موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


هجوم جوي يمني يضرب يافا وعسقلان - الأقصى تدعو للمشاركة في مسيرات الجمعة - جريحان بنيران العدو السعودي في صعدة - فليتشر: من المستحيل توصيل المساعدات إلى غزة - بـ"فرط صوتي": صنعاء تقصف هدفاً عسكرياً في يافا المحتلة - بـ8 صواريخ و17 مسيرة.. صنعاء تباغت أمريكا - تظاهرة في نيويورك رفضاً لاستمرار حرب الإبادة في غزة - 82 شهيداً و2322 جريح ومعتقل بالقدس - حصيلة جديدة للشهداء والجرحى بغزة - بعد استهداف العدوان الإسرائيلي.. فريق أممي في ميناء الحديدة -
مقالات
الميثاق نت -

الأحد, 20-أكتوبر-2024
عبدالسلام الدباء * -
شهدت الساحة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023م انطلاقة لعملية "طوفان الأقصى"، والتي جسدت تحولاً جديداً في مسار المقاومة الفلسطينية، فلم تكن هذه العملية مجرد حدث عابر؛ بل كانت نقطة فاصلة أعادت تسليط الضوء على قضية فلسطين وفتحت آفاقاً جديدة للنضال ضد الاحتلال، فقد أثبت من خلالها الشعب الفلسطيني قدرته على قلب الموازين، متحدّياً كل الظروف الصعبة والتحديات السياسية والعسكرية التي تحيط به.. وبالمثل فقد كشفت هذه العملية عن قوة التضامن بين شعوب العالم العربي والإسلامي وعمقه، مما أضفى مزيداً من الزخم على القضية الفلسطينية في الساحة الدولية..

واليوم وبعد عام من انطلاق هذه العملية، فإن السياسات الإسرائيلية باتت في الفترة الأخيرة تواجه تعثُّراً واضحاً، حيث أصبح الاحتلال يفقد مبررات بقائه عند الغرب تدريجياً نتيجةً للضغوط المتزايدة من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى أن هذه التحديات السياسية قد أظهرت أن المقاومة الفلسطينية، رغم القمع المستمر والاحتلال الجائر، تظل خياراً استراتيجياً له ثقله المتزايد في مواجهة الاحتلال، وهو ما يبشّر بتغييرات جذرية قد تقود إلى تراجع الاحتلال وزواله عما قريب..

والآن بعد عام من طوفان الأقصى، فإن القدس ما زالت وسوف تظل بمثابة البوصلة لكل من ينشد الحرية والعدالة، فلقد رسمت عملية "طوفان الأقصى" ملامح جديدة للصمود الفلسطيني، عندما استطاع الشعب الفلسطيني أن يعيد تشكيل الواقع السياسي في المنطقة، وأن يعبّر عن إرادة شعب لا يُقهر، صامد أمام التهديدات اليومية والحرمان من الحقوق الأساسية..

إن عملية طوفان الأقصى هي أكثر من مجرد رد فعل، بل تعبير واضح عن وعي الفلسطينيين بأهمية معركتهم من أجل الحرية والكرامة.. وأن هذه العمليات تتجاوز حدود الميدان، فهي تترافق مع حالة من التضامن العربي والإسلامي العالمي الذي يجري التعبير عنه في العديد من المظاهرات الشعبية والوقفات الاحتجاجية، والبيانات الرسمية الصادرة عن العديد من الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحرة والتي تؤكد أن القضية الفلسطينية ليست قضية فلسطينية فحسب، بل هي قضية تهم كل العرب والمسلمين وكل الاحرار حول العالم..

لقد بات العالم يدرك اليوم بعد الـ 7 من أكتوبر أن ما يحدث اليوم في فلسطين يمثل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في المنطقة ككل، وأن لا حل لهذه القضية إلا بنيل الشعب الفلسطيني كافة حقوقة العادلة والمشروعة.. وهكذا، نجد أن قضية فلسطين قد عادت مجدداً إلى مركز الاهتمام العربي والإسلامي والدولي..

