أ‮/ ‬أمين‮ ‬حسين‮ ‬البشيري‮ ‬ -
يُقصد بالتنمية البشرية المستديمة توسيع الخيارات المتاحة لجميع الإفراد في المجتمع وخاصة الفقراءوالفئات الضعيفة مع ضمان فرص الحياة للأجيال القادمة, وذلك من خلال الاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية والمحافظة على النظم الطبيعية التي تقوم على أساسها الحياة وتجدر الإشارة هنا إلى إن النمو الاقتصادي يجب إن يوجه لتحقيق التنمية البشرية المستديمة ولايكون هدفا بحد ذاته وان مصطلح التنمية البشرية يؤكد على أن الإنسان هو وسيلة وغاية التنمية وان بناء الإنسان قبل بناء الأوطان وان الإنسان هو محرك الحياة ومنظمها وقائدها ومطورها‮ ‬ومجددها‮ .‬
هناك‮ ‬خمسة‮ ‬جوانب‮ ‬للتنمية‮ ‬البشرية‮ ‬المستديمة‮ ‬تؤثر‮ ‬كلها‮ ‬على‮ ‬حياة‮ ‬جميع‮ ‬أفراد‮ ‬المجتمع‮ ‬وخاصة‮ ‬الفئات‮ ‬الضعيفة‮ ‬والفقراء‮ ‬هي‮ :‬
1‮-‬التمكين‮ : ‬ويقصد‮ ‬به‮ ‬توسيع‮ ‬القدرات‮ ‬والخيارات‮ ‬لإفراد‮ ‬المجتمع‮ ‬وممارسة‮ ‬هذه‮ ‬الاختيارات‮ ‬وهم‮ ‬متحررون‮ ‬من‮ ‬الحاجة‮ ‬والفقر‮ . ‬
2‮-‬الإنصاف‮: ‬ويقصد‮ ‬بالإنصاف‮ ‬هنا‮ ‬تقديم‮ ‬الفرص‮ ‬بشكل‮ ‬عادل‮ ‬على‮ ‬سبيل‮ ‬المثال‮ ‬‭,‬اقامة‮ ‬نظام‮ ‬تعليمي‮ ‬يمكن‮ ‬الجميع‮ ‬من‮ ‬الالتحاق‮ ‬به‮ . ‬
3‮-‬الاستدامة‮: ‬ويقصد‮ ‬بها‮ ‬عدم‮ ‬المساس‮ ‬بحق‮ ‬الأجيال‮ ‬القادمة‮ ‬في‮ ‬الموارد‮ ‬عند‮ ‬القيام‮ ‬بتلبية‮ ‬الاحتياجات‮ ‬الخاصة‮ ‬بالجيل‮ ‬المعاصر‮ ‬وعدم‮ ‬توريث‮ ‬الأجيال‮ ‬القادمة‮ ‬ديوناً‮ ‬تعجز‮ ‬عن‮ ‬مواجهتها‮ .‬
4‮- ‬التعاون‮ : ‬ويقصد‮ ‬به‮ ‬الكيفية‮ ‬التي‮ ‬يعمل‮ ‬بها‮ ‬الأفراد‮ ‬مع‮ ‬بعضهم‮ ‬البعض‮ ‬نظراً‮ ‬لأهمية‮ ‬الشعور‮ ‬بالولاء‮ ‬والانتماء‮ ‬والشعور‮ ‬بوجود‮ ‬هدف‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬وتحقيق‮ ‬الذات‮ .‬
5‮-‬الأمن‮ : ‬ويقصد‮ ‬به‮ ‬كل‮ ‬أشكال‮ ‬الأمن‮ ‬وخاصة‮ ‬الأمن‮ ‬المعيشي‮ ‬والتحرر‮ ‬من‮ ‬الجوع‮ ‬والمرض‮ ‬والقمع‮ .‬
وعلى‮ ‬ذلك‮ ‬فإن‮ ‬اقامة‮ ‬الحكم‮ ‬الرشيد‮ ‬تعزز‮ ‬التنمية‮ ‬البشرية‮ ‬وتدعمها‮ ‬ليس‮ ‬هذا‮ ‬فحسب‮ ‬بل‮ ‬ويكسبها‮ ‬صفة‮ ‬الديمومة‮..‬