ابراهيم العشماوي - هل حققت الهجمات والغارات الأمريكية ضد جماعة الحوثى فى اليمن أهدافها أم أن واشنطن دخلت فى مستنقع صعب وستجد نفسها عالقة فى صراع طويل ومعقد يزيد من معاناة اليمنيين؟.
رغم التصريحات الأمريكية عن تأثير الضربات على الحوثيين واغتيال بعض قادتهم دون تسميتهم وإضعاف قدراتهم على مهاجمة السفن فإن الواقع ينفى ذلك، فالقيادات الحوثية الكبيرة لا تزال فى مأمن ويستطيعون القيام بعمليات مباغتة ضد السفن الحربية، كما تدوى صفارات الإنذار فى تل أبيب فضلاً عن أن التكلفة التقديرية للحرب الأمريكية مرتفعة.
واشنطن تواجه تحديات كبيرة فى اليمن منها التضاريس الجبلية الوعرة لا سيما فى صعدة ومحيط صنعاء، الضربات الأمريكية ضد الحوثيين جزء من الصراع الأوسع مع إيران وواشنطن ولا تعنيهم الحرب الأهلية اليمنية وتنتظر التوصل عبر مفاوضات إلى اتفاق بشأن البرنامج النووى الإيراني، وحتى يتم ذلك يدفع المدنيون اليمنيون الثمن الأكبر لهذه الصراعات ويتم تدمير البنية التحتية المتهالكة أصلاً بسبب حرب تسببت فى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية المعاصرة، وأرقام الأمم المتحدة مفزعة، فهناك 18.2 مليون يمنى بحاجة إلى مساعدات إنسانية، و17.6 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و4.5 مليون نازح داخلي، و55% فقط من المرافق الصحية ما زالت تعمل.
إن استمرار الهجمات ربما لا يحقق أهداف واشنطن الإستراتيجية، بل يورطها أكثر فى صراع معقد ومتعدد الأطراف، تتداخل فيه الجغرافيا والسياسة والدين والمصالح الإقليمية، بينما يبقى المواطن اليمنى الضحية الكبرى لهذا المشهد الدموى المحزن.
معالجة أسباب الصراع فى اليمن أجدى وفى مقدمته حل الأزمة الداخلية ومساعدة الأطراف على الجلوس إلى طاولة مفاوضات وتحقيق السلام ووقف العدوان الإسرائيلى على غزة.
|