استطلاع/ عبدالرحمن الشيباني - حالة من الاحتقان والتذمر تسود المحافظات المحتلة من قبل تحالف العدوان ،جراء تفاقم الأوضاع الاقتصادية للمواطنين بشكل غير مسبوق، الأمر الذي أدى إلى إعلان برنامج تصعيدي من خلال عصيان مدني شامل ستشهده المحافظات عقب عيد الفطر كما تم الإعلان عنه مُؤخراً، ساحة العروض فى خور مكسر بمحافظة عدن كانت قد شهدت سابقاً تظاهرات حاشدة منُددة بالوضع المعيشي المتدهور، ومازال الوضع قابل للانفجار في أي وقت، جراء السياسة التي يتبعها التحالف، عبر أدواته في تعميق الأزمات، والتي أدت إلى ارتفاع نسب الفقر وانتشار البطالة، كما أدت إلى انتشار الجريمة والتفكك الأسري..
القيادي في الحراك الجنوبي، عبدالكريم سالم السعدي، كان قد أكد أن مناطق سيطرة التحالف في اليمن تعيش حالة انهيار شبه تام على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وازدادت تلك الحالة تدهورا بعد مخرجات مشاورات الرياض التي أنتجت فكرة ما سمي بمجلس القيادة و حكومات المحاصصة بين جماعاته.. لافتاً إلى أن" ما يجري في مناطق سيطرة التحالف والشرعية هو مشهد مؤلم يتسيَّده غياب تام للخدمات الضرورية في ظل غياب المحاسبة مع استمرار خلافات وصراعات التقاسم بين جماعات ما يسمى بمجلس القيادة واستمرار فسادها وعجزها وتطاولها على المال العام وعبثها.. أمر لم يعد مجدِ لمواجهة التحديات في هذه المناطق بعد حالة الجوع والمرض وغياب الأمن وضياع الحقوق والتي باتت العنوان الأبرز في هذه المناطق.. وأكد أن الحكومة التي يرأسها ثمانية رؤساء، لن تنجح في إنجاز أي عمل وسيستمر عنوانها الفشل..
هذا وتشهد المحافظات المحتلة وفي مقدمتها عدن تظاهرات شعبية باستمرار، تنديداً بالانقطاع الكلي لخدمة الكهرباء، وعمد المتظاهرون إلى قطع الطرق وإحراق إطارات السيارات، منددين بأداء حكومة التحالف وعجزها عن توفير الخدمات وأهمها الكهرباء التي يصل انقطاعها إلى أكثر من 18 ساعة في اليوم..
إلهاء الجماهير
في هذا الشأن المحلل السياسي سمير المسني يصف الأوضاع في المحافظات الجنوبية بالكارثي وأن ما يحدث هناك هدفه اذلال الناس بشكل واضح حيث يقول : "اصبحت الاوضاع في المحافظات الجنوبية كارثية بكل المقاييس وتفاقمت معاناة المواطنين هناك الى درجة غير مسبوقة بسبب سيناريو قطبي التحالف ( الإمارات والسعودية ) وقوى الاستكبار العالمي لتقسيم تلك المحافظات لغرض السيطرة عليها واذلال شعبنا في الداخل من خلال إلهاء جماهيرنا عن الثوابت والسيادة الوطنية عبر منظومة من الأزمات المفتعلة والتي تمس الاحتياجات المعيشية..
شظف العيش
إن انسداد الأفق السياسي والصراع البيني الدائر بين مختلف التشكيلات السياسية والعسكرية في المحافظات الجنوبية والذي تتحكم به الأطراف الإقليمية والدولية وتداعيات ذلك الصراع قد افضت إلى اختلالات كبيرة في منظومة المسار الاقتصادي وانعكس سلباً على القدرة الشرائية لقطاع واسع في المحافظات الجنوبية وأصبح المواطنين يكابدون شظف العيش بصورة مروعة..
ولفت المسني إلى: "أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتجاوز سعر صرف الدولار حاجز الـ ٢٤٠٠ ريال واختفاء السلع الأساسية من السوق بالإضافة إلى ازمة الغاز الحالية ( والتي دفعت بالمواطنين هناك إلى استخدام الحطب ) كل تلك الأزمات ( ناهيك عن الانفلات الأمني ) ماهي إلا نتاج طبيعي لمخططات القوى الاقليمية وصورة أولية للأوضاع المأساوية التي يعيشها مواطنونا في المحافظات الجنوبية المحتلة..
