موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


تحذير من تكاثر اسراب الجراد في اليمن - وقفة احتجاجية في كندا تضامناً مع اليمن وغزة - قطر تدرس إغلاق مكتب حماس في الدوحة - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34654 - القوات اليمنية تدشن المرحلة الرابعة ضد الاحتلال الصهيوني - 3 مجازر و26 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة - عدوان أمريكي جديد على صيادين يمنيين - اليونسكو تمنح جائزة الصحافة للصحفيين الفلسطينيين بغزة - سلسلة غارات عدوانية جديدة على الحديدة - ارتفاع حصيلة الشهداء فى غزة إلى 34596 -
مقالات
الميثاق نت -

الجمعة, 30-يناير-2009
د/عادل الشجاع -
قضية بناء الوطن قضية رئيسية مهمة تدركها كل الشعوب التي تحب أوطانها ماعدا نحن اليمنيين، فلا يوجد أحد في العالم يدمر وطنه مثلما نعمل نحن، فقد دمرنا السياحة بسبب مطالب أو خلافات شخصية وأعقنا العمل السياسي والتحول الديمقراطي بسبب مطالب حزبية ولم يسع المثقفون ولا المفكرون لإطلاق قدراتهم في الذوبان في قلب الوطن من أجل الخروج منه بأفضل ما فيه، لقد تناسى الجميع أهداف الثورة واستحقاقات الجمهورية وما تتطلبه الوحدة من بعض التنازلات الشخصية والحزبية للحفاظ على وحدة الوطن من التفكك نتيجة التعصب أو التشدد اللذين بدآ يصيبان جسد الوطن المنهك من خلافاتنا وتدميرنا لجهاز المناعة فيه.
ولا أغالي إذا قلت أن الأحزاب السياسية في بلادنا اسقطت الوطن من حساباتها وأصبح كل همها أو بمعنى أصح أصبحت قضيتها الرئيسية هي فوز الحزب على الوطن.
أريد أن أقول بوضوح باتت القضية لدى النخب السياسية في بلادنا من أولها الى آخرها قضية تمزيق أكثر من كونها قيادة لدولة تمزقت قواها الفكرية والعصبية بفعل حروب عطلت التنمية جاءت نتيجة لقرارات خاطئة وبفعل قوى وقفت في وجه الثورة والجمهورية.
ولست أدري إلى متى سنظل في هذه الغيبوبة والفساد ينخر في جسد الوطن دون رحمة أو شفقة، فكل الفاسدين في كل بلدان العالم يفسدون الى حد معين ثم يتوقفون إلا الفاسدين في بلادنا تجدهم كالبلهارسيا تنتقل من الأمعاء الى مركز الكبد لتدمره وتقضي على صاحبه، فلا سقف للفاسدين حتى تجدهم يصادقون الكتاب وهم من أشد أعدائه، ويتحدثون عن التعليم العصري وهم ينفقون عليه أكثر مما يطورونه ويتحدثون عن الصحة وهم ينشدون العلل والأمراض حتى أضحى وطنهم يعاني من أمراض لم يعد العالم يسمع عنها ويتحدثون عن الثقافة وهم من أنصار الجهل الذي يغذونه كل يوم.
ومن المؤكد أننا لا نجد احتكاراً للموقع قدر احتكارنا نحن اليمنيين، حتى أنك تجد الموظف يعادي الموظف الآخر ويسخر كل وقته لمحاربة زميله في العمل، مما أعاق العمل الإداري الحديث وأعاق الإضافة والإبداع، تجدنا نتحدث عن تطوير الوطن ونحن نجلس على كراسي الأقسام العلمية منذ عشرات السنين ونحارب كل العناصر الجديدة و نمنعها من الاقتراب ما لم تلغ عقلها وتفكيرها وتصبح ممسوخة الشخصية وحاقدة على الوطن.
ولست أدري كيف يطالب هؤلاء بإقامة العدالة والحرية وهم يدمرون بنية الدولة.
