موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


تحذير عسكري يمني جديد للشركات العاملة لدى الكيان - "اليمنية" بعدن تمنع قبول التذاكر من صنعاء - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ راجح الزيادي - فتح طريق صنعاء – الضالع – عدن - غزة المكان الأكثر جوعاً في العالم - 45 ألفاً أدوا صلاة الجمعة بالأقصى - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ محمد المحب - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 54321 - مسيرة مليونية بصنعاء نصرةً لفلسطين - "وقف حركة الملاحة".. بيان عـاجـل من صنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 15-نوفمبر-2021
د‮. ‬عبدالوهاب‮ ‬الروحاني -
امتهان‮ ‬الحرف‮ ‬والقلم‮ ‬مهنة‮ ‬عشق‮ ‬لا‮ ‬تقف‮ ‬عند‮ ‬الرغبة‮ ‬في‮ ‬الكتابة‮ ‬وخربشات‮ ‬القلم‮.. ‬بل‮ ‬هي‮ ‬اخلاق‮ ‬أولا‮ ‬ثم‮ ‬ضوابط‮ ‬وخصوصيات
‮ ‬من‮ ‬مدرسة‮ ‬الصحافة،‮ ‬وواقع‮ ‬الممارسة،‮ ‬وتجارب‮ ‬الكبار‮ ‬تعلمنا‮:‬
كيف‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬نكتب‮!! ‬
وماذا‮ ‬نكتب؟‮! ‬
ولماذا‮ ‬نكتب؟‮!‬
تعلمنا‮ ‬ان‮ ‬الصحافة‮ ‬مهنة‮ ‬اخلاق‮ ‬تنظمها‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬القواعد‮ ‬التي‮ ‬يحكمها‮ ‬الضمير‮ ‬أولاً،‮ ‬وتسيطر‮ ‬عليها‮ ‬المصداقية‮ ‬والامانة‮ ..‬
وهنا‮ ‬بيت‮ "‬العصيد‮" ‬،‮ ‬الذي‮ ‬دفعني‮ ‬اليوم‮ ‬للكتابة‮ ‬عن‮ ‬الاخلاق‮ ‬والصحافة‮.. ‬التي‮ ‬ضاعت‮ ‬قيمها‮ ‬في‮ ‬زحمة‮ ‬النسخ‮ ‬واللصق‮ ‬،‮ ‬والسرقة‮ ‬،‮ ‬والتدبيج‮ ‬والمتاجرة‮ ‬بالكلمات‮ .. ‬الحرفة‮ ‬القديمة‮ ‬الجديدة‮ ‬للبعض‮.‬
أتذكر‮ ‬زميلاً‮ (‬خريجاً‮) ‬كان‮ ‬معنياً‮ ‬بالصفحة‮ ‬الثقافية‮ ‬في‮ ‬صحيفة‮ ‬الثورة‮ ‬ربما‮ ‬ببراءة‮ "‬لطش‮" ‬نصاً‮ ‬للاديب‮ ‬والشاعر‮ ‬الايرلندي‮ ‬بيكتب‮ ‬وذيله‮ ‬باسمه‮ .. ‬
شاعت‮ ‬القصة‮ ‬بين‮ ‬الزملاء‮ ‬وكانت‮ ‬عليه‮ ‬كارثة‮ ‬مدوية‮ ..‬غادر‮ ‬صاحبنا‮ ‬على‮ ‬اثرها‮ ‬الصفحة‮ ‬والصحيفة‮ .. ‬
فحيث‮ ‬تكون‮ ‬رقابة‮ ‬الوعي‮ .. ‬تكون‮ ‬الاخلاق‮ ‬حداً‮ ‬فاصلاً‮ ‬بين‮ ‬المهنة‮ ‬والممارسة‮.‬

