د. ربيع شاكر -
السلام الحقيقي ليس هدنة بين الحروب، بل وعياً جماعياً بأن القوة ليست في السلاح، بل في العدل، وأن الأمن لا يولد بالخوف، بل بالثقة، وأن العالم لا يحتاج إلى مزيد من الحدود، بل إلى مزيد من القلوب التي تؤمن بأن الحياة تتسع للجميع..
السلام ليس غياب الحرب، بل غياب الخوف الذي يولّدها.. إنه لحظة يتصالح فيها الإنسان مع ذاته، فتسقط الأسلحة من الأيدي لأنها لم تعد تجد سبباً للوجود، ويتحدث الصمت لغة الطمأنينة بدل أن يكون مقدمة لانفجار جديد.. السلام هو إدراك عميق بأن الأمان لا يُفرَض بالقوة، بل يولَد من العدل، وأن العالم لن يستقر حتى يؤمن الجميع بأن النجاة ليست فردية، بل مشترَكة..
السلام هو أن تبلغ الإنسانية مرحلة من النضج تدرك فيها أن الحروب ليست سوى مرآة تعكس صراعاتها الداخلية، وأن العدو الحقيقي لم يكن يوماً الآخر، بل الخوف المتجذّر في القلوب..
إنه لحظة وعي جماعي، حين يدرك الإنسان أن الطمأنينة لا تأتي من الانتصار على أحد، بل من التصالح مع كل شيء، وحين تفهم البشرية أن القوة الحقيقية ليست في القدرة على التدمير، بل في الشجاعة على البناء بلا خوف، والحب بلا قيد، والعدل بلا استثناء.