موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


رئيس المؤتمر يعزي بوفاة السفير أحمد الكبسي - شباب المؤتمر الشعبي العام: موقف بلادنا مع فلسطين جسد صدق الأخوة ووحدة المصير المشترك - 32552 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - الشريف يعزي الشيخ حسين عبدالعزيز بوفاة والدته - صنعاء.. الخدمة المدنية تصدر بياناً هاماً بشأن المرتبات - أطلقوا العنان للنشاط الخيري دون قيود - المناضل أحمد محمد ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ.. رائد من رواد التنوير في اليمن - فتح مكة.. نقطة التحوُّل الكبرى لمسيرة الإسلام - 11 من النساء حكمن اليمن قديماً - مزن توزع 100سلة غذائية للأسر المحتاجة في بني الحارث -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-يوليو-2020
د‮.‬أحمد‮ ‬محمد‮ ‬الأصبحي -
تكشفت حقيقة المخططات التآمرية على اليمن بوضوح وبدأت دول العدوان وشركاؤها بتنفيذها منذ العام 2011م..ونظرا لغياب الرؤية حول اهمية اليمن البحرية والاستراتيجية .. "الميثاق" تفتح كتاب " نحو وطن مزهر .. " استراتيجية الموقع وتقافة البحر" للدكتور احمد محمد الأصبحي حتى يطل القارئ الكريم من خلال فصول الكتاب على كافة الجوانب المرتبطة بالأمن الاستراتيجي الحساس لليمن.. والذي سيتم نشره في حلقات.


