موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مسيرة مليونية بصنعاء تأكيداً على ثبات الموقف مع غزة - ممثّلو الفصائل والحركات الفلسطينية في صنعاء لـ"الميثاق" : - ممثّلو الفصائل والحركات الفلسطينية في صنعاء لـ"الميثاق" : - بعمليات نوعية.. استهداف 3 سفن اسرائيلية ويونانية - رؤساءفروع المؤتمربالخارج لـ" الميثاق":الشعب والتاريخ لن يرحما من يفرّط بالوحدةاليمنية - الأرصاد يكشف عن توقعات الطقس في اليمن - هزاع والبتول يقدمان واجب العزاء في استشهاد الرئيس الإيراني - بيان للمؤتمر الشعبي العام بمناسبة العيد الوطني الـ34 للجمهورية اليمنية - رئيس المؤتمر: الوحدة مرتبطة بالشعب اليمني وتحققت بعد كفاح طويل - الوهباني: المؤتمريون سيظلون في مقدمة المدافعين عن الوحدة -
مقالات
السبت, 03-يناير-2009
الميثاق نت -  نشوان محمد السميري -
في لقطة نادرة يهتزّ لها وجدان من يراها، وثّق فريق تلفزيوني كيف استطاع حيوان الفهد المفترس اقتفاء أثر أنثى قرد، وقام بما يجب عليه فعله من أجل البقاء فاصطادها..
لكن الفهد لم يلحظ وجود ابنها حديث الولادة متعلقاً بساقها سوى بعد أن أنهى مهمته، وكم يفاجئنا رد فعل الفهد -المفترس بطبعه - على اكتشافه المتأخر هذا، فإذا به ينسى عشاءه الدسم ويعود متودداً بحنان نعجز عن وصفه إلى مسح رأس القرد الصغير الخائف حيناً أو لحسه بلسانه حيناً آخر، وكأنه يعتذر له لما أصاب أمه، بل أصبح هذا الفهد هو الحامي الجديد للقرد الصغير من تربص ضبع حاول اغتنام الفرصة بدوره، وأصبح هم الفهد الشاغل على مدى ساعات طويلة هو تتبع القرد الصغير وحمايته حتى اطمئن له وسكن مستسلماً بجواره.
هذه اللقطة الحقيقية لحيوان مفترس تجعلنا نشعر بالخجل من أنفسنا كبشر ونحن نلمس كمّية الرحمة التي تدفقت أنهاراً من قلب حيوان الغاب لتشمل حيواناً آخر من غير فصيلة الفهود أصلاً، إذ كيف لنا أن نصف تحجر قلب والد الطفلة «جهاد» وزوجته الثانية اللذين صبّا كل فنون التعذيب الوحشي على هذه المخلوقة البريئة نفساً وجسداً وروحاً ؟!
إننا نخجل حقاً من فعل هذا الفهد بولد أنثى القرد، ونرى أن مقارنة ظالمة جداً لا يمكن عقدها بينه وبين بشرين اثنين نزعت الرحمة من قلبهما نزعاً، وهي لا تنزع إلا من شقي كما قال صلى الله عليه وسلم، فتسببا بالأذى البالغ لطفلة كلفا برعايتها ولا تنتمي بالضرورة لفصيلة من غير فصيلتهما، فأضحت حتى هذه الساعة طريحة الفراش في غرفة العناية المركزة، ولسان حالها يقول : بأي ذنب أوذيت وعذّبت، وماذا صنعت من جرم كي يعمد أقرب «شخص» لها، ولن أقول «إنسان» حتى يسلط عليها هو وزوجته صنوف العذاب بتلك الطريقة التي ألمّت بها وسببت لها عاهات يعلم الله وحده متى ترحل عنها.
لقد فرّط الأب أيما تفريط بكل الحقوق التي أوجبها الخالق عليه في رعاية الأبناء حتى أنه لم يحمها من زوجة صرف الله بصيرتها عن الرحمة، فتجاهلا كل تلك الحقوق التي سنت عليها الشرائع والقوانين، وأكدت عليها الأخلاق السوية وشرف الرجال الحقيقيين والنساء الحقيقيات بحملها.
وحسناً فعل النائب العام بقراره إلقاء القبض القهري بحق الأب وزوجته التي ربما ظنا أنهما قد يفلتان من العقاب، وأرجو أن لا يحدث هذا، فالتعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم، ويجب أن تكون أشد بحق كل من كان له ولاية على من تعرض للتعذيب.
لقد شاهدنا هذا الأسبوع مشهداً رائعاً نتمنى حدوثه دائماً وهو التكاتف الجميل بين منظمة (سياج) لحماية الطفولة التي قدمت البلاغ للنائب العام وبين الأخ النائب الذي أصدر قرار القبض دون تأخير والتحقيق في جريمة ترفعت عن ارتكابها حتى حيوانات الغابة المفترسة نفسها فهي لا تصطاد إلا حينما تجوع.
كم أنت فريدة ووحيدة يا «جهاد» اليوم، وكم نأسف لما كتبته لك أقدارك من أب لا يرحم وزوجة مات ضميرها فآذتك بكل هذا الألم، وكم نشيح بوجهنا حياءً عنك لما نعلم أن أمك المتزوجة بآخر قد رفضت حتى ضمك إلى حضنها بعدما مات شعور الأمومة في صدرها، فقد أصبحت يا بنيتي أداة للانتقام والصراع بين أبوين لما يرعيا لحقك بالاً.
لك الله يا «جهاد» ولكل الأطفال أمثالك الذين عميت بصيرة أوليائهم عن إدراك كم أنتم أيها الأطفال جميلون ورائعون وأنكم النعمة المهداة من السماء لهذه الأرض البور بدونكم، لك الله يا «جهاد» وأنت تتحملين في عمرك الغض وزر ما يفعله الكبار بكم من ألم جسدي ونفسي لا يطاق وسببه قساة أكباد لا يعقلون قولاً ولا يفقهون فلم يفرقوا بين التعنيف والتأديب.
لك الله يا «جهاد» وأنت تري الرحمة تتدفق أنهاراً من فؤاد حيوان مفترس أبكم فيما تعجز وحوش بشرية عن منحها إياك؛ لأنها لم تمتلكها يوماً، ولك الله يا فهد الغابة لظلمنا إياك بمقارنتك بأب شقي وزوجته لم يملكان ما ملكت من رحمة فلك كل التقدير والمحبة والاحترام.
[email protected]
عن "الجمهورية"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة اليمنية بين  التحدي والمأمول
د. عبدالعزيز محمد الشعيبي

عِزَّة اليمن بوحدته واستقراره
هايدي مهدي*

في ذكرى 22 مايو
د. أبو بكر القربي

مقاربة الوحدة وواحدية الثورة اليمنية ووحدة المصير المُشترَك
أ.د. أحمد مطهر عقبات*

34 عاماً من عمر الوحدة.. ثرثرات من قلب الحدث
يحيى العراسي

إلى قادة الأطراف الأربعة
يحيى حسين العرشي*

مُتلاحمون مهما كان
علي حسن شعثان*

الوحدة اليمنية رهان لا يعرف الخسارة
د. طه حسين الهمداني

الوحدة.. المُفترَى عليها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

الوحدة اليمنية قدر ومصير
عبدالسلام الدباء

حلم شعب
د. محمد عبدالجبار المعلمي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)