موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


بعد استهداف العدوان الإسرائيلي.. فريق أممي في ميناء الحديدة - مجيديع يعزي بوفاة العقيد صالح القصاد - الدفاع المدني بغزة: جثث الشهداء تنهشها الكلاب - صنعاء.. صدور قانون مرتبات موظفي الدولة - صنعاء: موقفنا واضح بشأن خارطة الطريق - البرد القارس يقض مضاجعهم ويزيد معاناتهم ..نازحون ومشردون يواجهون الشتاء - صنعاء تستهدف هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي - حصيلة شهداء غزة تتخطى الـ45 ألفاً - إحالة متهمين في قضايا فساد إلى النيابة - اجتماع طارئ في صنعاء.. الداخلية: اليمن يمر بمرحلة خطيرة -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 15-نوفمبر-2021
محمد‮ ‬اللوزي -
المشكلة في أننا لم نعرف يوماً ما الحرية بضوابط اخلاقية، ولم نعشها كما ينبغي إبداعاً ونظام حكم مبنياً على العيش المشترك. لذلك أدمنا الخضوع والانصياع والقبول بما يمليه الآخر علينا، والبقاء في قفص التبعية والمحاكاة والتقليد والإرث الماضوي والعقلية المتسلطة التي تنوب المجتمع في التفكير وتلغي التنوع وحق إطلاق الطاقات وإتاحة الفرص والبقاء في الموروث، دونما غربلته ونقده وتجاوز السلبي منه.. الحرية التي لم نأت إليها في سياق تاريخي منتظم، لم نكن ذات يوم فيها، لذلك بقينا في الأسر والعقلية الواحدة المسطحة اللامسئولة، ونحزن كثيراً حين نغادر السجن الذي صار فينا حياة مألوفة نحتفي بها لتبقينا في قعر التخلف مجرد أدوات ليست حتى ذكية.. السجن ليس بالضرورة اربعة جدران، ولكنه قد يكون سجناً مرتهناً الى ماهو بالٍ، ومايحركنا قيميا الى مايريد، وما يلغي التفكير ويبعث على الكسل الذهني والاتكالية واحالة العجز في التحرر والابداع الى المؤامرة، وإلى إرادة أخرى خارجية نبحث عنها في الفراغ وفي هذه العدمية التي تطال مجتمعاتنا العربية كلها، وتلقي باللائمة على الامبريالية والاستعمار لتعفي نفسها من الانجاز، وصناعة الغد، وفعل الاستيقاظ، والبقاء في متاهات لانعرف إلى أين تؤدي.. كأن العربي هو المدجن على العبودية والاذلال، يحزن كثيراً حين يوشك أن يفارقها ويعود إليها سريعاً كما حدث في الربيع العربي، يستلذ حياة البطريركية، والبقاء تحت ظل الفرد، هو من ينوب الكل في التفكير، ويمنحهم نعمة البقاء أحياء.. الحرية التي لاترقى الى مستوى التجدد والتفتح والإدراك بما هو إنساني والعمل على ضوئه هي بانعدامها هكذا توق غزير الى الاستسلام والخضوع وتبرير الهزيمة في الذاكرة الجمعية والوجدان الجماهيري.. لم نألف الحرية ولم نتعايش معها، لذلك نخاصمها، نصدر فتاوى عنها، نذبحها حين نجدها، نرتل آيات محوها وعقرها وتكفير وتفسيق من يشترطها كضرورة وجود وتحول الى مايجعل الحياة رطبة وقابلة للعيش المشترك، من أجل ذلك لانحتفي بها، ونغرقها