مقدمة‮ ‬
قصة‮ ‬هذا‮ ‬الكتاب‮ ‬الذي‮ ‬بين‮ ‬يديك‮ ‬عزيز‮ ‬القارئ‮ ‬تعود‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬نقاشاً‮ ‬دار‮ ‬بين‮ ‬نخبة‮ ‬من‮ ‬المفكرين‮ ‬عن‮ ‬حال‮ ‬اليمن‮ ‬والأمة‮ ‬العربية‮ ‬في‮ ‬الوضع‮ ‬الراهن‮ ‬وما‮ ‬فيه‮ ‬من‮ ‬فتنِ‮ ‬وحروب‮ ‬ما‮ ‬جعلها‮ ‬في‮ ‬حال‮ ‬لا‮ ‬تحُسد‮ ‬عليه‮.‬
بدأ‮ ‬أحدهم‮ ‬يقول‮: ‬لقد‮ ‬كنا‮ ‬أسياد‮ ‬البحر‮ ‬في‮ ‬الماضي‮ ‬البعيد،‮ ‬وكانت‮ ‬دولة‮ ‬حمير‮ ‬بوحدتها‮ ‬قوة‮ ‬جعلت‮ ‬لليمن‮ ‬شأناً‮ ‬عظيماً،‮ ‬ومن‮ ‬بعدها‮ ‬أفل‮ ‬نجم‮ ‬اليمن،‮ ‬ولم‮ ‬تقم‮ ‬لنا‮ ‬قائمة‮.‬
وأمن‮ ‬على‮ ‬قوله‮ ‬ثانِ‮: ‬لقد‮ ‬صرنا‮ ‬أتباعاً‮ ‬وأشياعاً،‮ ‬مع‮ ‬هذا‮ ‬وذاك‮ ‬ونتقاتل‮ ‬نيابة‮ ‬عن‮ ‬هذا‮ ‬وذاك‮.‬
ويمضي‮ ‬ثالث‮: ‬يؤكد‮ ‬قولهما،‮ ‬انظروا‮ ‬هل‮ ‬تغير‮ ‬الأمر‮ ‬إلى‮ ‬الأفضل‮ ‬اليوم‮ ‬بما‮ ‬يناسب‮ ‬تقدم‮ ‬العصر؟‮ ‬أم‮ ‬أنه‮ ‬ما‮ ‬أشبه‮ ‬الليلة‮ ‬بالبارحة؟‮ ‬حرب‮ ‬فيما‮ ‬بيننا،‮ ‬وعذاب‮ ‬وسط‮ ‬أزمات‮ ‬صغناها‮ ‬بأيدينا‮.‬
وتحدث أستاذ جامعي متخصص في التاريخ: سنظل كذلك نراوح في مكاننا ولا نتقدم، طالما ونحن على هذا النحو من التفكير الذي نشكو فيه دون فعل يُذكر، وأن نسقط أحداث حاضرنا على ماضينا ونعزو الأحداث إلى ما يترآى لنا مما عرفنا من التاريخ المشوه أو حفظنا شيئاً من الأحداث وغابت عنا أشياء أخرى، فإن أموراً عدة مما يجب أن يُنظر إليها بعين الفخر والاعتزاز قد أغفلنا قراءتها، فاليمنيون هم من رسموا خارطة الأمة في أوسع رقعة ممتدة من مشارف الصين شرقاً حتى الأندلس في أوروبا غرباً.
وأضاف‮: ‬وما‮ ‬من‮ ‬بلد‮ ‬في‮ ‬المشرق‮ ‬العربي‮ ‬ومغربه‮ ‬إلا‮ ‬ويعود‮ ‬أصله‮ ‬في‮ ‬الغالب‮ ‬إلى‮ ‬اليمن‮.‬
ثم قال: إن التاريخ لا يحابي، فما أصاب أمتنا من وهن وضعف واحتراب أفقدها قوتها، وسار عليها ما يسير على أية أمة من الأمم من قوانين وسُنن التاريخ، سواء في حالة هبوطها أو صعودها.. ركودها أو استمرار تطورها.
وتركز‮ ‬النقاش‮ ‬بعد‮ ‬ذلك‮ ‬عن‮ ‬تطور‮ ‬اليمن‮ ‬وجعلها‮ ‬مزدهرة،‮ ‬وطرحت‮ ‬تساؤلات‮ ‬عدة‮ ‬حول‮ ‬ما‮ ‬اذا‮ ‬ما‮ ‬كنا‮ ‬نبدو‮ ‬عليه‮ ‬فقراء‮ ‬أم‮ ‬أننا‮ ‬أغنياء‮ ‬في‮ ‬موقعنا‮ ‬وثرواتنا؟‮ ‬وكيف‮ ‬يصبح‮ ‬وطننا‮ ‬مزدهراً؟
إننا‮ ‬منذ‮ ‬عشرات‮ ‬السنين‮ ‬والاجيال‮ ‬اليمنية‮ ‬عاشت‮ ‬حياة‮ ‬الكفاف‮ ‬وشظف‮ ‬العيش‮ ‬مشردين‮ ‬في‮ ‬بقاع‮ ‬العالم‮ ‬نبحث‮ ‬عن‮ ‬لقمة‮ ‬العيش‮ ‬الكريمة،‮ ‬لماذا‮ ‬كان‮ ‬هنا‮ ‬الحرمان‮ ‬وقد‮ ‬كنا‮ ‬أغنياء؟‮! ‬أهي‮ ‬دعوة‮ ‬الأجداد‮ ‬باتت‮ ‬سارية‮ ‬فينا؟
(ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا انفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق) ولكن هذه الدعوة لا تعني سوى حيلهم الذي وصل به البطر والفرقة والاختلاف والاحتراب إلى ما وصلوا اليه، وعاد نفس السلوك إلى أجيال الحاضر.
أما‮ ‬الأجيال‮ ‬اللاحقة‮ ‬من‮ ‬سقوط‮ ‬الدولة‮ ‬الحميرية،‮ ‬فقد‮ ‬وجدت‮ ‬في‮ ‬الإسلام‮ ‬المخرج‮ ‬الطبيعي‮ ‬مما‮ ‬عاشته‮ ‬من‮ ‬الاختلاف‮ ‬والفرقة‮ ‬والاحتراب،‮ ‬فقد‮ ‬غير‮ ‬الإسلام‮ ‬سلوكهم‮ ‬وأصبحوا‮ ‬طلائع‮ ‬الفتح‮ ‬وهداة‮ ‬العالم‮.‬
لقد‮ ‬غيروا‮ ‬ما‮ ‬بأنفسهم‮ ‬واستطاعوا‮ ‬أن‮ ‬ينطلقوا‮ ‬في‮ ‬أوسع‮ ‬مساحة‮ ‬بين‮ ‬المشرق‮ ‬والمغرب‮ ‬يحددون‮ ‬خارطة‮ ‬الأمة‮.‬
ثم‮ ‬ألم‮ ‬يُطلق‮ ‬على‮ ‬بلادنا‮ (‬اليمن‮ ‬السعيد‮)‬؟‮! ‬فأي‮ ‬سعادة‮ ‬تعيش‮ ‬فيها‮ ‬أجيال‮ ‬العصر‮ ‬الحديث؟
لماذا‮ ‬الاحتراب‮ ‬بين‮ ‬الأهل‮ ‬والعشيرة؟‮ ‬أليس‮ ‬الأولى‮ ‬أن‮ ‬تُحقن‮ ‬الدماء‮ ‬ويكون‮ ‬التفرغ‮ ‬لمحاربة‮ ‬الجهل‮ ‬والفقر‮ ‬بالبناء‮ ‬والتنمية؟‮!‬
لقد‮ ‬مر‮ ‬بنا‮ ‬ومضات‮ ‬من‮ ‬البناء‮ ‬والتنمية‮ ‬والاستقرار،‮ ‬أقمنا‮ ‬بها‮ ‬أساسيات‮ ‬لمتطلبات‮ ‬البناء‮ ‬والتنمية‮ ‬لتكون‮ ‬شاهداً‮ ‬لنا‮ ‬بأننا‮ ‬باستقرارنا‮ ‬ووحدتنا‮ ‬يمكننا‮ ‬أن‮ ‬نستثمر‮ ‬ثرواتنا‮ ‬وخيراتنا‮ ‬ونكون‮ ‬أغنياء‮ ‬بحق‮.‬
فالموقع‮ ‬الجغرافي‮ ‬والاستراتيجي‮ ‬لبلادنا‮ ‬ثابت‮ ‬عبر‮ ‬الزمن‮ ‬لم‮ ‬يتغير‮.‬
ومضيق‮ ‬باب‮ ‬المندب‮ ‬والجزر‮ ‬اليمنية‮ ‬وأرخبيل‮ ‬سقطرى‮ ‬قائمة‮ ‬في‮ ‬مواضعها‮.‬
وكذا‮ ‬الموانئ‮ ‬قائمة،‮ ‬وميناء‮ ‬عدن‮ ‬المهمة‮ ‬قابعة‮ ‬في‮ ‬مكانها‮ ‬مثل‮ ‬بقية‮ ‬الموانئ‮.‬
كما‮ ‬يشهد‮ ‬البحران‮ (‬الأحمر‮ ‬والعربي‮) ‬أنا‮ ‬كُنا‮ ‬أسياد‮ ‬البحر‮ ‬والمسيطرين‮ ‬فيهما،‮ ‬ولم‮ ‬نكن‮ ‬فقراء‮.‬
فالعيب‮ ‬اذاً‮ ‬فينا‮ ‬أن‮ ‬نظل‮ ‬فقراء‮ ‬خاصة‮ ‬في‮ ‬العصر‮ ‬الحديث‮.‬
فقد جاء العلم الحديث والتكنولوجيا المتقدمة ليقولا لنا أننا أغنياء جداً، وأننا نمشي على أرض ممتلئة بكنوز كبيرة ومتنوعة من معادن الذهب والفضة،.. وغيرها من المعادن، وأنها تسبح على بحيرة كبيرة من احتياطي النفط والغاز الطبيعي في محافظة الجوف أكثر مما لدى دول الخليج‮ ‬مجتمعة‮.‬
وشواطئنا‮ ‬وبحارنا‮ ‬مليئة‮ ‬بالثروة‮ ‬السمكية‮ ‬الهائلة،‮ ‬وبخيرات‮ ‬ما‮ ‬ضمته‮ ‬قيعانها‮ ‬من‮ ‬المعادن‮ ‬المختلفة‮ ‬والنفط‮ ‬والغاز‮.‬
ورغم‮ ‬هذا‮ ‬فنحن‮ ‬نبدو‮ ‬فقراء،‮ ‬ونحترب‮ ‬فيما‮ ‬بيننا‮ ‬ونتبادل‮ ‬الشتائم،‮ ‬ويكيل‮ ‬بعضنا‮ ‬لبعض‮ ‬التُهم‭ ‬ويصنف‮ ‬بعضنا‮ ‬بعضاً‮ ‬تكفيراً‮ ‬وتخويناً،‮ ‬ويقصي‮ ‬كل‮ ‬منا‮ ‬الآخر‮.‬
