عبدالله الصعفاني -
قال لي برلماني معارض: أنت لماذا لا تكون معنا في معارضة الانتخابات بدون وجود أحزاب اللقاء المشترك..؟
قلت له: أنا معكم في عدم إجراء انتخابات برلمانية ليس لأن السماء ستقع على الأرض بدون اللقاء المشترك وإنما لأن عندي تخمة من الفعاليات الانتخابية أصلاً بصرف النظر عن عناصر اللعبة الانتخابية..
< هذا اعتراف بحالة أرجو أن تكون خاصة.. صارت الأجواء الانتخابية تثير الحساسية شأنها شأن البيض والسمك عند بعض الناس.. ويكفي أن تحك جلدك كلما وردت هذه الكلمة فتذكرت أن أعضاء البرلمان الحالي صوتوا بزئير الأسود على أن يفوز كل واحد منهم بمرتب وزير، وصاحب المعالي حتى لو غادر البرلمان الحالي مغضوب عليه بانتخاب الناخبين شخصاً آخر.
< هذا الهلع نحو الحصول على مميزات غير مستحقة اتفق عليه الجميع.. الذين في سبحة الحاكم والذين يتلمسون طريق البركة على أضواء ولاعة سجائر..
بالذمة ما هو الأفضل لنا ونحن نعلن بأنه لا صوت يعلو على صوت التقشف وترشيد الانفاق..؟الاكتفاء بالنفقات على البرلمانيين الجاهزين أم التعاطي مع إمكانية مغادرتهم البرلمان بدرجات ومرتبات وزراء وتكرار الانفاق على البرلمانيين الجدد.. أيهما أنفع للناس والخزينة العامة..؟!
< البرلماني الأب مثلاً سيغادر بحوافزه وسيترك الساحة لأحد أبنائه الذي سيحصل على حقوق البرلماني الجديد بأمل أن يغادر بذات المكاسب ثم ترك المقعد للقريب أو الأخ الاصغر.
ومن يدري قد يأتي بعد عدة دورات انتخابية وقد تحولت كثير من الأسر الى مجلس وزراء مصغر، حيث يحمل كل عضو درجة وزير ومرتب وزير دون أن يفعل شيئاً يقوم بعمل على خلفية أنه صار وزيراً وليس من لوازم الوزير أن يعمل..!!
< قضية أخرى.. بالله عليكم هل نحن بحاجة لهذا الصراع وهذا التوتر السياسي بسبب الانتخابات؟
وهل يليق بأمة الحكمة - التي كانت - أن تتبارى في من يسرع أكثر باتجاه إقناع الاتحاد الأوروبي والمعهد الديمقراطي الامريكي بأنه صاحب الحق في لعبة شد الحبل في اليمن..؟!
< أما كان الأجدر بالجميع التسابق لوضع تصورات واقعية وعملية تنتصر لمفهوم الدولة من ضغوط الأحزاب والقبائل والنمور الورقية الذين يهزون السكينة ويخرقون السفينة بدعوات مناطقية أو مذهبية..؟!
< أعرف.. هذا الكلام لا يشير الى أن صاحبه مواطن متشبّع بالأفكار الديمقراطية ولكن.. ما السبيل وما هي الحيلة.. فأنا اشتاق للإنتماء الى بلد يتطور بإيقاع أسرع.. وطن ترفع رأسه بالعمل والإنجاز ويرفع رأسك.
< بتجسيد سلطة القانون والنظام.. والمساواة..!!
< وأعرف.. هذا الموقف غير ديمقراطي.. لكن ترديده في أخيرة صحيفة الحزب الحاكم هو أدنى درجات حرية التعبير وأبسط أشكال الديمقراطية التي يسمح بها قانون الصحافة وتوجهات المعهد الأمريكي والاتحاد الأوروبي.