الميثاق نت - صنعاء- بليغ الحطابي ‬: -
تشهد محافظة حضرموت تطورات متسارعة وتصعيد قبلي وعسكري وتحشيد من كل الأطراف المحسوبة على دولتي العدوان الإمارات والسعودية في اطار صراعهما على المحافظات الغنية بالثروات النفطية والمعدنية..تطور الامر الى اعلان حلف قبائل حضرموت والمؤتمر الجامع لورقة الحكم الذاتي لحضرموت وحقها في السلطة والثروة..
وتزايدت المؤشرات الى احتمالات اندلاع مواجهة مسلحة، بين حلف ااقبائل ومايسمى بالمجلس الانتقالي، الذي يقود تصعيدا آخر مناهضا لمايطالب به القبائل،والمؤتمر الجامع، خاصة مع إعلان الاخير – المدعوم سعودياً – تشكيل قوة عسكرية وأمنية من ابناء حضؤموت خاصة تحت مسمى “قوات حماية حضرموت”، ما قد يجرّ المحافظة إلى جولة جديدة من الصراع والفوضى.

وتتزايد مخاوف الانفجار الوشيك مع تصريحات سابقة لعيدروس الزبيدي بعودة نحو "٣٠٠"عنصر من تنظيم القاعدة في حال لم يخضع حلف القبائل للحوار الذي دعاه الزبيدي..مايعني ان الامارات ستدعم عودة تنظيم القاعدة ماينبئ بمشهظ سوداوي لحضرموت .. سيما بعد اخبار عن تحشيد للمجلس الانتقالي لقرابة (٢٥٠٠)عنصر مسلح من محافظتي لحج والضالع الى ساحل حضرموت لتنظيم فعالية في ذات المكان الذي اعلن عنه حلف القبائل تنظيم احتفالية له في 24ابريل الجاري.

جدل.. ومخاوف..

وعودا الى مخرجات ما عُرف باسم لقاء حضرموت، الذي نظمه حلف قبائل حضرموت، السبت قبل الماضي،فقد اثار جدلاً سياسيًا ومخاوف من أن تفتح دعوة الحلف للحكم الذاتي للمحافظة، بابًا لدعوات ومشاريع التفتيت، الذي بات يتهدد مستقبل البلاد؛ لا سيما وأن مثل هذه الدعوة لم تعد مقتصرة على محافظة حضرموت؛ إذ سبق وتم الإعلان عنها في محافظة أرخبيل سقطرى وغيرها؛ في واقع تتعدد فيه السلطات في البلاد المستعرة بحرب منذ 2015.

تحركات في شبوة..

وعلى ذات المنوال كشفت مصادر عن تحركات مكثفة بالعاصمة السعودية الرياض لدفع الموالين لها في محافظة شبوة نحو إعلان “الحكم الذاتي” في سيناريو يشبه ما حدث في حضرموت مطلع الأسبوع الماضي.
ونقلت المصادر أن هناك تنسيقات سعودية تسعى لإعادة شخصيات عسكرية واجتماعية موالية للإصلاح “لم تذكر الأسماء” إلى المشهد المحلي في شبوة عقب اقصائها خلال السنوات الماضية من قبل المحافظ التابع للإمارات عوض الوزير الذي يقيم بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.عبر المكونات المحلية التي انشأتها الرياض لتوحيد الجهود بين ما يسمى “مجلس شبوة الوطني العام” وتحالف قبائل شبوة”

وأوضحت أن مطالب أبناء شبوة تتمحور حول تحقيق الخدمات التنموية من عائدات الثروة المحلية بعيدا عن ما أسمتها “القيادات الفاسدة” ووضع حد للفوضى الأمنية، وانهاء الوصاية الخارجية على مقدرات المحافظة، في إشارة واضحة إلى الإمارات.

تحول مفاجئ..

ويرى مراقبون محليون بان تتجه شبوة للتحول المفاجئ غير المتوقع جراء المعاناة التي يشهدها المواطنين وسط انعدام وانهيار الخدمات الأساسية والفوضى الأمنية التي تفتك بالمحافظة،

انفجار وشيك..

