صفوان القرشي - قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني "لقد نجحنا في هزيمة القومية العربية وهو ما مكننا من التواصل وإنشاء علاقات مع دول عربية لم نكن نحلم بالتواصل معها، واليوم عدد الدول العربية التي مازالت تعتبر إسرائيل عدوتها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة .. إسرائيل اليوم أكثر قوة وأكثر قدرة على تحقيق حلمها الكبير" .
ما قاله نتنياهو هو الحقيقة التي لا يمكن انكارها أو القفز عليها وعلينا كشعوب عربية لا أنظمة أن نعترف بهذا الانتصار الإسرائيلي الذي أخذ منا قوميتنا وسلبنا اعتزازنا بانتمائنا لأمة كانت عظيمة..
وعلينا أن نعترف أيضا بأننا نحن العرب من ألحقنا الهزيمة بأنفسنا وكنا سبباً في تحقيق الكيان الصهيوني لهذا الانتصار الذي عزز من هيمنته على فلسطين والمنطقة بعد أن تحولت كلمة القومية بفضل علماء الجهل المسلمين إلى كلمة مرادفة للكفر ومعارضة للاسلام مما أدى إلى أُفول القومية العربية وهزيمتها في موطنها وبين أبنائها حتى أصبحت الجنسية العربية تهمة تلصق بحاملها وتجعله يتمنى لو كان بينه وبين عروبته بُعْد المشرقين.. ولم تكن الحرب الخفية والمعلنة التي أستهدفت القضاء على القومية العربية واستبدالها بنعرات المذهبية والمناطقية والطائفية إلا لأنها كانت تشكل تهديداً لإسرائيل وكل القوى الطامعة في استعادة امجادها على حساب أمجاد العرب ووجودهم وتاريخهم..
ولهذا فلا عجب أبداً إن لم نعد نسمع الحديث عن التضامن العربي كما لم نعد نسمع الدعوات الرسمية والشعبية المطالبة بالوحدة العربية والتلاحم العربي حتى في أروقة الجامعة العربية التي وجدت تمهيداً للوحدة العربية وبفعل الخلافات المتصاعدة بين العرب تجزأت القضايا العربية حالها حال الشعوب وأنظمتها..
ولا عجب أيضاً أن يتقارب العرب مع إسرائيل بقدر تباعدهم مع بعضهم، واصبح العداء بين العرب يفوق بكثير عداءهم لإسرائيل المحتلة للأرض العربية..
ولا عجب أن نرى العرب يدمرون أوطانهم ويذبحون أنفسهم قرباناً وتقرباً لإسرائيل ومن ورائها أمريكا..
نعم أيها السادة يحق لنتنياهو أن يفخر بهزيمة العرب .. بهزيمة قوميتهم العربية وبأيدي العرب قبل غيرهم حتى تحولت إسرائيل إلى قبلة يؤمها العرب ويتقربون إليها زلفى..
حقيقة مرة في حلق كل عربي من المحيط إلى الخليج وستبقى كذلك ما دام العرب على هذا الحال من الضعف والهوان والتشرذم والعداء.. ولا عزاء للحالمين باستعادة عزتهم وكرامتهم وأرضهم المحتلة..
ولا عزاء لبقايا أمة كانت عظيمة وأصبحت اليوم أضحوكة بين شعوب الأرض.
|