موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجلس النواب: قمة البحرين "مسرحية هزلية" - صنعاء.. توجيه رئاسي عاجل للحكومة - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ رشاد أبو أصبع - الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 06-مايو-2024
إبراهيم ناصر الحرفي -
الإنسان بطبيعته استبدادي وأناني إلا من رحم الله؛ تدفعه نزعته التسلطية إلى ممارسة الاستبداد والطغيان ضد كل من يعارض أطماعه وطموحاته ويقف في طريق إشباع نزواته وشهواته وفي مقدمتها نزوة وشهوة المُلك والسلطان، هذه النزوة الخطيرة والشريرة التي تدفع الإنسان لممارسة كل صور الاستبداد والطغيان ضد المعارضين له وحتى ضد أقرب الناس إليه.. ومن يقرأ كتب التاريخ سوف يُصاب بالذهول والدهشة من هول الآثار السلبية والكارثية لهذه النزوة على حياة المجتمعات البشرية، ومن فداحة كل تلك المؤامرات والخيانات التي حدثت في بلاط الملوك والحكام والسلاطين عبر التاريخ، ومهما ادَّعى البعض المظلومية والنضال في سبيل تحقيق العدالة والمساواة بين الناس، إلا أنهم وبمجرد الاستحواذ على السلطة والجلوس على كرسي الحكم سرعان ما تظهر عليهم معالم الاستبداد والطغيان، فكم سرد لنا التاريخ من قصص الاستبداد والقمع والارهاب التي كان أبطالها دعاة المظلومية، ودعاة الفضيلة، ودعاة التدين، ودعاة الكفاح والنضال الثوري والتحرري.. الخ، فقد مارسوا الاستبداد والطغيان تارةً باسم المظلومية وتارةً دفاعاً عن الفضيلة أو دفاعاً عن الدين أو دفاعاً عن الثورة..الخ ..!!

نعم فالكثير من الناس والسلطات والقيادات يصنعون المبررات والأعذار لممارسة الاستبداد والطغيان ضد الآخرين، ومن النادر أن تشاهد إنساناً أو سلطة تمارس الطغيان والاستبداد ضد الآخرين باسم الاستبداد والطغيان نفسه، لأن مثل هذه التصرفات لن تكون مقبولة ولن تجد من يناصرها ويدعمها، فلا بد للقيام بممارسة مثل هذه التصرفات العدائية والسلبية من مبررات وأعذار، ولا بد من تغليفها بغلاف قد يكون دينياً أو طائفياً أو قومياً أو وطنياً.. الخ، فلا تعدم الحيلة عند أرباب الاستبداد والطغيان في كل زمان ومكان، في تشويه الحقائق وتزييف الوقائع وفبركة الأحداث عن طريق التضليل والتغرير واستغفال البسطاء من عامة الناس.. نعم إن أرباب الاستبداد والطغيان يراهنون دائماً على شريحة الحمقى والمغفلين والجهلة وحتى الحاقدين والمأزومين نفسياً واجتماعياً ومادياً وفكرياً وسلوكياً وأخلاقياً، ومن يبحثون عن الظهور (حب الظهور) ولو على حساب التخلّي عن كل القِيم والمبادئ التي كانوا يؤمنون بها سابقاً، فكل سلطة استبدادية جديدة تفتح الباب أمام من يعانون من العجز والغباء ويشعرون بالنقص، الذين لم يكن لهم دور ولا حضور ولا مكانة ولا قيمة سابقاً، مستغلةً أوضاعهم النفسية والاجتماعية والمادية والسلوكية، لتصنع منهم ذئاباً حاقدة وناقمة لكل ما له علاقة بالزمن السابق والحكم السابق، عن طريق تنمية نزعة الاستبداد والطغيان والحقد التي كانت مكبوتة في داخلهم ..!!

وكم سرد لنا التاريخ من المشاهد المأساوية والكارثية لحالات الانتقام والبطش والطغيان ضد الخصوم السياسيين، في صوره تعكس فداحة النزعة التسلطية داخل النفوس البشرية الضعيفة، لأن المبالغة في الانتقام والبطش والتنكيل من الخصوم والمعارضين ليست من صفات الكرام والأحرار والثائرين الحقيقيين ضد الظلم والفساد والسلبية، فهذا رسول الإسلام نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بعد فتح مكة، وبعد أن تحقق له النصر الكبير على قبيلة قريش التي مارست ضده كل صور الظلم والعداوة، لم يعمل السيف فيهم كما يفعل الكثير من الفاتحين والثائرين في خصومهم، بل لقد أعلن العفو عنهم جميعاً وقال لهم قولته المشهورة (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، في صورة نادرة تعكس عَظَمَة النفس البشرية وتسامحها وعفوها، وعدم سقوطها في مستنقع الانتقام والبطش والطغيان والارهاب، ولا غرابة في ذلك فنحن نقف أمام نفس عظيمة أرسلها الله تعالى رحمةً للعالمين.. قال الله تعالى مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام: ((وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين))، فكبح جماح النفس عن ممارسة البطش والطغيان والاستبداد والقمع والإرهاب والسلب والنهب لا يستطيع عليه إلا الأنبياء والمرسلون والصالحون في كل زمان ومكان، بل إن هكذا تصرفات هي المقياس الحقيقي لإظهار حقيقة ونوعية النفس البشرية، مهما حاول أصحابها تغليف تصرفاتهم الاستبدادية والطغيانية بغلاف الدفاع عن الدين أو الوطن أو المظلومية أو الثورة، لأنه لا يوجد شيء أو مبرر يمكن أن يبرر الإسراف في الطغيان والاستبداد والقمع والارهاب والبطش والتنكيل بالآخرين، فالشرع والقانون هما الحكم والفيصل في مثل هذه المواقف، وما دون ذلك هو انتصار لنزعة النفس البشرية التسلطية وهو انتصار لاستبدادها وطغيانها.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)