فحضرموت تشهد اليوم حالة من الاحتقان والتوتر المتصاعد بدأ قبل نحو ستة اشهر في ظل صراع النفوذ بين أدوات العدوان الإماراتي والسعودي، وسط تلويح ما يسمى المجلس الانتقالي بإشعال فتيل مواجهة مسلحة تهدد الاستقرار في المنطقة.. فيماأصدرت ما تُسمّى بـ”المقاومة الجنوبية في حضرموت”، الذراع العسكرية للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، بياناً أكدت فيه استعدادها للتصدي لما وصفته بـ”التحركات المشبوهة” التي تهدد مديريات الساحل، في إشارة إلى تحركات موالية للسعودية داخل المحافظة.
وكانت زيارة المرتزق الزبيدي، رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي، إلى المكلا خلال رمضان قد فجّرت خلافاً علنياً، إذ شنّ هجوماً على قيادة حلف حضرموت، ليرد عليه بن حبريش بوصف الزبيدي بأنه “أداة بيد أسرة صالح” بحسب ما نشر، ما يكشف عمق الصراع والتنافس بين فصائل العدوان داخل المحافظة.

في المقابل، سارعت اللجنة الأمنية في حضرموت إلى عقد اجتماع طارئ برئاسة المحافظ المعيّن من العدوان مبخوت بن ماضي، وبحضور القيادات العسكرية والأمنية في الساحل والوادي، حيث أصدرت تحذيراً شديد اللهجة من أي تجاوزات تهدد الأمن، متوعدة برد صارم وفق القانون.

شرعيةفاسدة..

سلبية ماسمي بالشرعية إزاء ما يجري في حضرموت تعود إلى قلّة وسائلها في مواجهة القوى المحلية الناشئة المستندة إلى نفوذ القبائل وقدراتها البشرية والمادية. حسب مايراه محللون، فكثيرا ما توجّهت الانتقادات صوب مايسمى بالسلطة الشرعية وحكومتها وفسادها الكبير بسبب سلبيتها إزاء الارتخاء التدريجي لسيطرتها على أجزاء من محافظة حضرموت جرّاء تزايد نفوذ القبائل وتشكيلها سلطة موازية تنازع الحكومة اختصاصاتها في إدارة الثروات الطبيعية والتحكّم بمواضع إنتاجها ومسالك نقلها إلى وجهات التحويل والتسويق والاستغلال.

شرعية للانفصال..

ويقول متابعون للشأن اليمني إنّ سلبية الشرعية إزاء ما يجري في حضرموت تعود إلى سياسة ممنهجة تتبعها الشرعية وتقوم على إفساح المجال لإنشاء المزيد من الكيانات السياسية والاجتماعية والقبلية لمعادلة نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت مستدلّين على هذا الرأي بأن الشرعية بحدّ ذاتها شاركت بشكل مباشر في إنشاء أحد تلك الكيانات متمثّلا بمجلس حضرموت الوطني.فضلا عن الاعتراف بماسمي حلف القبائل والمؤتمر الجامع والتعامل مع مايرفعه من مطالب وشعارات. وان كانت خارجة عن الارادة الجمعية والدستور والقوانين النافذة.


المسؤول عن الازمة..

وامتصاصا للازمة المتصاعدة في حضرموت اصدر مايسمى بالمجلس الرئاسي، الذي ظل متفرجا طيلة الاشهر الستة الماضية، ماتزعم انها خطة لتطبيع الاوضاع في المحافظة حضرموت تبدا باجراء اصلاحات، وتضمنت المطالب الخدمية لابنائها التي تبناها حلف القبائل والمؤتمر الجامع،.. بيد ان كثير من ابناء المحافظة الغنية،يؤكدون ان العبرة بالنتائج،والواقع،.. حيث طرحت مطالب خدمية في الكهرباء والصحة والتعليم امام مجلس الثمانية، لكنه تجاهلها ولم يعرها انتباهه.كما يقول احد قيادات الحلف القبلي.

غياب الرؤية والدولة..