إن مشكلتنا بالدرجة الأولى في هذا البلد ليست في السلطة، كما يزعم البعض و إنما مشكلتنا في المناطقية والمذهبية والتطرف وهي أمراض تعتري الجسد اليمني، فالدولة في مفهومنا ما زالت تعني المصلحة وقد وضعت على المحك في صعدة، فلم تكن هناك معضلة لدى الحوثيين لتهديد الدولة كلها إذا كانت سوف تتعارض مع مصالحهم وكذلك ما يسمى بالحراك الجنوبي والذي يتحول الى عنف في بعض الأحيان ولم يهتز الأحزاب المعارضة رمش جراء ما يطرحه هؤلاء وربما ليس لديها مانع من تدمير الوطن كله إذا كان ذلك سيكون مجرد خطوة على طريق تسلمهم السلطة، هنا للأسف نجد فكرة السلطة لدى هؤلاء تتغلب على القيم السياسية وتتغلب على الدولة، ولم تعد فكرة الدولة ولا الديمقراطية هي القيمة العليا التي يجب الحفاظ عليها، ومن خلالها يمكن الحديث عن الحرية والمساواة والعدل.
تتحدث أحزابنا السياسية عن المواطنة وعن القانون، لكنها تدمر بنية الدولة الحديثة، فهي تتمذهب داخل السياسة وتنطلق من المذهب أو الايديولوجيا ولا يهم بعد ذلك أن توجه هذه الأحزاب اليوم لفكر القبيلة الذي عطل التنمية ثم هي تحتشد داخل إطار ما يسمى بالمجلس الوطني الذي تقوده القبيلة المهم أن تكون مصالحها قائمة وأن تصل الى السلطة بأي ثمن، فالسلطة من وجهة نظر هذه الأحزاب هي تجميع لعناصر تفرق ولا توحد، تبعثر ولا تنظم تفكك ولا تركب وهي في النهاية انعكاس لايديولوجية أو عصبية وليست الدولة الحديثة الدولة التي تحمل روح العصر والتي تكون دولة لكل المواطنين.
والأدهى والأمر أننا نسعى الى ضرب الدولة الحديثة، ثم نزعم أن هناك مؤامرة علينا ولا نسلم بأننا جميعاً نتحمل المسؤولية عن ممارساتنا غير المسؤولة وعن ثقافتنا التي أصبحت خارج العصر سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ونحن جميعاً نتحمل مسؤولية تعطيل التنمية ولم يكن ممكنا أن يحدث هذا الاحتقان لو أننا جميعاً تعاملنا بمسؤولية مع متغيرات السوق الاقتصادية من الاشتراكية الى السوق المفتوحة فنحن ما زلنا لا نمتلك أدوات التفكير الحديثة للتعامل مع المتغيرات.
نحن نحتاج إلى وقفة مع الذات ومع الوطن فصحفنا الحزبية تتحدث عن الجماهير والشعب بينما لا تجد كلمة واحدة عن الحقوق والواجبات، فالجماهير نتعامل معها وكأنها كتلة هلامية من البشر الضوضاء والغاضبين الذين هم على استعداد لتحميل كل العالم مسؤولية أوضاعهم المأساوية ولكنهم لا يتحملون هم مسؤولية ذلك ولو مرة واحدة، والسؤال الذي يطرح نفسه دوماً : ما الحل، وما المخرج؟
وللاجابة على هذا السؤال نقول عندما تكون الأحزاب السياسية على استعداد لتحمل مسؤولياتها فإنها حينذاك تكون قد وضعت رجلها على الطريق الصحيح، على الأحزاب هذه أن تترك ثقافة الخوف وتنطلق نحو ثقافة البناء حينها ستنهار حصون الفساد وستتوارى تلك العناصر التي تخاف من التجديد والمدهش أن ثقافة الخوف لا تخص الأحزاب وحدها ولكنها ممتدة الى أفراد وجماعات وقبائل وهي نزعة لا تقف امام التنمية وحدها وإنما تمتد الى كل علاقاتنا.
هل آن الأوان لأن نتحدث عن الوطن والدولة الحديثة وأن نسعى في اتجاه بلورة ذلك من خلال فكر مستنير يوحد أكثر مما يفرق ويبني أكثر مما يهدم؟

نقلا عن صحيفة الثورة
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي

ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)