاها يزاولون أعمالاً غير اعمالهم، البعض منهم كان يراها أدنى من مستواه ذهب اليها مدفوعاً بالحاجة وهذا ليس عيباً على أي حال فالحرب‮ ‬لا‮ ‬تفرق‮ ‬ما‮ ‬بين‮ ‬غني‮ ‬وفقير‮ ‬وموظف‮ ‬فكلهم‮ ‬وقود‮ ‬لها‮ ‬إلا‮ ‬من‮ ‬تكيف‮ ‬مع‮ ‬الواقع‮ ‬الجديد‮ ‬قاهراً‮ ‬الظروف‮ ‬وهو‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬أنواع‮ ‬مقاومة‮ ‬العدوان‮ ‬وان‮ ‬كان‮ ‬بطرق‮ ‬وصور‮ ‬شتى‮ ‬تستحق‮ ‬الشكر‮ ‬والثناء‮.‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)