من جهته قال الناشط السياسي احمد الطهيف ان غياب الدولة والرؤية السياسية ادت الى صناعة هذه الازمة وكثير من الازمات المتفرعة، وانشاء كيانات مناطقية وفئوية وجهوية وزيادة التعقيدات في المشهد اليمني،
ويضيف كما ان غياب الرؤية الواقعية لحضرموت جعلها في واجهة الصراع المحتدم بين الانتقالي وقبائل حصرموت وداعميهما من دول الجوار وهو يعكس مستوى الصراع داخل مجلس الثمانية،.
مايجعل كل طرف يستخدم حضرموت ومطالب ابنائها ورقة ضغط داخل المجلس او في تقسيم مناطق النفوذ والثروة.
مايؤكد ان المجلس يحمل مشروعين متضادين.
مؤكدا ان الاستقرار لايكون الا في ظل دولة مستقرة ولاتتحقق المكالب الا في دولة واحدة مستقرة.وهو مالايستقيم مع الوضع المنزق الذي تشهده البلاد اليوم ومنذ 2015م.

مطالب شعبية..

وتعليقا على اعلان حضرموت للحكم الذاتي فيرى الناطق باسم حلف القبائل الحضرمية الكعش سالم السعيدي ان الاعلان هو مطلب شعبي حضرمي بمثابة استفتاء ولامناص من تحقيقه بحكم الصراع الدائر في اليمن منذ سنوات.
ويضيف بقوله أن تحقيق الحكم الذاتي لحضرموت سيقوي وجود الدوله اليمنيه العادله.

ويؤكد السعيدي في سياق حديثه ل"الميثاق" ان حضرموت لم تكن جزءا من اي مشروع انفصال سابقا ماقبل 19967 أو بعد 1990 ولافيما بعد..
لكن النظرة القاصرة تجاه حضرموت عنوه من قبل الجبهة القومية سابقا وايضا الحكومات اللاحقه.واعتبارها فقط منطقة كسب وثروات، دون مشاركة عادله وفاعلة للحضارم.فهذا ماولد حالة من الاختقان والمظلومية واجماع بضرورة الاتجاه نحو الاستقلال و الحكم الذاتي، كبداية ومنطلق لبقية المحافظات في اطارالدولة اليمنية.

مؤامرة الجوار..

وفي اتجاه مخالف ومغاير لرأي السعيدي يرى الامين العام لحزب جبهة التحرير عضو المجلس الاعلى لاحزاب التحالف الوطني الديمقراطي خالد جيوب الردفاني ان الاعلان جاء متناغما ومنسجما عن تلك المؤامرات التي تحاك ضد الوحدة اليمنية منذ اعلانها في 22مايو 1990م .فنحن نعلم تلك الدول التي حاولت اجهاض اعادة قيام الوحدة ، ونعلم من الذين يقفون خلف مخططات إعادة الانفصال منذ الايام الاولى لقيام الوحدة اليمنية.

انتصار الارادة..

ويضيف: ومن وجهة نظري الشخصية فإن اعلان الحكم الذاتي في حضرموت قد خلق ميتا ولن بكتب له النجاح مهما بذلت تلك الدول من مال وحاولت زرع الفرقة والشقاق بين ابناء اليمن سواء ببن ابناء حضرموت او غيرها من المحافظات لان الارادة اليمنية الجامعة هي التي تنتصر دائما على كل المؤامرات عبر التاريخ .

مبينا ان هذا الاعلان المشوه كفقاعة صابون لا اصل له ولامشروعية ولا حاضنة شعبية ولامسوغ قانوني او دستوري ولا إرادة دولية من خلال القرارات الاممية التي كلها تؤيد الوحدة اليمنية، وبقاء اليمن موحدا.

صراعات متعددة..
ويشير الى ان تلك الخطوة قد تقود هذا التحالف الى الدخول في صراعات متعددة سواءا عبر ادواته ومرتزقته او مباشرة تهدف الى تمزيق اليمن الى اشلاء وهذه الصراعات المراد اشعالها وإذكاء جذوتها لن تتوقف بين الفصائل المختلفة والمتعددة في حضرموت من الهبة الحضرمية وغيرها بل سوف تنتقل حمى الصراعات الى غيرها من المحافظات عملا بمقولة فرق تسد.

ويؤكد امين عام حزب جبهة التحرير على ضرورة احياء روح التضامن بين كل الخيرين والشرفاء والوحدويين في بلادنا سواء كانوا احزاب او تنظيمات ومكونات سياسة او وجاهات يمنية فاعلة من اجل مواجهة هذه المخططات واحباطها .
فالاتحاد قوة والتفرق ضعف وهوان وتشظي.. على الجميع ان يتناسى الخلافات السياسية وفتح صفحة جديدة عنوانها اليمن فوق الجميع.

