عبدالملك الفهيدي -
وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت أخلاق وطبائع البشر وأحقادهم وأمراضهم النفسية لدى العالم كله دون استثناء..

ولكن اللافت أن العرب كالعادة يحتلون صدارة الجميع حين يتعلق الأمر بإظهار مدى تفرُّقهم وكراهيتهم لبعضهم البعض بشكل مقزز وبأساليب لا تقف عند إظهار عُقَدهم التي كانت مكبوتة، بل وبلغة بذيئة وهابطة وتافهة في أغلب الأحيان..

متابعة ما يكتبه العرب عن بعضهم وضد بعضهم يجعلك لا تصدق أن السّباب والشتائم تصدر عن أمة قال عنها القرآن (خير أمة أُخرجت للناس).. وأنها تتبع نبياً وصفه رب العالمين بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)..

ربما كانت كل هذه الأمراض موجودة فينا قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الحقيقة أن هذه الوسائل بقدر ما كشفتها بقدر ما ساعدت على تحويلها إلى طبائع وثقافة تنتشر كالنار في الهشيم.. وربنا وحده يعلم كيف ستكون الأجيال القادمة التي وُلِدت وتربَّت وترعرعت على وسائل التواصل وثقافتها.