الأستاذ‮ ‬والإيقاعات‮:‬
صوت‮ ‬الاستاذ‮ ‬يطرق‮ ‬اذني‮ ‬كلما‮ ‬هممت‮ ‬بالكتابة‮:‬
راجعت‮ ‬اللي‮ ‬كتبته‮ ‬يا‮ ‬عبدالوهااااب‮..‬؟‮!! ‬
كان دوما يرددها بنبرة صوت هادئة مسحوبة من بين الاوراق، وهو يجلس في صدر مقيل الثورة (المؤسسة)، يمضغ وريقات القات بين كومة من الصحف والمجلات العربية وتقارير الوكالات .. عيناه تتفحصان الحروف والكلمات ، وقلمه يتدخل عندما يعن له التدخل .
تعودت سماع تلك العبارة عندما تكون له ملاحظة على المادة التي اسلمه لطلب رأيه واجازته.. حتى وان كان غير معني بالاجازة والنشر .. كانت ثقتي بقراءته ، ونزاهة قلمه ، ومصداقية رأيه لا تقف عند حد ..
لم‮ ‬يكن‮ ‬صحفياً‮ ‬عادياً،‮ ‬كان‮ ‬يقرأ‮ ‬الاحداث‮ ‬ويحللها‮ ‬برؤية‮ ‬المستقبل‮ ‬وروح‮ ‬العصر‮ ..‬
وكانت‮ ‬ايقاعاته‮ ( ‬ايقاعات‮ ‬العصر‮) ‬تقدم‮ ‬في‮ ‬الثورة‮ ‬كل‮ ‬صباح‮ ‬رأياً‮ ‬وفكراً‮ ‬تتجسد‮ ‬فيه‮ ‬المسؤولية‮ ‬،‮ ‬وتبرز‮ ‬فيه‮ ‬قيم‮ ‬احترام‮ ‬الخصوصية‮ ‬،‮ ‬ويتجلى‮ ‬الوطن‮ ‬في‮ ‬ابهى‮ ‬واجمل‮ ‬صوره‮ ‬من‮ ‬بين‮ ‬حروفه‮ ‬وكلماته‮..‬
كان‮ ‬عموداً‮ ‬واحداً‮ ‬يكتبه‮ ‬محمد‮ ‬الزرقة‮ ‬في‮ ‬ايقاعاته‮ ‬كفيلاً‮ ‬بإحداث‮ ‬جلبة‮ ‬،‮ ‬وحالة‮ ‬استنفار‮ ‬في‮ ‬ديوان‮ ‬الملك‮ ‬السعودي‮ ‬،‮ ‬ليتحرك‮ ‬المستشارون‮ ‬والوزير‮ ‬علي‮ ‬الشاعر‮ ‬ويطلبون‮ ‬التهدئة‮ ‬عاجلاً‮.. ‬
الزرقة كان مثالاً للصحفي الوطني المثقف ، الذي يهتز لقلمه عرش المملكة .. فقد كان خبيرا بخفايا واسرار القصر ، وكان لا يطرق الباب الا حينما يبلغ الوجع مبلغه .. والوجع اليمني من "الشقيقة" كوجع المريض من شقيقته التي تلازمه مدى الحياة..
أستاذ‮ ‬درس‮ ‬الصحافة‮ ‬وخبرها‮ ‬كما‮ ‬لم‮ ‬يدرسها‮ ‬ويخبرها‮ ‬احد‮ ‬مثله‮ .. ‬موضوعي‮ ‬في‮ ‬طرحه‮ .. ‬دقيق‮ ‬في‮ ‬تعبيراته‮ .. ‬حاد‮ ‬في‮ ‬لقطاته‮.‬
كان‮ ‬للفكرة‮ ‬التي‮ ‬يكتبها‮ ‬الزرقة‮ ‬وقع‮ ‬خاص‮ ‬في‮ ‬الوسط‮ ‬الرسمي‮ ‬والعام‮ .. ‬وكان‮ "‬المسائيل‮" - ‬بتعبير‮ ‬زميلي‮ ‬في‮ ‬مجلس‮ ‬النواب‮ - ‬يعملون‮ ‬لها‮ ‬الف‮ ‬حساب‮ ‬وحساب‮ .. ‬
يرتعش‮ ‬لصوته‮ ‬المفسدون،‮ ‬ولكلماته‮ ‬تهتز‮ ‬وتتأرجح‮ ‬الكراسي‮ .. ‬
كانت‮ "‬لقطات‮ ‬سريعة‮" ‬التي‮ ‬يكتبها‮ ‬في‮ ‬رأس‮ ‬الصفحة‮ ‬الاخيرة‮ ‬،‮ ‬تحدث‮ ‬حراكاً‮ ‬قوياً‮ ‬في‮ ‬دوائر‮ ‬ومؤسسات‮ ‬الدولة‮ .. ‬لكنها‮ ‬ماتت‮ ‬مصداقية‮ ‬رسائلها‮ ‬وخفة‮ ‬ورشاقة‮ ‬حبرها‮ ‬بعد‮ ‬رحيله‮ ‬من‮ ‬الثورة‮ (‬الصحيفة‮) ‬مباشرة‮.‬