إخفاقات متوالية
إن تردي الأوضاع الاقتصادية بهذا الشكل المتسارع والمستمر وحملات التجويع الممنهجة ضد شعبنا مؤشرات خطيرة لانهيار اقتصادي شامل في تلك المحافظات والذي بالضرورة أدى إلى تقسيم المجتمع وتفكيك النسيج المجتمعي وخلق ارضية خصبة لبروز عصابات السطو المسلحة وزيادة معدلات الجريمة..
ووجه المسني رسالة فى ختام حديثه قائلاً: "إن الحلول لمواجهة تلك الاخفاقات لا تكمن في الخروج الشعبي لغرض إصلاح المسار الاقتصادي والذي لن يتوقف بكل تأكيد بل سوف تتصاعد وتيرته، بل أن الحل يكمن في توحيد الصف وتنظيم العمل السياسي والإعلامي والدفع بعملنا ليرتقي إلى مرحلة أكثر نضوجٱ والبدء بثورة مسلحة تطيح بمراكز العملاء والخيانة في الداخل والقوى الإقليمية المتنفذة وقوى الاستكبار العالمي ما لم فإننا متجهون نحو نفق مظلم وأوضاع أكثر كارثية..
أزمات تتفاقم
الكاتب الصحفي عبدالرقيب البليط أكد على أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المناطق والمدن والجزر اليمنية المحتلة من قبل تحالف العدوان السعو إماراتي وأدواتهم وعملائهم فقد وصلت إلى حد كبير من التدهور الأمني والاقتصادي وتهاوي العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية كالدولار والسعودي وغيرها من العملات الأخرى.. مشيراً إلى ان "كل يوم يمر تتفاقم فيه الأزمات الاقتصادية والمعيشية والخدماتية والصحية والتعليمية والبيئية والاجتماعية والثقافية وفي المجالات المختلفة كل ذلك بسبب تحالف العدوان وأدواتهم وعملائهم والذين ينتهجون سياسة الإجرام والخراب والتدمير والاحتلال والاستعمار ونهب الثروات المختلفة في كل تلك المناطق والمدن والجزر اليمنية المحتلة..
نهب الثروات
ما يسمى بالمجلس الرئاسي وحكومة الشرعية الزائفة والذين هم مجرد أدوات وعملاء لدول إقليمية ودولية يعيشون في السعودية والإمارات وقطر وتركيا ومصر وبريطانيا وأمريكا يقومون بأخذ الأموال التي تحول لهم بالدولار إلى الخارج لشراء الفلل والأراضي والعمارات والبيوت والمدن السكنية والشركات التجارية والاستثمارية في العديد من تلك الدول كما قاموا أيضاً بطباعة عملة يمنية مزورة أي بدون غطاء والتي يتم تداولها في المحافظات اليمنية المحتلة بما تسمى بالقعيطي الأمر الذي أفقدها قيمتها أمام العملات الأجنبية كالدولار والسعودي وغيرها وأدى إلى تدهورها كذلك نهبهم للثروات كالغاز والنفط في مأرب وشبوة وحضرموت وبيعه في الدول الأفريقية وغيرها وتقاسم عائداته فيما بينهم وما يقومون في بيعه داخلياً وبأسعار مرتفعة وعبر الأسواق السوداء بأسعار تفوق الخيال بمعنى استخدموا هذه الثروات المختلفة كأنها أملاك خاصة بهم وليست ملكاً لليمن وشعبها، بما فيها الثروة السمكية والمعدنية الأخرى..
تدمير ممنهج
كل هذا في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون أشد المعاناة جراء تفاقم الأوضاع الأمنية والأزمات الاقتصادية والمعيشية والخدماتية والصحية والبيئية والاجتماعية لأن تلك الميليشيات (الإصلاح والانتقالي )الانفصالي وغيرها من الفصائل تقوم بتنفيذ سياسة تدميرية تخريبية إجرامية عدوانية ضد اليمن وشعبها وشرعنة للاحتلال والاستعمار ونهب الثروات المختلفة وخدمة لمصالحهم الذاتية والسياسية الخاصة بهم وبتحالف العدوان..
وتساءل البليط في ختام حديثه بالقول: "كيف تنتظر من هؤلاء أن يعملوا حلولا لكل تلك الأزمات الاقتصادية والمعيشية والخدماتية وغيرها وهم من تسببوا فيها؟ لذلك ينطبق عليهم المثل اليمني القائل اليد التي تبني لا يمكن لها أن تهدم بينما اليد التي تهدم لا يمكن لها أن تبني..
أزمات حادة
بدوره يشير المحلل السياسي نائف حيدان إلى أن مواطني المحافظات المحتلة يعانون من أزمة اقتصادية حادة، بخلاف ما يعيشه المواطنون في المحافظات المحررة..
