حسن عبد الوارث -
•• مايحدث في الساحة الثقافية المصرية دائما ينعكس بالضرورة على كل الساحات العربية، ولو بدرجات متفاوتة .
والحق أن الاحداث المصرية تؤثر دائماً في الساحات العربية عموماً، ليس ثقافياً فحسب، إنما على كل الأصعدة، والسياسية منها بالذات، غير أن المضر في هذه الظاهرة أن العرب يتأثرون بالاحداث السيئة أكثر من تفاعلهم مع الاحداث الطيبة .. أو بمعنى أدق : إذا قُمعت الحريات أو صودرت الكتب أو قُهرت الصحافة في مصر، فإن عدوى القمع وجرثومة المصادرة وفيروس القهر يعم كل بلاد العرب من المحيط إلى الخليج .. حتى في بيروت التي ظلت خيمة الحرية لعقود عديدة!!
والحكومات العربية تتخذ الحالة المصرية مثالاً ثابتاً أو أنموذجاً مقدساً في كل ما يتصل بالافعال الضارة بالديمقرطية فقط .. أما فيما يتعلق بدفع الممارسة الديمقراطية إلى الامام، فلا ثمة مثال ولا أنموذج يحتذى به، لا في مصر ولا في هونولولو! .. بالرغم من أن تاريخ التجربة الديمقراطية المصرية وسجل الحريات العامة والابداعية في ارض الكنانة أكثر طولاً وعرضاً وعمقاًمن تاريخ القهر وسجل القمع وتراث المصادرة .. غير أن الحكومات العربية أكثر ميلاً إلى أدوات العصر الحجري، فالهراوة مازالت لها الأسبقية على القنديل!
وإذا كانت قيادات الديوان السياسي والإدارة الثقافية والاعلامية في مصر أكدت جميعها على أن الرقابة هناك لاتسري إلاَّ على حالتين فقط: الإساءة إلى الاديان وخدش الحياء العام .. فإن الرقابة في جل - إن لم يكن كل - البلاد العربية تسري على عشرات وربما مئات الحالات .. وقد يأتي يوم، إذا قال فيه الكاتب ان التفاحة «حمراء» يُتهم بأنه «شيوعي» .. وإذا زعم ان البرتقالة «صفراء» فإنه «إخواني» .. وإذا تحدث عن الحقول «الخضراء» قيل أنه عميل للعقيد القذافي!!
[email protected]