وعلى مستوى الوطن العربي الكبير فالحال من بعضه، ولا تجد قُطراً مجاوراً للآخر إلا وهو في حالة شقاق معه أو احتراب، والفتن مشتعلة هنا وهناك، ولا تجد للأمن القومي العربي وجوداً متكاملاً على الأرض العربية.
فالكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬يعبث‮ ‬بأمننا‮ ‬العربي‮ ‬واستقرارنا‮.‬
ونحن‮ ‬ملهيون‮ ‬ببعضنا‮ ‬بعضاً،‮ ‬أما‮ ‬الشباب‮ ‬العربي‮ ‬فإنه‮ ‬بعيد‮ ‬عن‮ ‬اهتمامات‮ ‬البناء‮ ‬لأنه‮ ‬لا‮ ‬يجد‮ ‬ما‮ ‬يعالج‮ ‬البطالة‮ ‬وهو‮ ‬مبدد‮ ‬الطاقات‮ ‬بين‮ ‬الأحزاب‮ ‬العربية‮.‬
لقد تركنا فلسطين تعاني من الوجود الصهيوني والتوسع المستمر في بناء المستوطنات، وتعاني الصدود من العرب، فالوهن الذي أدرك الأمة، وأنشأ مجتمع الكراهية من حسد وبغض وغش واحتراب وكسل وثارات والقيل والقال وغيرها مما ليس من صفات المتجهين إلى البناء والتقدم، والمؤمنين‮ ‬بالرحمة،‮ ‬والتكافل،‮ ‬والتعاون،‮ ‬والعمل‮ ‬المنتج،‮ ‬وإزاحة‮ ‬الظلم‮ ‬والاستبعاد‮.‬
يقول‮ ‬ابن‮ ‬رشد‮: ‬أحقر‮ ‬الناس‮ ‬هم‮ ‬من‮ ‬ازدهرت‮ ‬أحوالهم‮ ‬يوم‮ ‬جاعت‮ ‬أوطانهم‮.‬
وتبلور‮ ‬النقاش‮ ‬ليكون‮ ‬ما‮ ‬دار‮ ‬مادة‮ ‬هذه‮ ‬المحاولة‮.‬
تبحث‮ ‬فيما‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬نصبح‮ ‬فيه‮ ‬شعباً‮ ‬وأمة‮ ‬من‮ ‬أغنى‮ ‬الأغنياء‮ ‬في‮ ‬وطن‮ ‬مزدهر‮ ‬في‮ ‬العقد‮ ‬الثالث‮ ‬من‮ ‬القرن‮ ‬الحادي‮ ‬والعشرين‮.‬
لابد أن نقرأ تاريخنا بجميع مراحله الإيجابية والسلبية، قراءة متجردة متأنية، وبموضوعية تامة كي نستفيد ونتحرك في اتجاه الصواب بدلاً من القراءات المغلوطة والتحليلات المتأثرة بمن استعمروا أمتنا.. وقزموا عرمها الثقافي الطويل إلى عمر قصير مُقلد وغير قادر لقيم حضارة‮ ‬الغرب‮ ‬الغالبة‮ ‬حالياً‮ ‬وهو‮ ‬توجه‮ ‬لم‮ ‬يفرزه‮ ‬التفكير‮ ‬والتمحيص،‮ ‬بل‮ ‬أفرزه‮ ‬الشعور‮ ‬بالانذهال‮ ‬تجاه‮ ‬أمة‮ ‬غالبة،‮ ‬كما‮ ‬قال‮ ‬ابن‮ ‬خلدون‮: ‬أن‮ ‬الأمم‮ ‬المغلوبة‮ ‬أبداً‮ ‬تُقلد‮ ‬الأمم‮ ‬الغالبة‮.‬
وتسعى هذه المحاولة إلى بناء المعرفة الحقيقية لما ينبغي معرفته عن ذاتنا العريقة، وعن ثقافة البحر والبر معاً.. والمفهوم العملي لأهمية الموقع الذي نحن فيه، والذي مع الأسف الشديد استوعب أهميته الآخر قبلنا فقدم إليه من مكان بعيد!
وهذا يقتضي أن نطلع ونعرف جيداً كشعب من الآن وبشكل عام المسألة القانونية التي نص عليها قانون البحار للأمم المتحدة، وما يخصنا من مواده، وأن نُفعلها، ولا ندعها حبيسة الادراج والاكتفاء بالقول: أن لدينا قانوناً منشوراً في الجريدة الرسمية، بينما في واقع الأمر فإن‮ ‬الثروة‮ ‬السمكية‮ ‬يُعبث‮ ‬بها‮ ‬وبالموقع‮ ‬الاستراتيجي‮ ‬والجزر‮ ‬ومضيق‮ ‬باب‮ ‬المندب‮ ‬دون‮ ‬رقيب‮ ‬أو‮ ‬عائد‮ ‬يُذكر‮.‬
