موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى - الوحدة اليمنية خيار شعب ومصير وطن - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ عبدالكريم الرصاص - الأونروا: 600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح -
مقالات
الميثاق نت -

الجمعة, 22-أكتوبر-2021
أنور‮ ‬العنسي -
تعرَّض الرئيس الجنوبي اليمني الراحل سالم ربيِّع علي لما يبدو أنها كانت أدهى محاولات استقطاب أممية وإقليمية ، أولاً لفرط عقد العلاقة بين إخوة السلاح ، رفاق حرب التحرير الآخرَين عبدالفتاح إسماعيل ، وعلي ناصر محمد ، وثانياً لشق وحدة النظام (الإشتراكي) الناشئ‮ ‬في‮ ‬جنوب‮ ‬اليمن‮ ‬الأكثر‮ ‬ميلاً‮ ‬إلى‮ ‬الإتحاد‮ ‬السوفييتي‮ ‬حينذاك‮ ‬خلال‮ ‬الحرب‮ ‬الباردة‮ ‬مع‮ ‬الغرب‮.‬
كانت‮ ‬لديّ‮ ‬في‮ ‬عشرينيات‮ ‬عمري‮ ‬قناعة‮ ‬بأن‮ ‬أبطال‮ ‬حروب‮ ‬التحرير‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يلقوا‮ ‬بنادقهم‮ ‬جانباً‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬ينجزوا‮ ‬مهمتهم‮ ‬،‮ ‬ويتركوا‮ ‬مهمة‮ ‬بناء‮ ‬الدولة‮ ‬لغيرهم‮.‬
بل‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬كنت‮ ‬أتوقع‮ ‬أن‮ ‬السياسة‮ (‬فتنة‮) ‬وأنه‮ ‬إذا‮ ‬جرى‮ ‬الخلاف‮ ‬مع‮ ‬أحد‮ ‬الرفاق‮ ‬الثلاثة‮ ‬فستكر‮ ‬حبَّات‮ ‬السبحة‮ ‬ليتخلص‮ ‬الثاني‮ ‬من‮ ‬الثالث‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬للأسف‮ ‬ما‮ ‬حدث‮!‬
أولى محطات الافتراق بين الرفاق الثلاثة بدأت عندما بدأ عبدالفتاح يأخذ الأمور أكثر باتجاه موسكو باعتبار أن "من يكون حليفه الاتحاد السوفييتي فلن يستطيع أحد هزيمته" فيما اتجه سالمين نحو الصين وصديقه (شون لاي) ولكن في النهاية لا موسكو وفت بوعدها لفتاح ولا بكين وقفت‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬سالمين‮.‬
ثاني تلك المحطات عندما قام عبدالله الحمدي رفيق سالمين في حركة القوميين العرب بتقديم سالمين إلى أخيه الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي الذي قام هو الآخر بتقديمه خلال إحدى القمم العربية إلى زعيم خليجي.
أهدى‮ ‬الأخير‮ ‬لسالمين‮ ‬هاتفاً‮ ‬يعمل‮ ‬بالأقمار‮ ‬الصناعية‮ ‬بهدف‮ (‬التواصل‮)!‬
وبعد‮ ‬أيام‮ ‬فوجئ‮ ‬موظفو‮ ‬مطار‮ ‬عدن‮ ‬بوصول‮ ‬وفد‮ ‬خليجي‮ ‬صغير‮ ‬يحمل‮ ‬معه‮ ‬حقيبة‮ ‬تحتوي‮ ‬على‮ ‬مليوني‮ ‬دولار‮ ‬هدية‮ ‬للرئيس‮ ‬سالمين‮ ‬لمساعدته‮ ‬على‮ ‬تصريف‮ ‬أموره‮!‬
كان هذا أمراً صادماً في تلك الظروف التي غلب فيها التطرف والمزايدات الحزبية ، ولكن بالتأكيد أن سالمين لم يطلب هذا المال ولم يستخدم جهاز الاتصال ذاك ، غير أن هذا ما جرى في سياق محاولات فض التحالف بينه ورفاقه في الجنوب من ناحية ، ومنع تطور علاقته مع الحمدي في‮ ‬الشمال‮ ‬من‮ ‬ناحية‮ ‬أخرى‮.‬
كان سالمين على اطلاع كافٍ بما كان عليه الوضع سابقاً في الشمال بحكم ذهابه إلى هناك لجلب السلاح وتجنيد المقاتلين خلال حرب تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني ، وعندما عاد لزيارة الشمال في منتصف سبعينيات القرن الماضي أدرك كم هو الفارق التنموي الذي تفوق به الشمال على الجنوب بفضل عائدات أبنائه المغتربين في دول الخليج ، وبالتالي بدأ سالمين يطرح على رفاقه في المكتب السياسي بعض الأفكار لإعادة ضبط العلاقة مع السوفييت والصين بما يسمح بالاستفادة من أموال المغتربين التجار الأثرياء الأذكياء الجنوبيين في الخليج.
وكانت‮ ‬هذه‮ ‬محطة‮ ‬أخرى‮ ‬للارتياب‮ ‬منه‮ ‬أكثر‮.‬
عندما جرى اغتيال إبراهيم الحمدي وأخيه لم يتمالك سالمين نفسه ، وأصر على السفر إلى صنعاء والهبوط في مطارها للمشاركة في تشييع الأخوين الحمدي ، وذلك على الرغم من تهديده بنسف طائرته ، لكنه أقدم بشجاعته المعروفة على فعل ما أراد.
ربما دفع سالمين حياته بعد ذلك ثمناً لوفائه ليس فقط لصديقه الحمدي ولكن أيضاً لقناعته بأن تشطير اليمن بين شمال وجنوب وضع شاذ وأنه يجب إعادة الاعتبار لليمن بالوحدة والتنمية والمصالح المشتركة بين أطرافه.
لا شك أنه كان للرفاق الثلاثة (سالمين ، وفتاح ، وناصر) طريقته في النظر إلى الأمور ، لكن طريقة سالمين كانت الأكثر واقعية ، الأكثر شعبوية ، لا لأنه أراد هذا ، لكن هذا كان ما يتسق مع سجيته وطباعه وبساطته.
لا تقل شعبية سالمين في جنوب البلاد وشمالها عن شعبية صديقه إبراهيم الحمدي ، ولكن ثمة فوارق جوهرية بين الرجلين ، سالمين رجل تلقائي للغاية تماماً ، يدخل إلى اجتماعات المكتب السياسي للحزب الحاكم دون ورقة أو قلم ، وينزل من شقته في التواهي إلى مقهى في الحي ، قريباً من الناس إلى درجة يصعب تصديقها ، غير أن إبراهيم كان أكثر ترتيباً وتنظيماً في اجتماعاته ولقاءاته ، ربما بحكم خلفيته التعليمية والعسكرية ، لكن ما كان يجمع بينهما هي تلك الكاريزما أو الجاذبية السياسية أمام عامة الشعب.
من اليقين أن سالمين كان أكثر ميلاً إلى فكرة أن الوحدة مع (الشمال) والتصالح مع (دول الجوار) أكثر جدوى من التحالفات مع قوى ودول (بعيدة) في الجغرافيا والثقافة .. كان في تقديري محقاً ، ولكن من كان في ذلك الوقت يبدو قادراً على فهم حسابات سالمين؟

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)