أحمد الزبيري - ما كان حديث وتكهنات وتحليل يفسرها البعض بنظيرية المؤامرة أصبح اللعب فيها على المكشوف ويتحدث عنها المجنون ترامب بحضور نتنياهو في البيت الأبيض بوضوح وقح.
ما نعنيه هنا تهجير الفلسطينيين من وطنهم وتسليم أرضهم كعقارات وخاصة غزة ليبني فيها ترامب فنادق وأندية قمار وملاعب جولف، ولا ندري أندية قمار وملاعب جولف، ولا ندري إن كانت غزة بمساحتها الصغيرة ستتسع لأحلام تاجر العقارات الذي أصبح رئيساً لدولة تعتقد أنها الأعظم.
نتنياهو كان يستمع لهذا الجنون العنصري الفاشي الذي كان يعلنه ترامب أمام العالم أجمع بعقلية التابع المآزوم الخائب فانفرجت أساريره دون أن يخفي اندهاشه من ما سمع، وجاء الصدى من كيان العدو الصهيوني من أقصى التطرف إلى أقصى الليبرالية الأشكنازية مرحبين ومشككين، وترامب لا يدري أنه يرتكب جريمة تطهير عرقي ضد شعبٍ بكامله، متحدياً كل الشرائع السماوية والقوانين الأرضية والقيم الإنسانية غير مبالياً بذلك، إنها أمريكا ونخبتها المنحطة التي جاءت بهذا المعتوه إلى البيت الأبيض.
الشعب الفلسطيني الذي تحمل حرب الإبادة طوال أكثر من 15 شهر مقدماً تضحيات لا مثيل لها، وتحمل حروب عدوانية وحصار مطبق لأكثر من 18 عام وظل متمسكاً بأرضه لا يمكن أن يهزمه ترامب ولا نتنياهو ولا كل قوى البغي والطغيان والإجرام في هذا العالم.
ما يسمى بالمجتمع الدولي يدين ويستنكر، والعرب يصدرون بيانات بشكل منفرد وكأنهم أعجاز نخلٍ خاوية، لا يردون ولا يحتجون ولا يشجبون ولا يستنكرون إلا بخجل وإسقاط واجب وهذه كانت مضمون كل البيانات مع أن ترامب يكرر وقاحته وبإصرار عجيب مصر والأردن سيقبلون بتهجير الفلسطينيين، العجيب والغريب أن الملك عبدالله الثاني والرئيس السيسي يحضرون أنفسهم بفرح للقاء ترامب، وترامب يحضر نفسه بالتنسيق مع الكيان والنتن لفرض التهجير، ولا شك أن كل ما سيقوم به الملك عبدالله هو بتخفيف اللهجة من ترامب لتمرير الصفقة على الرأي العام كما قال المعتوه بحضور رئيس وزراء اليابان في مؤتمر صحفي أنه غير مستعجل ويبدو لي أن هذا الكلام كان بطلب من رئيسي النظامين العربيين المعنيين بالصفقة، وعلى ما يبدو أن اللهجة ستتخفف أكثر بعد أن يلتقي ملك الأردن بترامب وسترينا الأيام ما كان خافياً، وهذا مصيبة المصائب التي نعانيها منذُ أكثر من قرن، لقد صنعت بريطانيا والاستعمار الغربي لنا أنظمة وحدود ودول، وكانت اتفاقية سايكس بيكو ووعد بالفور التي لم تعد تلبي طموحات ترامب ولا الكيان الصهيوني، فسرطان الغدة يستشري في الجسد العربي، وعما قريب سيقضي عليه بالكامل. والعرب غائبين عما يحاك لهم والحالة تتكرر بعد أكثر من قرن ولا نملك إلا أن نقول يا أمة ضحكة من جهلها الأممُ.. ورحم الله أبو الطيب.
|