وتحرص هذه المحاولة على التعريف بسمات وخصائص حدود اليمن البحرية التي يجهلها الكثيرون ولا يعرفون منها سوى البر، كما لا يقيم لها بعض العارفين وزناً، بينما تعتبر المعرفة هنا مصدر شعور بالكبرياء والاعتزاز الوطني الذي يدفع على الدوام إلى الحفاظ على وحدة الأرض والبحر‮ ‬والموقع‮ ‬والقرار،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن‮ ‬الاستفادة‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬المعرفة‮ ‬على‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬حدود‮ ‬اليمن‮.‬
وتعميم المعرفة بسمات وخصائص اليمن البحري والبري معاً بصورة عامة لا يتم إلا من خلال تدريسه في المنهج الدراسي وتناوله في الاعلام والثقافة والسياحة، ومن شأن ذلك أن يعزز مفهوم الثقافة البحرية بدرجة أساسية والتي تنقص كثيراً المعرفة بها، سواءً بالنسبة لساني اليمن‮ ‬في‮ ‬الهضبة‮ ‬أو‮ ‬تهامة‮ ‬الشرق‮ ‬والغرب‮ ‬والجنوب‮.‬
هذه المعرفة تساعدنا جميعاً على حماية أمن اليمن خصوصاً بعد أن تكاثر هجوم الآخرين على البحر والموقع والبر، وهذا من شأنه أن يقفنا جميعاً على كيفية سُبل المواجهة العلمية لمصادر التهديد من خلال ما تُشكله الثقافة المجتمعية من عامل رفد وقوة، والاستفادة العملية من‮ ‬الموقع‮ ‬والأرض‮ ‬والبحر‮ ‬والموانئ‮ ‬بإحياء‮ ‬طريق‮ ‬الحرير‮ ‬الجديد‮ ‬في‮ ‬العمق‮ ‬اليمني‮.‬
وأن يُعجل بتشغيل ميناء عدن بالاستفادة من الاتفاقية اليمنية الصينية الموقع عليها في شهر نوفمبر 2013م، بعد شهر من إعلان الرئيس الصيني عن مبادرة الحزام والطريق على التوالي، لاسيما أن الصين في 25 أبريل 2019م، قد ضمت بلادنا في مبادرة الحزام والطريق، ومن خلالها على‮ ‬أساس‮ ‬سيادة‮ ‬القرار‮ ‬واستقلاليته‮ ‬اليمنية،‮ ‬وسيتم‮ ‬بعد‮ ‬ذلك‮ ‬احياء‮ ‬الموانئ‮ ‬الأخرى،‮ ‬وخاصة‮ ‬ميناء‮ ‬الحديدة،‮ ‬وكذلك‮ ‬بقية‮ ‬الموانئ‮ ‬على‮ ‬بحر‮ ‬العرب‮ (‬نشطون‮ ‬والمكلا،‮ ‬وقنا‮ »‬بئر‮ ‬علي‮«).‬
إنه يمكن القول بأن السير في تحقيق هذه الأهداف على درب التغيير نحو الأفضل بواقع ملموس سيتغير واقعنا، ويتغير مفهومنا للفقر ونضع حداً للاحتراب.. فنحن لسنا فقراء، كما أن احترابنا عبث وتآمر على أنفسنا تمكن لأعدائنا المزيد من اسالة الدماء لنا والدمار لوطننا الذي‮ ‬يستفيد‮ ‬منه‮ ‬الآخرون‮.‬
كما‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الاحتراب‮ ‬العبثي‮ ‬يصرفنا‮ ‬عن‮ ‬أساسيات‮ ‬وجودنا‮ ‬على‮ ‬أرضنا‮ ‬بالعمل‮ ‬المنتج‮ ‬وتطوير‮ ‬بلادنا‮ ‬وجعلها‮ ‬وطناً‮ ‬مزدهراً‮.‬
