راسل القرشي - * كنت واحداً ممن حضروا الفعالية الوطنية التي نظمها المؤتمر الشعبي العام في فندق "جراند"- الشيرتون سابقاً - بمناسبة الذكرى الـ32 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية واعلان قيام الجمهورية اليمنية في الـ 22 من مايو 1990م..
الفعالية الاحتفائية بحضورها الكبير والمتميز عكست مدى إيمان هذا الشعب بقضيته الرئيسية ألا وهي الوحدة اليمنية.. القضية الواحدة التي تجمعنا ولا تفرقنا وإن كانت هناك وجهات نظر قليلة مغايرة ترى في غيرها حلاً للاشكالات التي طرأت عليها نتيجة السياسات الخاطئة لبعض المتنفذين أكانوا من المحافظات الشمالية أو الجنوبية وتسببوا في ظهور تلك المواقف المغايرة ، رغم إيماني بأنها نظرة قاصرة حيث تجعل من الوحدة المشكلة بحد ذاتها..!!
الوحدة اليمنية هي قدر ومصير هذا الشعب منذ آلاف السنين وإن حدثت بعض المواقف التي دفعت اليمنيين في تلك الفترات للتمزق والتشتت نتيجة الصراعات على السلطة من ناحية أو النظرة القاصرة لمن كانوا يحكمون ويديرون شئون البلاد والعباد من ناحية ثانية.
* لقد عكست هذه الاحتفائية الوحدوية الوطنية من خلال الحاضرين الذين مثلوا مختلف المحافظات اليمنية حب اليمنيين لوطنهم الواحد الكبير وحرصهم على وحدتهم وحمايتها من كل صور وأشكال المؤامرات الحاصلة والمتوقعة ، وهي المواقف المؤتمرية الصادقة التي تعبر عنها قيادة المؤتمر العليا وفي مقدمتهم الشيخ صادق بن أمين ابو راس رئيس المؤتمر وتؤكد دائماً أن الوحدة اليمنية هي مِلْك الشعب وليست مِلْك شخص أو فئة أو حزب أو جماعة من الناس..
إنه اليمن الواحد الكبير اذي لا يمكن لأيٍّ من أبناء الشعب أن يتوقع تلاشيه أو انتهاءه أو ينجح المستعمرون مجدداً في تقسيمه وعودته إلى ما كان عليه قبل عام 1990م..
الوحدة اليمنية التي جمعتنا للاحتفال بذكراها ستبقى بفعل وعي الشعب وحكمته وقدرته على تجاوز كل الاشكالات الماثلة بوضع الحلول والمعالجات التي تعزز وترسخ المداميك الوحدوية وتنهي كل التباينات أياً كان شكلها أو لونها.
* احتفالية المؤتمر بهذه المناسبة الوطنية العظيمة عكسها الحاضرون بمشاركتهم الكبيرة وتفاعلهم الوحدوي مع كل فقراتها.. بتحيتهم الواحدة التي لا تعرف سوى يمن واحد كبير.. بشعاراتهم التي كانوا يرددونها بقوة وحماس في ذلك الصباح الجميل المليئ بالضوء ، المشرق ببهائه، المشع بنور هذا الوطن الواحد الكبير وحضارته المكتوبة في اعماق التاريخ..
لقد كانت فعالية بحجم الوطن، مثلت رسالة قوية لكل أبناء الشعب.. رسالة واضحة مكتوبة بحروف من نور تؤكد أن كل أوهام التشتت والتمزق والفرقة ستذهب ، وستبقى الوحدة هي الحقيقة الحتمية ، وقد تعلّم شعبنا كل دروس وعبر المرحلة الماضية وسيجد الطريق التي تخرجه من أتون الأزمات والصراعات والخلافات قوياً موحداً اكثر من أي وقت مضى بإذن الله تعالى.
|