طه العامري -
لدينا من المسميات السيادية ما لا يمكن حصرها ولكنا تجاهلنا أهمية وجود صندوق وطني لمواجهة الكوارث الطبيعية، وهو ما نحتاجه وما يجب أن نفكر فيه، فمثل هذا الصندوق له أهمية كبيرة بل يعد وجوده بحكم الضرورة الوطنية لأن كل المؤشرات تؤكد أهمية مثل وجود صندوق وطني لمواجهة الكوارث، على أن يمول هذا الصندوق عبر الهبات والتبرعات ويخصص له شهريا من رواتب الموظفين والعاملين في المؤسستين العسكرية والأمنية وإن بواقع (ريال واحد ) فقط يستقطع من راتب كل موظف، وريال على كل استمارة صرف، وريال على كل ورقة أو معاملة أو روشتة علاج، وهكذا إن فكرنا بأهمية هذا الصندوق وعملنا على إنجاح الفكرة التي سبق أن طرحها الأستاذ/ محمد عبده سعيد أنعم في إحدى جلسات مجلس النواب قبل سنوات وأعاد طرحها في جلسة يوم أمس الأول، وهي فكرة تستحق التطبيق ويجب أن يكون هناك الصندوق الوطني لمواجهة الكوارث ينشأ بموجب قانون ويكون له تشريع خاص به يحدد دوره وواجباته ورسالته كجهة سيادية وطنية وذات شخصية اعتبارية مستقلة ماليا وإداريا، ويحدد القانون موارده المالية وتخصصاته، ومثل هذا الصندوق لن يكون فعلا ترفيا بل سيكون مناطاًَ به متابعة كل ما يتصل بنشاطه، ومن خلال التواصل مع الجهات السيادية والخدمية الوطنية التي يرتبط نشاطها العلمي والمهني والتقني بنشاط الصندوق مثل الهيئة الوطنية للأرصاد ومراكز الرصد الزلزالي وهيئة المساحة وبقية الجهات السيادية والخدمية التي سيكون الصندوق يستقي منها المعلومات والتقارير المتصلة بنشاطه الوطني ويمكن أن يوسع- الصندوق - نشاطه لاحقا بموجب القانون ليصبح بقدراتنا الخاصة وبجهودنا الذاتية كياناً سيادياً وطنياً قادراً على التعامل مع كل الأزمات الطبيعية والكوارث وبطرق معدة سلفا مساراتها وآليات التحرك عبرها لمواجهة أي كارثة، ناهيكم أن من ضمن صلاحيات هذا الصندوق الاطلاع المبكر على مسارات السيول وتوجهاتها واحتمالات انحرافها، ومن ثم يعمل الصندوق ضمن واجباته الوطنية على ترشيد الناس ووضعهم أمام كل المخاطر المحتملة بحيث نكون على دراية وعلم واطلاع مسبق بكل ما يمكن أن يخفف من وقع الكوارث الطبيعية على قاعدة قوله تعالى- ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة-- ولنترك ما هو في علم الله لأمر الله ، الذي سيكون قطعا أقل وقعا علينا مما هو عليه أمرنا اليوم....
إن صندوق مواجهة الكوارث يجب أن نأخذ بفكرته بكل جدية وأن نعمل على تحقيق الفكرة وتطبيقها وفق تشريعات قانونية وضوابط ونظم تحدد كل ما يتصل بمهام ونشاط الصندوق وأهدافه ورسالته وصلاحياته وموارده ومصادر لهذه الموارد، وأعتقد أن الكارثة التي لحقت بالوطن وحلت عليه تستدعي منا التفكير الجاد بفكرة إنشاء هذا الصندوق الذي سيكون له دور وطني وسوف يعمل على تكريس مبدأ التكافل والتكامل الوطنيين وتمتين جدار العلاقة الاجتماعية وتعزيز روابط الوحدة الوطنية ، والصندوق المشار إليه لا يجب أن نراه برؤية بذاتها بل له أكثر من هدف وطني غير الدور الإنقاذي، بل سوف يكون له دور يتصل بالهوية والوحدة والانتماء والعلاقة الاجتماعية إلى جانب رسالته العلمية والمعرفية وكثير من القيم الوطنية التي سوف تتعزز بوجود هذا الصندوق ودوره ورسالته...
لذلك أتمنى على فخامة الأخ / علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية - حفظه الله - والذي حقق لنا وللوطن الكثير من المنجزات والأهداف أن يحقق لنا هذه الغاية، إذ أننا ومن خلال هذا الصندوق سوف نتمكن من مواجهة الكثير من الكوارث والأضرار دون الحاجة للاستغاثة والاستنجاد في اللحظات الحرجة في ظل متغيرات معقدة في المفاهيم والقيم والمشاعر.

[email protected]

الثورة