عبدالله صالح الحاج - في خطوة غير مسبوقة وغير إنسانية، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مكاتب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).. إن هذا الإجراء لا يُعتبر مجرد قرار إداري، بل هو سلاح فتاك وإبادة جماعية تُهدد وجود الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ عقود من الاحتلال والتهجير..
قرار التصويت: تحدٍّ للأخلاق الإنسانية
في الوقت الذي تسعى فيه الأونروا لتقديم المساعدة الإنسانية الأساسية، اتخذ الكيان الصهيوني قراراً بإغلاق مكاتب الوكالة، مما أدى إلى تصاعد التوترات على الساحة الدولية.. عقب هذا القرار، عُقدت جلسة طارئة في الأمم المتحدة لمناقشة تداعيات هذا الإغلاق؛ وعبَّر العديد من المندوبين عن قلقهم العميق، حيث تساءلوا: "إذا كانت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لا يستطيعان ردع الكيان الصهيوني المحتل، فمن ذا الذي يقدر على ردعه ؟!".. (المصدر: تقرير الأمم المتحدة، 2023م)...
الأثر المدمّر على الشعب الفلسطيني: أزمة إنسانية طاحنة
إغلاق الأونروا لا يُهدد حياة جميع فئات الشعب الفلسطيني فحسب، بل يُعزز من تفشّي الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.. يعتمد حوالي 5.6 مليون لاجئ فلسطيني على خدمات الوكالة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والمساعدات الغذائية.. (المصدر: تقرير الأونروا، 2023م).. فقدان هذه الخدمات يعني تفشّي الفقر والبطالة، حيث تُظهر إحصاءات منظمة العمل الدولية أن نسبة البطالة في غزة تصل إلى 45%، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على الأسر الفلسطينية.. (المصدر: منظمة العمل الدولية، 2023م)..
أعباء إضافية على النساء
تعاني النساء الفلسطينيات من أعباء إضافية، حيث يُعتبر فقدان الأونروا بالنسبة لهن فقدان الأمل في تحسين أوضاع أسرهن.. في ظل الظروف القاسية، يُضطر العديد منهن إلى تحمُّل مسؤوليات إضافية، مما يُظهر شجاعة لا تُحصى..
الأزمة الإنسانية المتفاقمة: واقع مرير
تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة والضفة الغربية، حيث يُعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن حوالي 2 مليون فلسطيني في غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ويواجهون خطر المجاعة.. (المصدر: الأمم المتحدة، 2023م)..
الفقر والبطالة يُشكلان واقعاً يومياً، مما يؤدي إلى تفشّي الأمراض وزيادة الضغوط النفسية..
قصة إنسانية مؤلمة
يعبّر أحد كبار السن عن مشاعره قائلاً: "لقد عشنا حياتنا في ظل الاحتلال، والآن يُحرمنا من أبسط حقوقنا".. (المصدر: مقابلات ميدانية، 2023م).. هذه الكلمات ليست مجرد تعبير عن الإحباط، بل هي صرخة ألم تعكس معاناة أمة بأسرها..
تساؤل مهم: أين المجتمع الدولي؟
إذا كانت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لا يستطيعان ردع الكيان الصهيوني المحتل، فمن ذا الذي يقدر على ردع هذا الكيان؟!.. إن هذا السؤال يُطرح في ظل تزايد الأزمات الإنسانية ويُبرز الحاجة الملحة للعمل الدولي الجاد لحماية حقوق الشعب الفلسطيني..
دعوة عاجلة للعمل
لقد حان الوقت للمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في حماية حقوق الفلسطينيين.. يجب أن نرفع صوتنا ضد إغلاق الأونروا، لأن كل فرد فلسطيني يستحق فرصة للعيش بكرامة وأمل.. يجب أن نطالب الحكومات والمنظمات الدولية بالتدخل الفوري وتقديم الدعم اللازم لإعادة فتح مكاتب الأونروا وتوفير المساعدات..
التأثيرات المستقبلية.. جيل بلا مستقبل
إذا لم تُعالَج هذه الأزمة، فإنها ستؤثر سلباً على الأجيال القادمة من الفلسطينيين.. فقدان التعليم والرعاية الصحية سيؤدي إلى تفشّي الفقر والجهل، مما يُشكل تهديداً للسلام والاستقرار في المنطقة.. وفقاً لتوقعات الأمم المتحدة، يمكن أن يصل عدد اللاجئين الفلسطينيين إلى 7.2 مليون بحلول عام 2030م إذا استمرت الأوضاع على هذا المنوال.. (المصدر: الأمم المتحدة، 2023م)..
في ختام هذه القصة الإنسانية، يبقى الأمل متجدداً في قلوب الفلسطينيين، مُستندين أولاً إلى إيمانهم بالله، ثم إلى إيمانهم بأن التغيير ممكن وأن النضال من أجل الحقوق والكرامة سيستمر.. إن إغلاق الأونروا ليس مجرد قرار إداري، بل هو سلاح فتاك وإبادة جماعية تُهدد مستقبل الشعب الفلسطيني.. على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن، لأن كل لحظة تأخير تعني فقدان المزيد من الأرواح والآمال.
|