موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


تحذير من تكاثر اسراب الجراد في اليمن - وقفة احتجاجية في كندا تضامناً مع اليمن وغزة - قطر تدرس إغلاق مكتب حماس في الدوحة - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34654 - القوات اليمنية تدشن المرحلة الرابعة ضد الاحتلال الصهيوني - 3 مجازر و26 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة - عدوان أمريكي جديد على صيادين يمنيين - اليونسكو تمنح جائزة الصحافة للصحفيين الفلسطينيين بغزة - سلسلة غارات عدوانية جديدة على الحديدة - ارتفاع حصيلة الشهداء فى غزة إلى 34596 -
مقالات
الميثاق نت - ا.د علي هود باعباد

الجمعة, 20-مارس-2009
ا.د علي هود باعباد -
‮* ‬يعاني‮ ‬عدد‮ ‬لا‮ ‬بأس‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬الشباب‮ ‬ضعفاً‮ ‬في‮ ‬التصور‮ ‬الاسلامي‮ ‬الشامل‮ ‬المتمثل‮ ‬في‮ ‬قصور‮ ‬تصوراتهم‮ ‬عن‮ ‬الاسلام‮ ‬ودوره‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬اليومية،‮ ‬وبالتالي‮ ‬قلّ‮ ‬فهمهم‮ ‬للدين‮ ‬مصدر‮ ‬القوة‮ ‬الروحية‮ ‬والفكرية‮ ‬والثقافية‮.‬
وهذا بحد ذاته يعد مشكلة تتجلّى في التقصير في الشعائر الدينية من صلاة وصيام وزكاة، وحج.. الخ، مما ينتشر بين الشباب، فنجد بعض الشباب جلوساً في المقاهي والنوادي وفي مقايل القات أثناء الصلاة، بل أحياناً يكون النادي او المقهى أمام المسجد او بجواره او بالقرب منه‮ ‬،‮ ‬مع‮ ‬أنّه‮ ‬من‮ ‬المفروض‮ ‬عند‮ ‬سماع‮ ‬الأذان‮ ‬ان‮ ‬يتوجه‮ ‬الشباب‮ ‬الى‮ ‬المسجد،‮ ‬لكن‮ ‬قلّة‮ ‬الندوات‮ ‬والمحاضرات‮ ‬عن‮ ‬الفكر‮ ‬والثقافة‮ ‬الاسلامية‮ ‬تدفعهم‮ ‬لذلك‮ ‬السلوك‮.‬
وتتمثل مشكلة الحاجة الروحية والفكرية والثقافية عند الشباب ايضاً في قلّة احتكامهم الى الشريعة الاسلامية في السلوك العام والخاص، بل أحياناً يغلب عليهم في استحكام هوى النفس والتعصب للقبيلة، مع أنّ الدين هو العلاج النفسي، والبلسم الناجح لحل جميع المشكلات، فالدين‮ ‬ليس‮ ‬طقوساً‮ ‬وشعائر‮ ‬فقط،‮ ‬بل‮ ‬هو‮ ‬منهاج‮ ‬حياة‮ ‬نظري‮ ‬وعملي،‮ ‬فالجانب‮ ‬النظري‮ ‬إذا‮ ‬لم‮ ‬يؤثر‮ ‬في‮ ‬السلوك‮ ‬فلا‮ ‬قبول‮ ‬له‮ ‬عند‮ ‬الله‮.‬
وهذا التقصير في تحكيم الشريعة يوجد ايضاً عند بعض الشباب المتدين، فأحياناً يتراجع عن حكم الله في بعض القضايا نتيجة لضعف الوازع الديني والروحي الذي يُلمس ويُشاهد من خلال قلّة تقوى الله ومخافته في سلوك الشباب.
وهذه المشكلة لها أسباب عديدة يقف في مقدمتها انخفاض الوازع الديني والتربية الروحية والثقافة الاسلامية في المنزل الذي يعتبر المدرسة التربوية الاولى، وتتكون فيه المعالم الاسلامية الاولى لشخصية الطفل، وقد نبهنا الى ذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في قوله : »مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع« ، فالطفل أو الشاب الذي يرى تقصير أبويه في إقامة الشعائر الدينية، غالباً ما ينشأ هاجراً لهذه الشعائر، والذي لا يرى أفراد أسرته قدوة له غالباً ما يقع في مهب رياح المجتمع تتقاذفه حسب التيار الذي يجرفه والصدفة التي تنتظره..