موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


صاروخ يمني يضرب مطار "بن غوريون" - استئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء - حملة ميدانية في صنعاء لمصادرة معدات محظورة - صنعاء تدعو لصلاة الاستسقاء غداً - الشريف يعزي بوفاة الشيخ صادق علي عضابي - صنعاء مستمرة في سياسة الضغوط القصوى .. (بن غوريون).. حصار شامل..!! - ناشطون عرب لـ"الميثاق": اليمن أفشلت عسكرة البحر الأحمر والسيطرة على باب المندب - صحفيون وقانونيون لـ"الميثاق": ما قامت به أمريكا في اليمن حرب وحشية ضد المدنيين - الرهوي يشيد بجهود إعادة التيار الكهربائي - لبوزة يعزي بوفاة الشيخ حمود البحري -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 24-أبريل-2024
أنور العنسي -
كأنه البارحة، كان ذلك اليوم الذي رأيت فيه محمد المساح لأول مرة في بداية حياتي المهنية، وذلك في حجرة صغيرة بدائرة التوجيه المعنوي تم تخصيصها غرفةً لتحرير صحيفة (الثورة) الرسمية بعد ذلك الحريق المتعمد الشهير الذي التهم مقرها ومطبعتها منتصف سبعينيات القرن الماضي..

توالت بعد ذلك لقاءاتنا، وكان أكثر ما شدَّني إليه طريقته في الكتابة .. كتابة عموده المعروف (لحظة يا زمن)؛ ومنذ ذلك الحين عرفت أن المساح كاتبْ مبدعٌ فحسب، وليس صحفياً مثلنا يركض وراء الخبر أو يشتغل على التحقيقات والمقابلات، وإنْ كان أحياناً يقوم بمراجعة بعض موادنا الصحفية..

ما كان أكثر لفتاً للانتباه أن المساح ينصرف بكل حواسه وجوارحه لاقتناص الأفكار وتدوينها على أوراقه بخطه الخاص غير المنمق الذي كان يشبه إلى حدٍ كبير حياته وأسلوبه في العيش وعلاقاته بالآخرين..

كان المساح نزقاً غضوباً، ومهذباً متواضعاً في آنٍ معاً، وشارد الذهن كثيراً. خصوصاً في لحظات الكتابة، وذلك عند انتهائه من مضغ وريقات (القات) القليلة، وبقلقٍ واضحٍ يخط أسطره راسماً خواطره بعباراتٍ رشيقةٍ متوترة كأنها لوحاتٌ من أفكار أو تأملاتٍ مصورةٍ، أو تكاد تبدو نوعاً من الشعر المنثور، وليس مجرد مقالٍ صحفي وكفى..

الأهم من ذلك أن أحداً من قُرَّائه الذين لا يعرفونه لا يكاد يصدق أن تلك الكتابات البديعة صادرةٌ عن ذلك الرجل القصير القامة، وذي الثياب الشديدة البساطة المشدودة على رأسه وجسده النحيل..

كان المساح معروفاً بصيحاته التي تسبق مقدمه إلى المكان، وبمشاكساته الجميلة، ونقاشه الحاد، ولهجته الخاصة، ولعناته على الجهلة والأغبياء، صريحاً لا يحب المداهنة على حساب ما يؤمن به ضميره..

لم أتفاجأ كثيراً عندما علمت في السنوات الأخيرة، أنه هجر صنعاء، وعاد إلى قريته، معتزلاً الحياة والناس، ومفضّلاً داره القديمة لقضاء سنواته المتبقية من حياته بجوار ملاعب صِباه وطفولاته الأولى، فذلك كان خياره الوحيد للاحتفاظ في داخله بالإنسان الذي لم يعد بقدرته العيش في عاصمة زادت قسوةً وتوحشاً، ولم يعد فيها من مكانٍ للأنقياء المرهفين أمثاله..

لمحمد المساح في داره الأبدية الرحمة والراحة والسلام، وله في قلوبنا المحبة والخلود..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
حافظوا على اليمن ووحدته وسيادته
أحمد الكحلاني*

أمريكا.. السياسة التي كانت ولم تزل..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

اتفاق أمريكا واليمن.. والدور الوظيفي لإسرائيل
أحمد الزبيري

لماذا الحرب على اليمن؟
فيصل ابوراس

كواليس أول اتفاق أمريكي مع صنعاء
عــبدالله عـلي صبري

اليمن الموحد أو لا يمن
عبدالرحمن نشوان ابوراس

إعلان ترامب كان متوقعاً ومبادرة رسمية عربية باتت مطلوبة
معن بشور

العدو الصهيوني يستهدف منجزات اليمن الكبرى
عبدالسلام الدباء*

تعالوا تقاتَلوا عندنا
علي أحمد مثنى

أخيراً عاد ترمب إلى صوابه
مطهر تقي

لا دولة واحدة دون خطة اقتصادية شاملة
د. أحمد محمد البتول*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)