وقال : "يعكس ذلك حجم الفساد والإجرام التي ترتكبه حكومة الفنادق بحق المواطنين، رغم تحالف دول العدوان معهم ودعمهم، ولكن قيادات المرتزقة لديهم مشاريعهم الخاصة ولا يحملون مشروع وطن وشعب كما يدعون..
ودعا حيدان المواطنون هناك" ان يتحدوا لما فيه أمنهم واستقرارهم، وألا يستمعوا لإشاعات تحالف العدوان بأن الوضع الأمني والمعيشي في صنعاء سيئ وغير ذلك من الأكاذيب، عليهم أن يشكلوا انتفاضة شعبية عارمة لطرد الاحتلال ومرتزقتهم من مناطقهم..
وقال حيدان : إن تحالف العدوان ومرتزقتهم يحاولون بشتى الطرق أن يجدوا ولو حتى ثغرة في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى ليصورون للإخوة بالمحافظات المحتلة بأن الحوثي يعمل ويعمل، ولكن بفضل الله وبفضل قيادتنا الثورية والسياسية الأوضاع الأمنية والمعيشية لا بأس بها، لا يوجد ارتفاع ولعب بالعملات، والرواتب تصرف حسب القرار الأخير لقيادتنا بصرف نصف راتب شهرياً بينما في المحافظات المحتلة منقطعة رواتبهم، ويعانون ارتفاع بأسعار العملات والمواد الغذائية والمعيشية..
ويضيف بالقول : بهذه المفارقات البسيطة يستطيعون التمييز بين الحق والباطل إن عميت أبصارهم ولم يكونوا قد ميزوا من قبل..
أداة هدم
الناشط السياسي جمال الزامكي يعزو ما يجري في المحافظات المحتلة من تدهور معيشي وانفلات امني لسياسات الاحتلال السعودي والإماراتي وهي نتيجة طبيعة لاي احتلال الذي لا يمكن له ان يبني أي بلد فيقول :"المحتل أكان عربياً أم أجنبياً لا يأتي إلى بلاد لكي يبنيها او لكي يجعل اهلها يعيشون في رفاهية فالمحتل جاء لكي يهدم ويدمر ويقتل وينتهك الاعراض ويطمس الثقافة وهذه هي ثقافة وطبيعة المحتل أين ما وجد ،ويفترض على إخواننا في مناطقنا المحتلة ان يعتبروا من الاحتلال الصهيوانجلوامريكي في العراق وافغانستان والصومال وفي فلسطين وفي كل مكان دخلته جيوش الاحتلال، لكن وللأسف انخدع إخواننا هناك بسبب تواطؤ بعض قيادات محلية عميلة وكذلك التحريض الإعلامي وثقافة الكراهية التي تهدف إلى تمزيق النسيج المجتمعي واستهدفت بسلوكيات غير وطنية بهدف ضرب الوحدة اليمنية. انه استهداف ممنهج، كما اسلفت ،إلى جانب التحريض الإعلامي والسياسي شكلت في مجموعها كل تلك المواقف الخاطئة والثقافية المشوهة وهي من سهلت للمحتل أن يأتي لكي يحتل الأرض وينهب الثروات ويعبث بالبلاد والعباد..
مخططات ومشاريع
هناك تعقيد وقتل ممنهج وموت بطيئ وهناك محاولات لفرض طبقة برجوازية متخمة وطبقة مسحوقة حتى يزداد المواطن جوعاً وفقراً ولكي يستطيع المحتل ترويضه وفرض ما يريده من مخططات ومشاريع مقابل أن يحصل على ما يسد جوعه..
وأضاف الزامكي : "نحن على تواصل بالأقارب والأصدقاء هناك ونعرف المدى الذي وصلت إليه اوضاعهم، فهناك معاناة غير عادية ،حتى أن بعض الأسر لم تعد تمتلك ابسط متطلبات العيش في شهر رمضان أو غيره حيث تعود ابناء تلك المحافظات استقبال رمضان بتوفير متطلباته، واليوم هناك أسر تمد يدها للسؤال بل وتبحث عن فضلات الطعام في أكياس القمامة.. هناك قرارات ارتجالية هدفها امتصاص غضب الناس فقط لا غير، فالمحتل والعميل لا يهتم بمثل تلك الجوانب المعيشية والاقتصادية لأحد فهم لديهم الأموال التي ينهبونها من عائدات الثروات والشعب يتضور جوعاً.. لا نستطيع وصف حالة الناس هناك إلا بالكارثي و المأساوي بكل ما تعنيه الكلمة.
|