افتتاحية الثورة -
أهم ما يمكن اختزاله من ثنايا الكلمة الهامة التي ألقاها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في الاجتماع الموسع الذي ضم قيادات السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية والشخصيات الاجتماعية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني في محافظات مارب وشبوة والجوف هي تلك الحقيقة الجوهرية والأساسية التي لم يستوعبها البعض بفعل طغيان الاتكالية وعدم الشعور بالمسئولية وتجاهلها البعض الآخر مدفوعاً بنوايا سيئة ونوازع مريضة ورواسب متخلفة عفى عليها الزمن.
حيث جاء تأكيد الأخ الرئيس على أن أي بناء أو تطور أو تقدم لا يمكن له أن يستقيم دون شراكة متينة بين الدولة التي تعتمد الخطط وتوفر الموارد لتنفيذ مشاريع التنمية من طرقات ومستشفيات ومدارس وكهرباء وسدود وغيرها، وبين المستفيدين من المواطنين والفعاليات المجتمعية من تلك المشاريع في أية محافظة أو منطقة يمنية والذين تقع على عاتقهم تهيئة المناخات الآمنة والمستقرة والتصدي لأية ظواهر أو أفعال يمكن أن تحول أو تعرقل أو تعطل أهداف التنمية الشاملة.
وإذا ما اختلت هذه المعادلة من الشراكة في أية محافظة من المحافظات فإن السبب المباشر لذلك الاختلال يعود إلى تقاعس المواطنين عن القيام بواجباتهم في ردع وزجر كل عابث أو مستهتر بمصالح محافظتهم أو منطقتهم بمنحه الفرصة لإقلاق الأمن وإثارة الزوابع وأعمال التخريب والشغب وتعكير صفو السكينة العامة وكذا إحياء النعرات الكريهة التي تسيء لقيم الوحدة الوطنية والتلاحم المجتمعي بين أبناء الوطن الواحد.
ويتسع الضرر أكثر باستشراء طابع السلبية وسكوت المواطنين والفعاليات المجتمعية على مثل تلك السلوكيات الخاطئة التي اعتاد أصحابها على التكسب والارتزاق من مستنقعات التآمر والانحطاط كما هو شأن تلك الشرذمة الارتدادية المتخلفة ذهنياً وعقلياً التي تتوهم أن بإمكانها إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإرجاع اليمن إلى أزمنة الجهل والتخلف والتشرذم والانغلاق رغم علمها أن ذلك أبعد عليها من عين الشمس.
ومن خلال تلك الحقيقة التي استدل بها الأخ الرئيس على الرابط الموضوعي بين الأمن والتنمية تبرز أيضاً حتمية الشراكة والتناغم بين الجهدين الرسمي والشعبي لضمان عملية التنمية في محافظات مارب وشبوة والجوف، فبقدر ما هو مطلوب من الحكومة إيلاء المزيد من الاهتمام بهذه المحافظات ومعالجة جوانب القصور في أي مجالٍ من المجالات فإن حكماء ووجهاء ومشايخ ومثقفي ومواطني هذه المحافظات معنيون بنفس الدرجة في أن يكونوا على مستوى المسئولية في التصدي لكل من يسعى إلى تحويل هذه المحافظات ساحة للفوضى والتخريب وأعمال الإرهاب والعنف وهؤلاء لا يسيئون للوطن فقط بل إلى التاريخ المشرف لأبناء هذه المحافظات الأبية الذين كانوا في مقدمة من دافعوا عن حياض الوطن والانتصار لثورته المباركة ونظامه الجمهوري وقدموا التضحيات السخية من دمائهم وأرواحهم في سبيل الحفاظ على الإنجازات العظيمة لهذا الوطن وفي مقدمتها الوحدة المباركة والديمقراطية ومسيرة التنمية.
ولقد كان واضحاً من أجواء اللقاء الذي جمع قائد اليمن وربان مسيرتها المقتدرة وباني نهضتها الحديثة بأبنائه وإخوانه في المحافظات الثلاث أن الكل أصبح على قناعة تامة من أنه لم يعد مقبولاً تحت أية مظنة أو ذريعة السماح لأية ممارسات أو سلوكيات خاطئة تعطل حركة التنمية، حيث أعلن أبناء هذه المحافظات بصريح العبارة وقوفهم صفاً واحداً في وجه كل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار واللذين بدونهما يستحيل انتعاش حركة التنمية.