سعد الحفاشي - في المستشفيات يتعامل بعض الأطباء والعاملين الصحيين مع الحالات المرضية كما لو كانوا زبائن يشترون منهم العافية دونما اهتمام بالآثار النفسية.. تجد البعض من هؤلاء يفاجئ المريض بأخطر ما فيه وما يتوقع حدوثه من مضاعفات، فينهار المريض ويُصاب بحالة من الرعب والفزع النفسي.. كانت جارتنا تعاني من مشاكل في الأمعاء وبعد الفحص تأكد لابنيها أنها مصابة بورم سرطاني وفي مراحل متقدمة من الإصابة، فكان الاتفاق بتوصية من طبيبة رائعة كانت تشرف على معالجتها أن يتم كتمان خبر إصابتها بالسرطان عنها وعن الآخرين لتحافظ على معنوياتها حتى لا تنهار نفسياً فيفتك بها المرض؛ واستمر وضعها بشكل طبيعي لأكثر من خمس سنوات تستخدم بعض المهدئات العادية إلى أن أُصيبت بعارض مرضي آخر غير السرطان فذهبت إلى إحدى المستشفيات ومعها الروشتات ونتائج الفحوصات التي كانت تتعالج بها لدى تلك الطبيبة الرائعة التي كانت تشرف عليها وعندما وصلت لطبيب ذلك المستشفى واطلع على التقارير والفحوصات التي بحوزتها أخبرها بكل غباء واستهتار بحقيقة مرضها بل وزاد فوق ذلك بتحذيرات وتهويلات رعب مفزعة قائلاً: "احمدي ربك إن عادك عايشة للآن"، كانت شقيقتها تحاول أن تفهّم هذا الطبيب الحمار الغبي أن لا يخبرها بشيء لكنه تجاهلها ومن فورها انهارت المريضة وضعفت معنوياتها ولم تمضِ عليها ليلتها الأولى إلا وأُسعفت إلى العناية المركزة وساءت حالتها كثيراً وسريعاً.. وماهي إلا أيام معدودة حتى توفاها الله مع أنها كانت متعايشة مع المرض منذ سنوات..
|