عارف الشرجبي - لاشك ان دعوة المصالحة الوطنية التي أطلقها الفريق سلطان السامعي كانت معبرة عن تطلعات السواد الأعظم من أفراد الشعب اليمني التواق للأمن والاستقرار والسكينة بعد أن ذاق مرارة الانقسام والتشظي، وبالتالي فقد شكلت هذه الدعوة او المبادرة نافذة أمل وبوابة للعبور نحو تحقيق السلام كونها جاءت من شخصية سياسية وبرلمانية وقبلية مرموقة تحظى باحترام وقبول مختلف الأطراف والتوجهات السياسية الاجتماعية في الساحة الوطنية.
ما نتمناه على الجميع أن لا تأخذهم العزة بالإثم فيتناسوا معاناة الشعب اليمني الذي لم يعد يحتمل مزيدا من المعاناة والمآسي والجوع والحرمان والتشرد داخل وخارج الوطن وأن يتلقفون هذه المبادرة و يمدوا أيديهم لبعض وان ينسون خلافاتهم السياسية جانبا من اجل الشعب ومن أجل الحفاظ على ماتبقى من أشلاء الوطن الذي أصبح قاب قوسين من التشظي والتفكك والتجزئة الفعلية لاسيما ونحن نشاهد خيوط تلك المؤامرات الساعية لتمزيق اليمن ومحو تاريخه وحاضره ومستقبله.
من المؤكد إن دعوة الفريق السامعي للمصالحة الوطنية لم تأت من باب المزايدة او تسجيل النقاط أو طلبا للشهرة فالرجل معروف بوطنيته ونبذه لكل بوادر الفرقة والانقسام ناهيكم عن سعيه الدؤوب لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء طالما وقد عرف بوطنيته واعتداله ووسطيته في طرح آرائه وتصوراته التي تصب دائما في خدمة الوطن والمواطن على الدوام.
وحتى لا أطيل واغرق في الحديث عن جوهر المبادرة وتطلعات صاحبها في رأب الصدع، لابد ان اشير الى ان طريق دعوة هذه الدعوة لن يكون معبدا ولا مفروشا بالورود فهناك أطراف داخلية وخارجية معروفة لا ترغب بحدوث أي تقارب او تصالح يمني يمني يخرج البلاد من دوامة العنف والصراع والتخندق والتمترس الحاصل اليوم ، وبالتالي هل تستطيع الأطراف اليمنية التحرر من روح الانتقام و عقدة الثأر وكذا التخلص من المؤثرات والضغوطات والاملاءات الخارجية، والالتفات إلى انين ومعاناة الشعب اليمني الذي ضاق ذرعا ، ولم يعد يأبه او يلتفت إلا لكيفية العثور على لقمة عيش يَسدُ بها رمق وجوع أبنائه.
فعلا إنها دعوة وطنية صادقة لا تحتاج إلا لرجال شرفاء غيورين على الوطن يتلقفون هذه الدعوة مُستَلهِمين في مساعيهم لتنفيذها قوله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) وقوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) وقوله تعالى ( وإن جنحوا لِلسَلم فاجنح لها وتوكل على الله ) صدق الله العظيم ، وهذه الآية الاخيرة لم تقتصر على الدعوة للسلام بين المسلمين والكفار فحسب وإنما هي دعوة عامة لتحقيق السلام وحقن الدماء فما بالنا ونحن اليمنيين إخوة تجمعنا كل عوامل التآخي والتآلف لنعيش في ارضنا وننعم بالامن والسلام مهما اختلفت آرائنا وتوجهاتنا لأن في الاختلاف رحمة وفي الخلاف نقمة وتشظي وزوال .
وقبل ان اختم اقترح على الشيخ الفريق سلطان السامعي البدء باتخاذ خطوات عملية للملمة الصفوف والسعي لتشكيل لجان يمنية لوضع التصورات المطلوبة لردم الهوة وتقريب وجهات النظر ومن ثم الدخول في مصالحة وطنية تضمن تحقيق المصالحة والعيش بأمن وسلام وسكينة واستقرار لكل افراد المجتمع.
|