محمد انعم -
تقف أمام أسرة نقابة الصحفيين اليمنيين هموم وطن وآهات مواطنين.. تنسيهم عذاباتهم وضنك عيشهم.. وبرغم سياط الفقر التي تجلدهم صباحاً ومساءً إلا أنهم ظلوا يؤثرون الشعب والوطن على أنفسهم طوال السنوات الماضية..
الحال الذي تعيشه أسرة نقابة الصحافيين أعظم وأبلغ رسالة تؤكد مدى التزامنا بقداسة رسالة الصحافة واحترامنا لعظمة دور الكلمة المسؤولة والصادقة لخدمة الشعب والوطن وقيمنا الانسانية الخالدة.
هذا الحال السيئ الذي نعيشه والمثير للشفقة، مهما حاولنا ان نخفيه بمساحيق تجميلية في أشكالنا ومظاهرنا، إلاَّ انه عند عودتنا الى منازلنا نعيش حالة تعذيب يومية.. بسياط الفقر، وجلد الضمير على بؤس الحياة وشقائها بعد أن فرضنا على أطفالنا وأهلنا أن يقاسمونا ذلك العذاب اليومي.. وذنبهم أنهم أولاد صحافيين..
للأسف نناضل ليل نهار من أجل سعادة واستقرار كل أبناء الوطن.. ندافع عن حقوق المظلومين ولا نتردد أن نموت في سبيل مواجهة المفسدين والعابثين بالمال العام والناهبين للأراضي.. ويكاد العمر يفنى ولم نلتفت الى أسرنا وفلذات أكبادنا الذين لا تختلف حياتهم عن حياة المهمشين.. للأسف لم ندافع عن حقوق زوجاتنا اللاتي يعشن حبيسات المنازل، ولا يفرج عنهن إلا مُلاك البيوت برفع الايجار، لننقلهن الى سجون ذات إيجار أرخص .. والحال أسوأ بالنسبة لأولادنا.
صدّقوني إننا جميعاً ندفع ثمن التفريط بحقوق أهلنا غالباً، وهذا عقاب رباني..
إن حياة الصحفيين وأسرهم.. أكانوا يعملون بوسائل الاعلام الرسمية، أو الحزبية أو الاهلية.. هي أشبه بحياة العبيد، عليهم واجبات وليس لهم حقوق.. سواء عمل ببلاط السلطان، أو مع القرصان.. إلا ان المأساة والتشرد سرعان ما تجمعهم ثانية لمجرد أن »السيد« انفعل أو غضب بسبب سقوط حرف من حروف الجر.
< أتمنى ألاَّ نجعل من مؤتمر النقابة ديكوراً جديداً لترحيل مطالبنا في التوصيف والسكن وحق العلاج المجاني في الداخل والخارج لنا ولأسرنا مع إيجاد رواتب تضمن لنا حياة معيشية حرة وكريمة..
لابد أن نتمسك بحقوقنا ونطالب الحكومة بتوفير مساكن لأسرنا أسوةً بـ»الأخدام«.
< أعتقد أننا مطالبون بجعل هذا المؤتمر تظاهرة صادقة ننتصر فيها لقضايانا ونتمسك بتنفيذها خصوصاً تلك التي سبق أن وجَّه بها فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في أوقات سابقة كخطوة أولى.. كما أن علينا ألاّ نسقط قضايانا الحقوقية تحت أقدام المزايدات والتعصبات الحزبية المقيتة.. حتى لاتظل الاسرة الصحفية وأهاليهم يدفعون ثمناً يفطر القلوب كل يوم.
نحن لسنا بحاجة من مؤتمر النقابة أن نخرج بأبطال ونروّج لبطولات من الوهم فيما بيننا او نتعارك على قوائم اسماء، يمكن ان نتعصب لها ونمنحهم ثقتنا.. ونفرط بكل سذاجة بحقوقنا، ونقبل أن نظل نُجلد بحزن وانكسارات أولادنا طوال رحلة جديدة من اللهث وراء سراب يمتد لسنوات.
لذا فعلى كل زميل ان يتحمل مسؤوليته تجاه حقوق الاسرة الصحفية.. فالنضال من أجل انتزاع هذه الحقوق تتطلب قيادة مرنة لنقابتنا تنتزع حقوقنا ولا تزج بهذا الكيان في صراعات حزبية.
ويجدر بنا هنا أن نتعلم من دروس الزملاء في صحيفة »الثورة« و»وكالة سبأ« و»الجمهورية« و»14أكتوبر« وغيرهم، والذين لهم فضل كبير في هذه المعركة التي تعنينا جميعاً.. ولهذا لابد أن نختار مصلحة أسرة أعضاء مهنة الصحافة أولاً.