إن الاعتناء ببناء شخصيتنا الأصلية هو الذي يجري تحولاً جديداً في التغيير نحو الأفضل، والذي يستدعي بدرجة أساسية وجود الإرادة والقدوة الحسنة والقرار المدروس، ويبدأ بمعالجة الجهل بالالتفات إلى العلم الذي يستخرج ثروة الظاهر والباطن، ويعمل على امتصاص البطالة واجتثاث الفساد، وعندئذ سيكون العمل مع الثروة إبداع، وعندئذ سنعيش على أرضنا بثروتنا وسلطتنا الشوروية الديمقراطية النابعة من وعي الشعب.. وعندئذ سيكون لفهمنا للدينا بدلاً من التطرف استقامة وسلام، ولحظتها ندرك قول الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما‮ ‬بأنفسهم‮).‬
وعليه‮ ‬كان‮ ‬لابد‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المحاولة‮ ‬من‮:‬
التعريف‮ ‬بالأمن‮ ‬القومي‮ ‬العربي‮ (‬الوضع‮ ‬الراهن‮)‬،‮ ‬وأن‮ ‬تشتمل‮ ‬الدراسة‮ ‬على‮:‬
‮- ‬التاريخ‮ ‬القديم‮ ‬لأسياد‮ ‬البحر‮ (‬الحميريين‮) ‬والصراع‮ ‬الدولي‮ ‬القديم‮ ‬على‮ ‬البحر‮ ‬الأحمر‮.‬
‮- ‬العصر‮ ‬الإسلامي‮ ‬الوسيط‮ ‬وتحول‮ ‬البحر‮ ‬الأحمر‮ ‬إلى‮ ‬بحيرة‮ ‬عربية‮ ‬إسلامية‮ ‬لأكثر‮ ‬من‮ ‬ألف‮ ‬عام‮.‬
‮- ‬الصراع‮ ‬الدولي‮ ‬الحديث‮ ‬على‮ ‬البحر‮ ‬الأحمر‮ ‬ومضيق‮ ‬باب‮ ‬المندب‮ ‬وخليج‮ ‬عدن‮.‬
‮- ‬الأمن‮ ‬البحري‮ ‬لليمن‮.‬
‮- ‬المسألة‮ ‬القانونية‮ ‬للبحرية‮ ‬للجمهورية‮ ‬اليمنية‮.‬
‮- ‬سمات‮ ‬وخصائص‮ ‬حدود‮ ‬اليمن‮ ‬البحرية‮.‬
‮- ‬مصادر‮ ‬التهديد‮ ‬للأمن‮ ‬البحري‮ ‬لليمن‮.‬
‮- ‬سبل‮ ‬المواجهة‮ ‬لمصادر‮ ‬التهديد،‮ ‬ودور‮ ‬الثقافة‮ ‬المجتمعية‮.‬
‮- ‬التحضير‮ ‬للتغيير‮ ‬نحو‮ ‬وطن‮ ‬مزدهر‮.‬
والله‮ ‬هو‮ ‬الهادي‮ ‬إلى‮ ‬الخير،‮ ‬والتغيير‮ ‬نحو‮ ‬الأفضل‮.‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الجديد - القديم في المؤامرة ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

إلى هنا وكفى
أحمد الزبيري

إياك تقول أنا عربي
علي أحمد مثنى

المناخ مسؤولية الجميع
د. محمد العبادي

اليمن كلها أوقاف !!
عبدالرحمن حسين العابد

البعد المسكوت عنه في (العالمية) كمُنتَج غربي
محمد علي اللوزي

تَـقِـيَّـة
عبدالرحمن بجاش

تَصَاعُد وعي العالم بمأساة غزة
السيد شبل

التبعية الإيجابية والتبعية السلبية في تاريخ الحضارة اليمنية
إبراهيم ناصر الجرفي

من عملية التاسع من رمضان إلى ما بعد الرياض.. وَعْدٌ يتجسَّد
أصيل نايف حيدان

السنوار القائد والعقل المدبّر لهجمات 7 أكتوبر
سعيد مسعود عوض الجريري*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)