حميد دلهام - ليس غريباً على الشعب اليمني أن ينتصر ، وأن يذيق خصومه من بأسه الشديد، ويجرعهم كأس الهزيمة ، فذاك قدره وما وعد الله به عباده المظلومين والمعتدى عليهم،، كل ذلك ليس بالغريب ، إنما الغريب حقاً أن يهزم من يدعي حيازته المطلقة على شرعية الشارع وتفويض الشعب ، من يدعي شرعية معترفاً بها دوليا وإقليماً، من باع شعبه ووطنه بثمن بخس، لكي يحظى بدعم أحلاف ودول وأنظمه متسلطة متغطرسة، لها من الإمكانات والقدرات العسكرية والمالية ما يفوق الوصف والخيال..
ماجرى في نهم والجوف مؤخرا ، وما يجرى الآن من تقدم للجيش واللجان الشعبية في مديريات مختلفة من مأرب والجوف، يعد الفتح المبين الذي أعقب عملية نصر من الله ، انتصار واضح المعالم ، وتحول استراتيجي ولافت في مجريات المعركة لصالح الشعب اليمني ، وكل قوى الداخل المتخندقة في صف الوطن ، الذائدة عن حياضه المدافعة عنه، بكل بسالة وبرصيد باهض من التضحية والفداء..
بالمقابل يعتبر ذلك من أهم الهزائم والانتكاسات العسكرية التي مني بها العدوان ومرتزقته واذنابه منذ ارتكاب الحماقة ألأولى.. انكسار سيكون له ما بعده، وسيأسس لمرحلة جديدة ، وتحول استراتيجي في مجريات الصراع، ونتائج المعركة على المستويين المنظور والبعيد، وحتى موازين القوى سترجح كفة الجيش واللجان في ضوء كل ذلك..
كل ما يجري يأتي سياق عام معروف لدى الجميع، ولم يعد يخفى على أحد ، سياق مفاده ومضمونه أن ما تُسمى بالشرعية باتت تجنى ثمار رهاناتها الخاسرة ، وارتمائها في أحضان أعداء الوطن، والحاقدين على الشعب اليمني، وتحصد بمرارة وبأثر رجعي ويلات ومآسي ما زرعته وشاركت في نسجه وحبكه من مآمرات ودسائس ومشاريع عمالة وخيانة ضد الشعب والوطن ، وكل قوى الداخل الحرة والأبية.. ولعل من يتابع اعلام المرتزقة وقوى العمالة سيدرك بكل وضوح مدى التذمر الواضح ، والامتعاض الشديد ، لدى تلك القوى من موقف تحالف العدوان ، ومشاركته في مجريات الأمور ، الى حد اتهامه بالتخاذل والتخلي عن اذنابه ومرتزقته، وعدم دعمهم وإسنادهم على ارض المعركة ، وتركهم يواجهون مصريهم المحتوم بلا غطاء جوي.. اتهام يطرح بقوة من قبل مرتزقة العدوان في الوقت الذي تشن فيه طائرات التحالف في الـ48 ساعة الأخيرة فقط، أكثر من خمسين غارة ، وهو ما يعد مؤشراً قوياً على انفصام كل العرى ، ومستويات متدنية جدا من الثقة، باتت تحكم أقطاب العدوان بمرتزقتهم وأذنابهم في الداخل، والقادم أعظم..
|