الرأي‮ ‬الآخر‮:‬
كان مدافعاً قوياً عن الرأي ، ولا أخفي اعتزازي أنني كنت مع الاستاذ الزرقة أول من افتتح باب "الرأي والرأي الآخر" عندما اسسنا معاً جريدة الوحدة الاسبوعية ، التي انطلق اول عدد لها صبيحة 22 مايو 1990م، اول يوم للوحدة ، وحملت شعار "التجسيد الصادق لحرية الرأي والرأي‮ ‬الآخر‮".. ‬وشكلت‮ ‬الوحدة‮ (‬الصحيفة‮) ‬مذ‮ ‬ذاك‮ ‬مدرسة‮ ‬جديدة‮ ‬في‮ ‬الرأي‮ ‬والاخراح‮ ‬والتبويب‮ ..‬
وكانت‮ ‬الوحدة‮ (‬الحدث‮) ‬والوحدة‮ (‬الصحيفة‮) ‬بوابتين‮ ‬للرأي‮ ‬الآخر‮ ‬في‮ ‬الصحافة‮ ‬اليمنية‮ .. ‬والرأي‮ ‬في‮ ‬الصحافة‮ ‬ليس‮ ‬كالخبر‮ ‬،‮ ‬والتحقيق‮ ‬ليس‮ ‬كالتحليل‮ ‬تماماً‮ ‬كما‮ ‬الرياضة‮ ‬ليست‮ ‬سياسة‮ .. ‬وصيد‮ ‬السمك‮ ‬ليس‮ ‬كصيد‮ ‬المواقف‮.‬
نعود‮ ‬ونقول‮ ‬اننا‮ ‬حينما‮ ‬كنا‮ ‬نكتب‮ ‬في‮ ‬الايام‮ ‬الاولى‮ ‬لممارسة‮ ‬المهنة‮ ‬بمدرسة‮ ‬الثورة‮ - ‬الصحيفة‮ ‬كنا‮ ‬نفكر‮ ‬الف‮ ‬مرة‮ ‬ومرة‮ ‬عماذا‮ ‬نكتب‮ ‬؟‮! ‬ولماذا‮ ‬نكتب؟‮! ‬وكيف‮ ‬نكتب‮ ‬؟‮!‬

أتعرفون‮ ‬لماذا؟‮!‬
لاننا‮ ‬تعلمنا‮ ‬الحرص‮ ‬على‮ ‬المصداقية‮ ‬والنزاهة‮ ‬،‮ ‬والمحافظة‮ ‬على‮ ‬الخصوصية‮.‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*

الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
الدكتور/ قاسم محمد لبوزة *

مرحباً عيد الوحدة
د. أبوبكر القربي

في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*

مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*

الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

الوحدة.. الحدث العظيم
بقلم/ محمد حسين العيدروس *

الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

الذكرى الـ "35" للوحدة اليمنية المباركة.. فِطرة لا تزول
د. زينب حميد عوض المزجاجي

22 مايو يوم خالد في ذاكرة التاريخ والشعب اليمني
د. حميد غوبر

22 مايو.. ومشاريع التقسيم
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)