موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


أكاديميون وكُـتَّاب:إقصاء الآخر واستهداف الرموز الدينيةيمثّل عقبةأمام التعايش والسلام - "هرمونات تسمين الدواجن".. سموم قاتلة تهدّد صحة المستهلِك..؟! - عادةٌ متأصلةٌ فيهم.. رمضان يعزّز مبدأ التكافل والتآزر بين اليمنيين - غش تجاري يُقلّل من جودته خارجياً..استمرار قطع الطرقات يعيق تسويق البُنّ اليمني داخليا - السياسي الأعلى يبارك مهلة الأيام الأربعة للعدو الصهيوني - 1700 أسرة تستفيد من مطابخ خيرية في صنعاء - تخفيضات مرورية على رسوم مخالفات السيارات - أرقام وإحصائيات عن مآسي النساء في غزة - 5566 امرأة ضحايا العدوان على اليمن - حماس: مؤشرات إيجابية بشأن وقف النار -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 01-مارس-2021
حسن‮ ‬عبدالوارث‮ ‬ -
انتقلتُ مؤخراً الى منزل جديد آخر في صنعاء ، اضطراراً.. صارت ايجارات المنازل في العاصمة - بعد الحرب وتداعياتها ونزوح الملايين اليها - ضرباً من الجنون الهيستيري المطلق، وعرفتُ أن مدينة عدن أصابها الوباء نفسه بعد أن صارت " عاصمة مؤقتة " محتشدة بالإنس والجن من كل طائفة . وأنا منذ عامين لم تطأ قدماي منزلي الخاص في عدن ، لظروف قهرية.. ولذا ، أُفكّر بتأجير شقتي هناك لسداد ايجار الشقة المستأجرة في صنعاء . لعنة الله على من أوصلنا الى هذه الحالة !
كثيرون - في صنعاء بالذات - يخوضون يومياً تجربة الانتقال من منزل الى آخر بسببب ارتفاع الايجارات وندرة المنازل في ظل انخفاض حاد في وتيرة البناء .وبالطبع يواجهون كلفة باهظة في متاعب وأتعاب الانتقال ، عدا ما يتعرض له العفش من خراب وفوضى ، وما يصيب النفس من نكد وضيق ، وما يأتي على الجيب في مقتل . وعلى سبيل المثال : منزلي السابق كان ايجاره خمسين ألفاً فيما الجديد مائة وعشرين ألفاً ! .. واللي مش عاجبه يشرب من البحر .. بس المصيبة أن لا بحرَ في صنعاء !
وقد صرتُ على قناعة مع نفسي الأمَّارة بالفعلة الانتقالية أن هذه المرة ستكون النقلة الأخيرة لا محالة.. بصراحة ، بعد هذا العمر ، لا يجوز الانتقال مرة أخرى الاَّ الى القبر، أما اذا مدَّ الله في عمري ، فلا أراها الاَّ نقلة أخيرة الى منزلي الخاص في عدن والبقاء هناك في حالة تقاعُد دائم عن كل مشاغل ومشاكل الدنيا، فلا أدري كيف يمكن لامرىءٍ أن يُبدع وهو في حالة توتر وقلق دائمين جراء عدم استقراره وثباته في مكان اقامة واحد ، وكأنَّه بحَّار أو رحَّالة أو لاجىء متنقل بين الدول !
أخبرني كاتب عربي صديق ذات مرة أنه بات فاقداً الشعور بالجاذبية وكأنَّه أحد روَّاد الفضاء! فهو من كثرة تنقلاته بين مدن عربية وأوروبية عدة خلال ثلاثة عقود تقريباً ، ومن كثرة تنقلاته بين المطارات والقطارات والموانىء والبواخر والطرقات والأرصفة ، صار لا يشعر بميزة الثبات وصفة السكون على كل صعيد ، نفسي ومادي ، فيزيائي واجتماعي ، عقلي وروحي ، وكلّش!.. ليس له عنوان اقامة دائم.. ليس له رقم هاتف منزلي ثابت.. وليست لديه مكتبة ملمومة في مكان محدد بمنأى عن التمزق والشتات.
وخلال اقامتي في صنعاء منذ النصف الثاني من العام 1990م تنقّلت بين خمسة منازل ، عدا بعض الفنادق أثناء الاشتباكات النارية بين الأخوة الأعداء والتي اندلعت - مثالاً - بين فرقة علي محسن وحرس علي صالح يومها ، وكنتُ حينها مقيماً على خطّ النار بين القوتين الشقيقتين ، وقد تعرّضت العمارة التي أقطنها لعيارات عدة، عدا الطلقات التي أصابت سيارتي التي كانت مركونة بجوار العمارة، والأمر ذاته طال عمارات مجاورة وسيارات بجوارها ، بل وبعض البشر أيضاً، ولم يُصب محسن وصالح بأيّ أذى !
لماذا‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬السرد‮ ‬المُمِل‮ ‬لتفاصيل‮ ‬الخارطة‮ ‬الصنعائية‮ ‬في‮ ‬مسار‮ ‬حياتي‮ ‬خلال‮ ‬ثلاثين‮ ‬عاماً‮ ‬؟
لستُ‮ ‬أدري‮ ‬بالضبط‮.. ‬كل‮ ‬ما‮ ‬أدريه‮ ‬أن‮ ‬من‮ ‬لا‮ ‬يملك‮ ‬بيتاً‮ ‬في‮ ‬وطنه‮ ‬،‮ ‬فهو‮ ‬لا‮ ‬يملك‮ ‬وطناً‮ ‬من‮ ‬الأساس‮!‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
لن نفقد الأمل
أحمد الزبيري

قائدنا الذي بايعناه
أحمد العشاري

تعطيل الاجتهاد والحزبية في وطن التكتلات جريمة
محمد اللوزي

الشرعية في اليمن هي «الشارعة»!!
مطهر الأشموري

القمة العربية الطارئة.. كلمات ترفرف في الهواء وأفعال تغيب عن الأرض
عبدالله صالح الحاج

المرور.. كرامة المواطن وبلطجة بعض السائقين!!؟
أحمد الشاوش

ما هذا القرف الخارج عن منظومة الأخلاق؟!
زعفران علي المهنا

المرأة في عيدها العالمي
علي أحمد مثنى

الطريف في برامج الإذاعات خلال رمضان
خالد قيرمان

العودة إلى الإنسان
عبدالرحمن بجاش

جمع التشريف!!
محمد عطبوش

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)