علي أحمد مثنى -
إياك ياولدي تقول أنا عربي
العرب سقطوا مع الطوفان
الآن لانعلم هل في عروبتنا؟
زعيم يجرؤ يعلن أنا العربي:
أنا من القادة الشجعان
تأهلت مع كتائب الفرسان
وتاريخي نصر في الميدان
أنا الغضب أنا ثورة البركان

إياك تقول أنا عربي
الصمت أدب توارثناه يا ولدي
بما كانوا عليه الأسلاف
جدي أوصى أبي وأوصاني
بنصح كامل الأوصاف
لكي يبقى لنا الكرسي
نلتزم بأمر صديقنا الغربي
لا نهتم لصراخ شقيقنا العربي
نردد أهازيج قبائل الصحراء
في نشيدنا الوطني
وفي خطبة الجمعة والأعياد
لفجر ميلاد عصرنا الذهبي

إياك تقول أنا عربي
إياك إياك تعارض يا ولدي
طاغوتاً أحمق ذا سلطان
عضو جامعة نكَّد هذه الأوطان
كلهم خافوا على الكرسي
سلَّموا المفتاح للقرصان
خانوا الأقصى والطوفان

إياك تقول أنا عربي
يقول حاكم من الشجعان:
نحن نتعايش مع الغربان
استبدلنا الكعبة مع القِبلة
نصلي لواشنطن مركز الشيطان
نزور لندن مصنع الشر والأحزان
نتسوح في باريس
مدينة الجن والغزلان
وفيها نصوم رمضان

إياك تقول أنا عربي
نتصالح مع الصهيون والطغيان
نكمل طقوس اللهو والأركان
ننصت لقارئ التنجيم والفنجان
لنتعايش ونتآلف مع الديدان

إياك تقول أنا عربي
حكامنا تربَّوا على اللهو
فصاروا رجال نسوان
تصاهروا مع الفئران
هم الخزي والخسران
أحرقوا الفل والريحان
امتلكوا الوطن مع البنيان
للأولاد والأحفاد والخلان
أنزلوا قيمة النفط والإنسان
خانوا القدس والطوفان

إياك تقول أنا عربي
لا تعليم لا صحة لا عمران
العيش مع الأيام إلى النقصان
الحشمة بالشورت بلا قمصان
تمنع تلاوات آيات من القرآن
حتى لايغضب مهندس الأوطان
المارد إبليس مع حليفه الشيطان
حُماة البر والبحر والشطئان

إياك تقول أنا عربي
فلم يبقَ في عروبتنا
سوى ميوعة الخلعَان
سوى القبح الذي ما كان
يبنى له قاعات بالألوان
على أنقاض مدارس الفتيان
يعزز مناعة حاجز الطوفان

إياك تقول أنا عربي
في معظم الحُكَام
لا قدرة على الإحكَام
صاروا قطيعاً تُساق كالأغنام
بلا تفكير بلامشروع بلا أحلام
يهيمون مع الرقص والأنغام
هل عرفتَ الآن ياولدي
لماذا لاتقول أنا عربي ؟!