في قارب الجهل، ونجعلها تصدير غرب إلينا لابد من الوقوف ضدها وخلق تخاصم مع من يقول بها.. الحرية لم تكن نضالاً وعملاً فيناً، ولم تُصغ فكرياً وفلسفياً على مستوى الحياة، لذلك ترهقنا وتتعبنا ونرى إليها شيطاناً قدم من وراء البحار يريد استلابنا ماضينا وحاضرنا، من أجل ذلك نشد وثاقنا، ونعيش الدعة واللامبالاة والتبريرية والاستغراق في الماضي كثيراً، ونقبل بالسجن المؤدلج‮ ‬الذي‮ ‬يصيغه‮ ‬أولو‮ ‬الأمر‮ ‬من‮ ‬أجلنا،‮ ‬ونخرج‮ ‬بهتافات‮ ‬وحشود‮ ‬يعجز‮ ‬عن‮ ‬وصفها‮ ‬الأنسان‮ ‬لما‮ ‬فيها‮ ‬من‮ ‬خضوع‮ ‬تام‮ ‬لما‮ ‬ليس‮ ‬حرية‮ ‬وانتماء‮ ‬إبداعياً‮. ‬
هكذا نحن في تعاملنا مع الحرية، نلوكها ونفتقدها في آن، حين تريد أن تكون نجهز على حاملها، ونطفىء شعلتها وننام في دعة ليوم آخر من الحزن والعذاب ومغادرة الذات ذاتها والعيش في حالة اغتراب عن العصر وإيقاعاته.. يلزم الحرية حرية، لنخرجها ونراها ونعيشها ونعمل من أجل‮ ‬ماهو‮ ‬إنساني‮ ‬يرتب‮ ‬فينا‮ ‬الحياة‮ ‬ويجعلها‮ ‬انتظاماً‮ ‬وإبداعاً‮ ‬وازدهاراً‮ ‬اقتصادياً‮ ‬وتحولاً‮ ‬سياسياً‮ ‬وتعايشاً‮ ‬مع‮ ‬الجمال‮ ‬دونما‮ ‬إلغاء‮ ‬للعقل،‮ ‬ووأد‮ ‬حرية‮ ‬التفكير‮ ‬الخلاق‮.. ‬
الحرية عدوها الحقيقي الانسان العربي، لأنه يقبل ما يملى ويفرض عليه، ويعيش خانعاً صاغراً ذليلاً لإرادة الحاكم وهو ينتقل به من فعل الرفض الاستعماري الى التطبيع، فيجد من يقهر تضحيات وتطلعات من ذات الأمة لأنها تحتكم الى الدكتاتور، الى المستلذ بعبوديتها الى المدجن لها والرابض فوقها، فيما هي معطلة حتى من الآهة وتستخذي الى ما يستلبها إرادتها.. العربي غريب ومغترب في أرضه ووجوده وحياته التي لم يعشها يوماً، لأنه في فخ السلطان والتسلط قابل له.. الحرية تطلع وبناء وتفتح وازدهار وانتصار لقضايا مصيرية، وتحرر من ربقة الكتب الصفراء‮ ‬التي‮ ‬تفكر‮ ‬نيابة‮ ‬عنا،‮ ‬وتجعلنا‮ ‬نقع‮ ‬فيها‮ ‬مجرد‮ ‬مستهلكين‮.. ‬مستهلكين،‮ ‬وهالكين‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
سوريا .. قصة لم تنتهِ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

صادق الوعد
توفيق الشرعبي

الوطن العربي والمنطقة في دائرة الخطر بعد سقوط سوريا
أحمد عبدالرحمن

أُمُّ النَّـكَبات
جميل الجعدبي

قلعة العرب الأخيرة
أحمد الزبيري

الزلزال السوري
علي ناصر محمد *

زيد أبو علي
محمد الدلواني

أيهما أثمن.. الحرية أم الوطن ؟!
عبد السلام الدباء

استراتيجيات الأطماع "الصهيو-أمريكية" المدمرة.. تفكيك الدول العربية واحتلالها
عبدالله صالح الحاج

المخطط الغربي للحرب العالمية الثالثة
سعيد مسعود عوض الجريري*

ما يجري أوسع وأكثر رعباً مما تنقله عدسات الجزيرة وأخواتها عن سوريا ما بعد الأسد !!
محمد محمد المقالح

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)