حسن أحمد الهيج* - هناك سؤال يتردد دائماً وبإلحاح شديد حيناً، وينحى أحياناً كثيرة جداً ومثيرة أيضاً كمطلبٍ شعبي جماهيري وسياسي وكاستحقاق وطني لعموم جماهير الشعب كل الشعب شماله الى جنوبه وشرقه لغربه؛ الوحدة الوحدة كحق وطني أسري إرثي حضاري مُكتسَب لعموم الوطن أرضاً وإنساناً مُعمَّد بوحدة التراب والعرض الواحد والأرض والدين الواحد للأمة والتاريخ، ودماء الشهداء وقوة المطلب والحق العادل لكل فئات اليمنيين؛ فيوم الثاني والعشرون من مايو 1990م كان بحق يوماً يمانياً أصيلاً طاول النجوم الزهر وأغرى أمم وشعوب العالم كل العالم؛ يوماً صنعنا فيه التاريخ واختص بنا تفرُّده وامتطى صهوة المجد ونال ما لم تنله الأنجم من سمو، وفخرنا به وحُقَّ لنا أن نفخر واستحققنا به أسمى معاني التقدير والاحترام والتبجيل ليس للمعنى وحده فحسب، ولكن للإرادة التي صنعتها والعزائم التي استهوتها.. فطُوبى للصُنَّاع، وألف طُوبى للوحدة خالدةً مدى التاريخ، شامخةً على شموس العصر، ساطعةً على كل العالم، وارفةَ الظلال على كل ربوع الوطن، خالدةً مدى التاريخ، أخلاقاً تجدّد في دمائنا إرثاً أصيلاً تكتسبه الأجيال امتداداً لحضارات كتبتها أقلام، وصِيغَت بماء الذهب، استنارت من جذوتها كل حضارات العالم كمرجع لكل بديع من مدهشات كل العصور.. واليوم وعلى مدى ثلاثة عقود من الزمن ونصف تتكرر ذكرى الوحدة بنحابة وأخلاق صُنَّاع يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م كإطلالة تكتنفها التحدّيات الوضيعة والمؤامرات الدنيئة والحاقدة على اليمانيين خصوصاً، والعروبة والإسلام عموماً، كون الوحدة مثَّلث فجراً ومَطلَعاً صادقاً للوحدة العربية والإسلامية كأساس متين تُبنى عليه وحدة قومية عربية وإسلامية تعيد لكل عربي ومسلم اعتباره ومجده التليد وسؤدده الأثيل.. فهل نحن على إدراك، وهل نحن أهلٌ للمسئولية وحثّ الهمم وشحذ القوى واستلهام مجد تليد من خطر المؤامرات وحبك الدسائس والنيل من شرف وعز وكرامة اليمانيين في ربوع الوطن.. فالحذر الحذر.. والله المستعان.
*عضو اللجنة العامة للمؤتمر
|