لقد تزايدت اليوم الضغوط الدولية على الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير، ونتيجةً لذلك فقد بدأت السياسات الإسرائيلية تتعثر وتفقد زخمها، وخصوصاً مع ازدياد الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وهو ما جعل المجتمع الدولي اليوم أكثر وعياً بمظالم الفلسطينيين، فتصاعدت الأصوات الدولية المطالبة بإعادة النظر في مواقف وتصرفات دولة الاحتلال؛ وهذا التحول الدولي لا يعكس فقط تغيُّراً في المواقف السياسية، بل يعزز شرعية المقاومة الفلسطينية كخيار استراتيجي.. فالمجتمع الدولي بدأ يدرك أن الاحتلال لم يعد يشكّل خطراً على الفلسطينيين فحسب، بل بات عبئاً يهدد استقرار المنطقة بأسرها..

وفي ظل هذا الواقع، فقد أصبح جلياً أن المقاومة الفلسطينية تشهد نهضة متجددة، فبعد سنوات من القمع والمحاولات المتكررة لإسكات الصوت الفلسطيني، يظهر أن المقاومة كخيار استراتيجي بات أكثر جذباً للكثير من الفلسطينيين، وهذا الخيار لا يعبّر فقط عن رغبة في التحرير، بل يعكس تصميماً على تغيير معادلة القوة في المنطقة بشكل جذري، وقد يؤدي هذا التغير إلى الزوال التدريجي للاحتلال إن شاء الله..

لقد أصبحت القدس بعد عملية طوفان الأقصى هي البوصلة التي تهدي جميع الأحرار في العالم.. فهي ليست مجرد مدينة ذات مكانة تاريخية ودينية، بل تمثل رمزاً عالمياً للحرية والمقاومة، ولقد بات الفلسطينيون على مقربة من تحقيق حلم تحرير القدس وعودتها موحدة كما كانت مدينة للسلام، ومدينة بلا احتلال ولا تمييز، وهذا الحلم لا يقتصر على الفلسطينيين وحدهم، بل يشمل كل من يؤمن بالحرية والعدالة حول العالم..

إن الأمل بتحرير القدس قد أحيى الروح النضالية عند جميع الفلسطينيين، وهذا الأمل هو ما يدفع الشعوب العربية والإسلامية للاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال، سعياً نحو تحقيق العدالة والمساواة التي حُرم منها الفلسطينيون طوال العقود الماضية..

في الختام، تظل قضية فلسطين قضية مركزية ليس فقط للعرب والمسلمين، بل لكل الأحرار في العالم، وإن عملية "طوفان الأقصى" لم تكن سوى بداية لمرحلة جديدة على طريق تحرير الأقصى والقدس وكل فلسطين، وإنها مرحلة تحمل في طياتها المزيد من الأمل في التحرر والنصر في القريب العاجل بإذن الله.



* مستشار وزارة الشباب والرياضة اليمنية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
سوريا .. قصة لم تنتهِ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

صادق الوعد
توفيق الشرعبي

الوطن العربي والمنطقة في دائرة الخطر بعد سقوط سوريا
أحمد عبدالرحمن

أُمُّ النَّـكَبات
جميل الجعدبي

قلعة العرب الأخيرة
أحمد الزبيري

الزلزال السوري
علي ناصر محمد *

زيد أبو علي
محمد الدلواني

أيهما أثمن.. الحرية أم الوطن ؟!
عبد السلام الدباء

استراتيجيات الأطماع "الصهيو-أمريكية" المدمرة.. تفكيك الدول العربية واحتلالها
عبدالله صالح الحاج

المخطط الغربي للحرب العالمية الثالثة
سعيد مسعود عوض الجريري*

ما يجري أوسع وأكثر رعباً مما تنقله عدسات الجزيرة وأخواتها عن سوريا ما بعد الأسد !!
محمد محمد المقالح

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)