عبدالله الصعفاني- - لا تستطيع اسرائيل أن تلعب دور الضحية بعدما ارتكبته من مجازر في غزة ضمن سلسلة مجازرها ومحارقها البشعة عبر تاريخها الملطخ بحمامات الدم.. والفضل في صعوبة أن تخدع اسرائيل كل العالم يعود لهذا الزمن الاعلامي المفتوح على الجرائم بالصورة المتحركة والأنين الموجع.
- ولو أن فضائيات أخرى عالمية تحررت من سيطرة اللوبي الصهيوني فإن فضائح اسرائيل ستجلجل أكثر وسيزيد عدد المستنكرين لما تقوم به من أعمال اجرامية تنكرها الفطرة السليمة وتزدريها كل التشريعات الدينية والقانونية والاخلاقية.
- وحول تأثير الاعلام يكفي الاشارة الى الدور الذي لعبته قناة »الجزيرة« التي ارتقى دورها المهني الى مستوى ما حدث ويحدث، حيث مثلت تغطية هذه الفضائية تفوقاً مهنياً ودرساً في كيفية نجاح الاعلام الحر غير المرتهن لدوائر الظلم والظلام، فيما زعامات العرب يجلسون القرفصاء يبحثون عن الظل وينسون أن الأصل أساس الصورة.
- أقول لا يستطيع الكيان العبري أن يفلت من ثبوت التهمة وبشاعة الاجرام حتى لو اختبأ وراء تبرير ما حدث بصواريخ حماس التي وان قضّت مضاجع المستوطنين إلاّ أن مداها وتدميرها يبقى رمزياً في اشاراته الى ضيق المقاومة بفكرة السلام المزعوم والتهدئة الكاذبة التي ابقت على الحصار وأبقت على التجويع ولم تمنع تسجيل الصهاينة لأكثر من مائتي خرق خلال فترة الهدنة التي سبقت العدوان الغاشم على غزة.. حينها سجل ابناؤها درساً رائعاً عن مفهوم المقاومة رغم بشاعة العدوان ودمويته.
- وبعيداً عن التداعيات السلبية في الصف الفلسطيني المنقسم على نفسه كواجهة للانقسام العربي، فإن مواقف فنزويلا وتركيا ليست إلاّ أنموذجاً يعكس وعياً بالقضية الفلسطينية شاهدناه في مواقف شعوب كثيرة في هذا العالم.. ولا يقلل من شأنه كثيراً سيطرة لوبي الصهيونية والسياسة والنفط والسلاح على قرارات ومواقف أهم عواصم العالم.
فاصلة :
- أمام مزايدات ومناقصات تصريحات وقمم الممانعة والاعتدال وسقوط وسائل اعلامية عربية في مستنقع الطواطؤ مع الصهاينة اشعر بالتماهي مع »كونفوشيوس« وهو يقول: «أتمنى لو كان باستطاعتي التوقف عن الكلام».
|