ولاشك أنّ مادة التربية الاسلامية في المدارس مكثفة وجيدة، ولكن التقصير على ما يبدو في قلّة وجود المعلم المؤهّل، والمدير المؤهّل، وقد جرت العادة ان الطالب ينظر دائماً الى سلوك معلمه ومديره، ولا يطبّق توجيهاتهما الا اذا رآها‮ ‬معكوسة‮ ‬في‮ ‬سلوكهما‮ ‬،‮ ‬ما‮ ‬يعني‮ ‬أنهما‮ ‬يمثلان‮ ‬له‮ ‬القدوة‮ ‬في‮ ‬الناحية‮ ‬العلمية‮ ‬السلوكية‮.‬
ومن أسباب هذه المشكلة ايضاً قلة الاهتمام باستعمال الوسائل التعليمية الحديثة التي تجعل من تدريس العلوم الاسلامية في المدارس أمراً شيّقاً، وليس مجرد زيادة المعلومات الاسلامية ، إضافة الى قلة الجو الروحاني في المدرسة، فالتربية الروحية والفكرية والثقافية أمر يتعلق بأعماق النفس الانسانية، ووجدان المرء وضميره، لذلك فمن الخطورة بمكان ان تتحول هذه التربية الى تلقين للمعلومات، عندها يتحوّل التديّن عند الشباب الى معلومات او تصبح التربية الروحية وعظاً وإرشاداً بسمعة الشباب ولا يدخل الى ثنايا نفسه وحنايا قلبه.. ومن هنا‮ ‬تتسع‮ ‬الهوّة‮ ‬بين‮ ‬السلوك‮ ‬وأوامر‮ ‬الدين‮ ‬ونواهيه،‮ ‬فينشأ‮ ‬النقص‮ ‬الروحي‮ ‬والفكري‮ ‬والثقافي‮ ‬عندهم‮.‬
الى جانب ما سبق يأتي التقصير في رسالة المسجد التي تتضمن جانباً روحياً وفكرياً وثقافياً كبيراً في مقدمة الاسباب، مع تقصير العلماء في عملية الوعظ والارشاد، فقد أصبح المسجد للشباب مكاناً تؤدّى فيه شعائر الصلاة فحسب، بل وأصبح المنبر لقليلي العلم والثقافة الاسلامية والشحاتين، وأصبح العالم الاسلامي في نظر الشباب فقيهاً لا يتفاعل مع الحياة ولا يعرف من الثقافة العامة وأمور الحياة الاخرى التي يفهم لغاتها الشباب شيئاً، فهو شخص غير متعلم وغير مثقف، ولكن تعارف أهل القرية على تلقيبه بإمام المسجد أو بالفقيه، فهو لا يحوز على احترام الشباب وثقافتهم ولا يرضونه قدوة لهم.. ومن هذا اجتمع التقصير في رسالة المسجد مع العجز في تأدية العلماء لرسالتهم فتضخّمت المشكلة الروحية والفكرية والثقافية لديهم، وهو ما لا يمكن معالجته الاّ بإيجاد الجو الروحاني والفكري والثقافي في المنزل والمدرسة والمسجد، وفي جميع المؤسسات التربوية والشبابية، حيث أن الكلمة المسموعة والحرف المطبوع، والسلوك المشاهد، والجو الاجتماعي العام المؤثر يكوِّن جواً تربوياً جيداً للشباب، فبمقدار ما تكون هذه الأجواء متماشية مع عقيدة الامة وتراثها ومبادئ دستورها يكون ضيق الفجوة‮ ‬بين‮ ‬نفسيات‮ ‬الشباب‮ ‬وأذهانهم،‮ ‬بين‮ ‬النظرية‮ ‬والواقع‮.. ‬وبالتالي‮ ‬تتعاون‮ ‬هذه‮ ‬المؤسسات‮ ‬جميعها‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬حل‮ ‬هذه‮ ‬المشكلة‮ ‬المتمثلة‮ ‬في‮ ‬قلة‮ ‬تلبية‮ ‬الحاجات‮ ‬الروحية‮ ‬والفكرية‮ ‬والثقافية‮ ‬عند‮ ‬الشباب‮.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي

ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)