د. أحمد محمد البتول* - ونحن نحتفل بالذكرى الـ 42 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام أجدها فرصة للحديث عن بعض إنجازاته التي حققها طيلة العقود الماضية..
هذه المناسبة التاريخية التي يجب أن نتوقف فيها عند مسيرة هذا الحزب الوطني الرائد الذي كان له الدور الحاسم في بناء الدولة اليمنية وتعزيز الحياة السياسية وقيادة اليمن عبر مراحل بالغة التعقيد من تاريخه..
ففي الوقت الذي كانت اليمن تعيش فترة من التحولات السياسية وكذلك الاجتماعية؛ جاء المؤتمر الشعبي العام ليوحّد القوى السياسية المتباينة، ويبني شراكة سياسية حقيقية مبنية على قواعد صلبة ومتينة أساسها المواطنة المتساوية، وسقفها مصلحة الوطن ولا شيء غير الوطن..
لقد كان المؤتمر الشعبي العام حزباً وطني النشأة؛ نبت من الأرض اليمنية، كل أفكاره وأدبياته يمنية بامتياز، وثقافته محلية مستوحاة من أعماق المجتمع اليمني الأصيل..
تميَّز المؤتمر بأنه حزب ضم في داخله جميع فئات المجتمع بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الثقافية أو الاجتماعية أو الجغرافية وبعيداً كل البعد عن الوصاية الخارجية أو الأجندة المشبوهة؛ كما تميَّز باستقلاليته وتخففه من الأيديولوجيا والأحمال الثقافية القديمة؛ كل ذلك جعل منه أفضل النماذج الحزبية على الإطلاق..
لقد كان المؤتمر الشعبي العام ولا يزال وسيظل رافعة العمل الوطني والبيت الجامع لكافة المشارب السياسية المختلفة؛ مرتبطاً بالهموم الوطنية والقضايا المجتمعية، قريباً من الناس..
وإذا ما تحدثنا عن إنجازات هذا الحزب العريق فهي أكثر من أن تُحصى؛ لكن أبرزها دوره المحوري في صناعة الوحدة اليمنية المباركة ومعه بقية شركاء العمل السياسي؛ التي كانت حلم كل اليمنيين شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، فتحول ذلك الحلم إلى حقيقة في العام 1990م..
بالإضافة إلى دوره الفاعل في تعزيز الحياة السياسية، والدفع بعجلة التنمية سياسياً واقتصادياً وثقافياً إلى الأمام وتعزيز ثقافة التعايش وبناء الشراكة الوطنية ورعايته للحريات وتبنّيه لها..
ولا يمكن أن نتجاوز دور حزب المؤتمر في بناء العلاقات السياسية مع دول الجوار وبقية دول العالم، تلك العلاقات القائمة على الندّيَّة والاحترام المتبادَل..
وفي الأخير نجدد تهانينا الحارة لكل قيادات وكوادر وقواعد المؤتمر الشعبي العام بهذه المناسبة الخالدة، ونرجو له المزيد من النجاح والتقدم..
وكل عام وأنتم والوطن بألف خير.
*نائب رئيس الدائرة السياسية بالمؤتمر الشعبي العام
|