عبدالعزيز الهياجم -
طالعتنا إحدى الصحف الأهلية الأسبوعية بتقرير في عددها الصادر السبت عنوانه قيادات مؤتمرية تدعو لتشكيل حكومة وفاق وطني وطبعاً دون ذكر أسماء هذه القيادات وإنما منسوباً إلى مصادر مطلعة.
وفي سياق الطرح الذي هو اشبه بتمني او رغبة إطراف معنية هناك دعوة لكل القوى الخيرة في المؤتمر الى التعاطي مع هذا المقترح بروح المسئولية والعمل على تحقيقه وانجازه على ارض الواقع
ومع إنني أرى في أية رغبة من احزاب المشترك للدخول في حكومة واسعة التمثيل هو دليل على انه هذه الاحزاب تبتغي ان تكون جزءاً من الحكم والسلطة وان كل مافعلته خلال الفترة الماضية لم يكن من اجل مصالح الشعب او التجربة الديمقراطية او تعزيز الاصلاحات السياسية والاقتصادية في البلاد ... إلا ان ذلك الطرح أعاد الى ذهني حلقات مسلسل " الثلث المعطل" في لبنان ، الذي ومنذ الانتخابات التشريعية اللبنانية في 2005م التي افرزت أغلبية حاكمة عرفت نفسها بقوى 14 آذار ، سعت الاقلية او المعارضة الى تعطيل وشل حركة الحكومة وارباكها وحرفها عن مسار البناء والتنمية الى معارك جانبية بداية من استقلال وزراء قوى المعارضة المعروفة بالثامن من آذار ووصولاً الى المطالبة بـ الثلث + واحد" او ما عرفته بالثلث الضامن فيما هو اساساً الثلث المعطل
والمسار لدينا شبيه بما حدث في لبنان بداية من رفض احزاب المشترك لكثير من مبادرات الحوار او الدخول في حوارات وتفاوضات مع ايصالها الى طرق مسدودة كما كان عليه الحال في أغسطس الماضي الذي شهد فشل الاتفاق حول تعديلات قانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات... ثم التلويح بمقاطعة الانتخابات البرلمانية وإيصال الأمور الى إسقاط التزام دستوري بشأن موعد الاستحقاق البرلماني والتوافق مع الحزب الحاكم حول تمديد فترة مجلس النواب وتأجيل الانتخابات ، وهو ما اضطر المؤتمر الى هذا الاتفاق انطلاقاً من مسئولياته الوطنية تجاه الحفاظ على الاستقرار وليس كهربة الحياة السياسية وتصعيد الأمور نحو الأزمات.
ولكن ما أخشاه ان يكون الأمر على خطى قوى المعارضة في لبنان التي أرغمت الأغلبية الحاكمة ، على تقديم التنازلات تلو التنازلات على اعتبار انها من مناجل مصلحة الوطن بالنسبة لرؤية القوى الحاكمة فيما هي بالنسبة لرؤية القوى الحاكمة فيما بالنسبة للطرف الآخر ابتزاز سياسي ودون أي اعتبارات للمسئولية الوطنية.
[email protected]