ممارسات انفصالية..

بينما اعتبر الاخ جمال فضل صائل الردفاني عضواللجنه الدائمه الرئيسيه عضو مجلس الشورى، اعلان الحكم الذاتي لحضرموت ناتج عن الممارسات المناطقيه والتغذية الانفصالية التي تعيشها المحافظات الجنوبيه من قبل فصيل الانتقالي، حيث تمارس كل انواع البلطجة والعنجهية والسيطره على ابناء عدن وابين وغيرها واخيرا على حضرموت من قبل المدعو عيدروس الزبيدي وجماعته المتنفذه باسم الجنوب وهم بلا اساس ولامشروعيه ولاحاضنه، يخدموا المشروع السعودي الاماراتي لتفكيك وتقسيم المحافظات الحنوبية واليمن عموما..
مشددا على ضرورة تدخل صنعاء وحكومتها في وقف تلك الممارسات العبثية الهادفة الى تقاسم اليمن، عبر تكثيف الجهود لمراسلة دول العالم وشرح ماتقوم به السعودية والامارات في اليمن.. مع استخدام رسائل التهديد لهما باستخدام القوة.
كنا ندعوا الى تفعيل ابناء المحافظات الجنوبيه في صنعاءواعطائهم الدعم المادي والمعنوي بمايمكنهم من لعب دور كبير في وحدة الصف الداخلي والحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي، والاسهام في العمل على وضع معالجات واقعية وموضوعية للاشكاليات القائمة في كل محافظة دون الاقصاءوالتهميش.

مشهد خطير..

وفي سياق حديثه اكد الاخ الشيخ عبدالجبار المقطري وهو احد الشخصيات الاجتماعية والسياسية في محافظة لحج
ان المشهد يحتاج الى قراءة فاحصة لكل تداعياته ومايمكن ان يترتب عليه، انطلاقا من كونه تطور خطير على السياق الوطني..
وبالتالي حسب قول المقطري من اللازم و الضروري كبح هذا التدخل الخطير لدول الامارات والسعودية وغيرهما في الشأن اليمني بكل وسيله من الوسائل التي تتناسب مع مستوى ارتفاع درجة مخاطر هذه المؤامرات لتقسيم اليمن .والتي لا يمكن للشعب اليمني ان يتحملها وهو كفيل بالقيام بتخفيضها الى ادني مستوي ممكن.

ويضيف الشيخ المقطري "ندرك جيدا بان اخواننا في حضرموت هم اكبر من ان ينجروا وراء مؤامرات تلك المستعمرات الصهيونيه . و كذلك هم قادرون على افشال تلك المخططات التي تسعى لتقسيم الوطن والانسان .
ويؤكد على ضرورة انهاء حالة الاحتقان والعمل على عدم انزلاق المحافظة لاتون صراع لايحمد عقباه.

خلاصة..

وفيما يرى مراقبون ان الوضع الذي تعاني منه المحافظات المحتلة سيء للغاية بفعل شرعية الفنادق وفسادها الذي جابت روائحه المنتنة دول العالم. الا ان المخرج ليس في التشظي،و التفكك، وانشاء كيانات انفصالية وانعزالية.
مؤكدين ان مايحدث هو مشروع فوضى»، لان ذلك لن يؤدي إلى عودة الدولتين كما يروج له الانفصاليون»،في ااشمال والجنوب،بل «سيفضي إلى تدمير ما تبقى من الدولة اليمنية القائمة»..

وأردفوا : «إن تقسيم اليمن إلى كانتونات متناحرة أو دويلات صغيرة لن يجلب الأمن ولا التنمية؛ بل يعيدنا إلى دوامات صراع جديدة، ويترك الباب مفتوحاً أمام التدخلات الخارجية، والعبث بمصير أجيال كاملة».

مستقبل مجهول..

وفي خضم التجاذبات والاستعراضات الشعبية لطرفي الصراع والاستعداد لتحشيدات بالمسلحين التي سبقتها لغة تصعيد لايمكن التنبؤ بما سيحدث في الايام المقبلة وبمستقبل حضرموت والى اي مدى ستمكنها هذه التطورات من تنفيذ مطالب ابنائها او اقامة حكمها الذاتي وادرة شؤونها او انها ستدخل في صراع لانهاية له لا يخدم الا دول الاقليم.