موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


تقرير: 10٪ من أهالي غزة استشهدوا أو أصيبوا أو فقدوا - ابتعدوا عن مجاري السيول.. الأرصاد يحذّر - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 39175 - تحذير لسائقي باصات الأجرة من عدم الالتزام بخط السير - صنعاء تحذّر من تصعيد خطير في حضرموت - "ثلاثة كابلات بحرية".. بيان عاجل من وزارة الاتصالات في صنعاء - سفينتا بضائع وحديد ترسوان بميناء الحديدة - المطري: لدينا مخزون كافٍ من الغاز بصنعاء - حصيلة جديدة للشهداء والمصابين في الحديدة - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 38 ألفاً و983 -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 27-نوفمبر-2023
د . طه حسين الهمداني -
إن رحيل المستعمر عن الأراضي العربية يعد واحداً من أهم التجارب التحررية التي خاضتها أمتنا العربية على مدى عقود من الزمن، وشكلت الحالة اليمنية في جنوب الوطن  واحدة من أهم هذه التجارب في النضال للانعتاق من دياجير الاستعمار.

جاء نيل الاستقلال بمثابة استحقاق طبيعي في سياق كفاح الشعوب ضد الإمبريالية؛ بشقيها الصارم والناعم والرأسمالية بشقيها المادي والثقافي، وفي هذا السياق مثلت ثورتا سبتمبر وأكتوبر المجيدتان، وتضحيات الثوار من الرعيل الأول؛ شرارة مسيرة التحرر من الاستعمار البريطاني، الذي جثم على صدر الوطن في الجنوب   لأكثر من 129 عاما حتى رحيل آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن في نوفمبر 196 ? 7م .

كان قدر هذه الشعوب أن تتعرض لما تعرضت له وان تدفع ثمن ذلك التضحيات الجسام من دماء أبنائها الاحرار، لكنها أبدًا لم تستسلم ولم تهادن على حريتها واستقلالها وهذا ديدن الأمم التي تعتز بهويتها ولا تفرط بكرامتها سواء أكان ذلك في اليمن أو في فلسطين أو الجزائر أو مصر أو غيرها من البلدان التي عانت من ظلم و مرارة المستعمر البغيض .

و بعيداً عن الأصوات النشاز ودعوات التشطير وتقسيم ما لا تحتمله الجغرافيا والهوية الواحدة اليوم تمثل الأحداث الراهنة التي حلت بكثير من البلدان من بغداد إلى بيروت إلى دمشق وصنعاء تحولاً ومنعطفاً خطيراً لا يصب في خدمة القضية الفلسطينية، كما ان هذه الارهاصات باتت نموذجاً لما كانت عليه البلدان قبل عقود وإن بصورة مختلفة تدفعنا إلى الاستمرار في النضال ومحاربة كل أشكال الظلم والتبعية القائمة على الغلبة والتجبر وسلب حقوق المواطنة الواحدة .

لقد مثل (نوفمبر) تجربة رائدة ضد أعتى قوة استعمارية آنذاك، فمن خلالها تمت استعادة الروح العربية وتحقق الاستقلال الذي أعاد للحياة رونقها في جنوب اليمن وشماله، وهنا يجب ألا ننسى تلك المكاسب الخالدة ونحاول تقمص أدوار سلبية من خلال الخوض في مشاريع الانقسام، حتى لا تهتز الصورة الثورية التي كان عليها واقع الشباب والحركات الطلابية، ونضال المرأة؛ الذي شكل واحدة من أهم الحلقات التي كانت دافعاً للانتصار على المستعمر .

وهذا يدعونا إلى مواصلة العمل الفكري على كل الأصعدة، من خلال الأطر المدنية وبمزيد من الوعي بأهمية منجز الاستقلال؛ انطلاقا من وحدة الجغرافيا والرؤى التي تخلق جيلا واعيا بما يحاك من مؤامرات وما يعتمل من دسائس، وما يتم الإعداد له من مشاريع مثبطة ومحبطة لا تنسجم مع واقعنا وأحلامنا كيمنيين .

في هذا السياق الثوري ضد الاستعمار وفي حضرة نوفمبر لا يمكن بأي حال إغفال الدور المصري المحوري الذي شكل رافعة مهمة بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وتضحيات آلاف الجنود والضباط والصف من الجيش المصري في شمال الوطن وجنوبه..

ليبقى هذا البلد ركيزة أساسية في العمل الجمعي العربي سواء في المحددات الثقافية أو الثورية أو السياسية، ورابطاً أساسياً في توجيه البوصلة فيما يخص القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي يحاول جاهداً وضعها في الواجهة كقضية مصيرية من خلال العمل الدبلوماسي الدؤوب وتوحيد الجهود من أجل أن يستعيد الفلسطينيون حقهم في الأرض والأماكن المقدسة .

يأتي الحديث هنا عن ثنائية نوفمبر وما يجري على أرض فلسطين، للتذكير بأن الشعوب الحية لا يمكن محو وجودها مهما كانت قوة المستعمر، لان إرادة صاحب الأرض أقوى من مشاريع القوى الكبرى واطماعها وكما يقول المثل العسكري ان الارض تقاتل مع اهلها، وقد مثلت أحداث غزة خلال ما يقارب خمسين يوما؛ شاهدًا على قوة وصلابة ارادة  الإنسان الفلسطيني وهو يواجه أعتى الجيوش، بعد أن ضحى بما يقارب الـ 15 الف شهيد وعشرات الأحياء السكنية التي تم تدميرها بالكامل وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين.

لقد قدم رجال غزة أروع البطولات والتضحيات والفداء من أجل نيل الاستقلال من الاحتلال، دون أن يلتفتوا لمشقة الطريق وان كانت التضحيات جسيمة الا ان إرادة الشعوب لاتقهر، وسوف تنتصر على أي قوة غاشمة مهما ملكت ومهما مارست من البطش والعدوان والاجرام، وسيبقى نوفمبر قيمة عظيمة بما حمل من أحداث وتضحيات سواء في اليمن أو فلسطين .

 

 

 

 
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
هل يتجاوب "محور الاعتدال" العربي مع المُتغيرات الراهنة أم يفوته القطار مجدداً؟
السيد شبل*

وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)