علي أحمد مثنى -
إذا بيت الله يوطل (يقطر) أين الكنان؟
-إذا كانت النخب الفكرية والأدبية والسياسية المستنيرة تختلف وتتناكف في خطابها وحوارها، فكيف يكون الحال بين العوام ، ووكلاء وأمراء تجار الحروب وسفاكي الدماء؟
_نحتاج الى هدنة للنفوس فإذا هدأت انعكس ذلك الهدوء ايجابياً على الوضع العام للبلاد، .
_الدعوة عامة نوجهها لكل من قادة الرأي العام، مفكرين، علماء، أكاديميين، كُتاب، مثقفين ، معلمين إعلامين وجميع حاملي مشاعل الفكر والسلام والتنوير بالأقلام والرأي كعذوبة قطرات الندى، توقف ضجيج المدافع وأزيز الطائرات، فتذيب صخور الجهل والتخلف والتنابز بالألقاب التي منها يتولد الحقد وتتسع حلقات وجولات طغاة الشر.. يقول الشاعر العربي :
أرى تحت الرماد وميض نار ... ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تذكي ... وإن الحرب مبدؤها كلام
فإن لم يطفها عقلاء قوم ... يكون وقودها جثث وهام
_ نحتاج الى هدنة تنويرية نأخذ منها فسحة نتمكن من خلالها ان نُعلي من شأن العقل بحكمة ورشد ونضج، بصدق الصادقين تكَسر كل قلم أحمر من أجل حبيبنا الوطن والشعب الجريح النازف الكسيح.
_ نحتاج هدنة نعاتب أنفسنا بما ساهمنا به في الترويج والتبرير لفعل وجرم هذا الطرف او ذاك واستمد منها نشوة وشهوة افعال جرائمه.
_مسئولية صيانة وكرامة وسيادة بيتنا الكبير اليمن الخالي من اي نفير او نكف او تمترس تبدأ من قادة الرأي والتنوير، والتقصير فيها جريمة يفسح ملاعب حلبات لمحترفي تجار الحروب مفتولي العضلات، وغالباً باتفاق ضمني وتوقيع بإشارات نيراني
_ نحتاج هدنة تُمكنا من وضع استراتيجية توافقية للمصارحة والمصالحة ترضي الجميع لينتقل البلد الى مرحلة السلام وإعادة البناء والتعمير والوئام.
_ نحتاج هدنة ترشدنا لتحديد الوجهة التي نوجه اليها الجهد والغضب ،خصوصاً من يستهدفنا وبلادنا ويعيق تحقيق استقرارنا وهو للجميع معروف ومكشوف..
_ لدينا فائض هائل من مخزون الأوجاع والجروح وخوف وفزع الرضاع ، ونهر من الدم وبحر من الألم.. يقول الشاعر العربي المرحوم غازي القصيبي: نهر من الدم يجري في مرابعنا.. بلاشموخ بلا كبر بلا بطل
_اُستبيح الوطن وتعاظمت المحن وأُهدرت الموارد وثكُلت النساء وتيتم الأطفال الابرياء وضجرت وضع المقابر بروادها وزوارها وخاصة من شبابنا وقوة بأسنا ، سواعد الحمى والبناء .
_تكالبت على قصعتنا جميع الأكلة من وحوش الأرض ومصاصي الدماء من كل غابات العالم ...
_ وَليَعلم ويَسمع كل أصم وابكم اننا بوحدتنا لسنا قلة بل كثرة ولدينا الوفرة للردع بالوحدة.
_ دراكولا شخصية مصاص الدماء المعروفة تم تصميمها رمزاً للشر والعنف واشباع الخيال السينمائي الهوليودي لكنها تحولت الى حقيقة واقعية في بلادنا تستهدف القضاء على تناغم نسيجنا الإنساني، الاجتماعي ،والوطني .
_ كنا نتفاخر ذات يوم بشموخ يمن الإيمان والحكمة وأرق قلوب وألين أفئدة، ومع الأسف انكشف المستور، وعانينا جميعاً بفعل قلة من بني جلدتنا الى حال يؤرق ليالينا بكوابيس وسراب وألعن وأصلب سواد كروب ،بلا أفئدة بلا حكمة ،بلا دروب.. _ لأجلنا صممت وصنعت قذائف ورواجف وعواصف بعناية وإتقان ومن اشقائنا وشقوتنا الوكلاء الوحيدون المعتمدون أمراء وتجار ودراكولات مقاولو الحروب والخراب وزراع الألغام وتسويق الاوهام ، شفاطو حقوق مستقبل وحياة اولادنا ..
_ تحولت بلادنا الى حقل تجارب لكل مخترع قنابل مرتزق، محارب ،ناهب ،عايب ومتطرف بعصبية وعنصرية جرذان الأديان والمذاهب، بدعم وتسهيل محلي وإسناد وامداد عربي واجنبي متعددي الجنسيات والنجاسات.
_اليمن الذي كان في كتب ومخطوطات التاريخ سعيد تحول في الواقع الى تعيس كئيب بلا تنظيم بل نظام بلا معالم فقط ساحة حرابة تتقطع وجبايات ومغانم .
_من بني جلدتنا من حسبناهم ذات يوم رجالاً بررة مع الأسف تحولوا الى فجرة ومطيات تبيع لكل شارى قريب وبعيد وحاقد ومتربص أجير .
_ نسأل الله المنتقم العادل أن يقطع دابر كل مجرم مُكَابر من تسبب وجرة شهوة السلطة واغوته الشهرة وسيظل كل عميل وخائن رهيناً هيناً رخيصاً امام الوطن والشعب، والتاريخ لايرحم ...
_ يقيناً إن بعد العسر يسراً.. ومن حكمة الشعر
خالف هواك إذا دعاك لريبة...فلرب خير في مخالفة الهوى
حفظ الله اليمن من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار.. والسلام محبة..
| 
والدعوة عامة
