موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجيديع يعزي الدكتور قاسم الداودي بوفاة والدته - حصيلة شهداء غزة ترتفع إلى 47518 - العثور على مقابر جماعية في مخيم جباليا - المبادرات التنموية البديل الذي كشف عورة الدولة - صنعاء تحذّر من سياسة العقاب الجماعي - إعلام العدو: 42 مليار دولار تكلفة الحرب على غزة - صنعاء: افتتاح معرض "من أرض البن إلى أرض الزيتون" - كسرت هيمنة الشركات الامريكية .. "ديبسيك" الصينية تهز الاسواق - مشافي غزة تستقبل 48 شهيدًا في 48 ساعة - الخارجية تُدين محاولات امريكا تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة -
مقالات
الميثاق نت - محمد حسين العيدروس

الأربعاء, 15-أبريل-2009
محمد حسين العيدروس -
عندما يقال أن بعض الحضارات القديمة عملت لنفسها قوانين وشرائع يتبادر لأذهاننا في الحال بأنها حضارات عريقة وعظيمة، وعندما نسأل عنها نجد أنها كانت بحق من أعظم الحضارات الإنسانية.. فلماذا ظل القانون في أذهاننا محاطاً بهالة من التعظيم والتقدير؟ وهل يمكن للمواطن أو لأي قوى وطنية أن يكونوا شرفاء وصالحين في نفس الوقت الذي ينتهكون فيه القوانين!؟
بتقديري أن القانون يكتسب أهميته من قدرته على تنظيم حياة الناس، وصنع استقرار الدول، لذلك فإن الحضارات القديمة العريقة لم تمنح هي للقانون قوته، بل أن قوة القانون هي التي منحتها أسباب العظمة والرفعة.. وخير دليل على ذلك هو التأثير الذي بلورته الشرائع السماوية في حياة البشرية، فأعظم مجد بلغه العرب كان بعد نزول القرآن الكريم الذي مكنهم من بناء الدولة الإسلامية الكبرى، فيما تراجع هذا المجد وانهارات الكثير من الدول بعد أن تولى أمرها حكام طغاة غيبوا الشرائع وغلبوا أهوالهم ومصالحهم الأنانية على مصالح شعوبهم..
فاليمن -على سبيل المثال- التي عرفت على مر التاريخ بمجدها الحضاري لم ينتكس حالها، ويشيع الفقر والجهل بين أبنائها لولا أنها خضعت لحقبة طويلة من الاحتلال العثماني والبريطاني، ولحكم ملكي إمامي ساهموا جميعاً في تغييب شرائعها وقوانينها، وحكموها بالحديد والنار، فجروا عليها الخراب الذي ما زلنا نكافح للتحرر من مخلفاته.
غير أننا في ظل كيان الدولة الحديثة، ونظامها الديمقراطي لا عذر لنا مع القانون لإرجاع بعض مشاكلنا والإشكاليات التي تعترض مسيرة دولتنا إليه.. وإذا كان البعض يتذرع بالفقر والتخلف من أجل التنصل من طائلة القانون وتبرير انتهاكاته له، فلا أظن أننا بالحال الذي كانت عليه الأمة عشية نزول القرآن على حبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من فقر مدقع، وجهل تام، وظلم عظيم.. لأننا مؤمنون، وبين أيدينا الكتاب والسنة التي هي مصدر تشريعنا الدستوري، بينما بعث المصطفى لأمة جاهلة تعبد الأصنام، ومع هذا فإنه وصحابته سلام الله ورضوانه عليهم صنعوا مجد الإنسانية جمعاء..!
للأسف الشديد أن البعض لم يستلهم الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام لذلك جعل من الفقر شماعة يعلق عليها كل الانحرافات، والممارسات الفاسدة.. وباسمها يرفع شتى ألوان الشعارات ليتنصل من واجبه الوطني، ويواصل عبثه وفساده وانتهازيته.. لأنه غير قادر على أمتلاك الإرادة المخلصة، والأمينة التي تمكنه من إحداث التغيير المنشود في الحياة الاجتماعية والسياسية، والاقتصادية..
فلو استمد البعض ثقافته من تجارب الأمة لوجد أن الجهل والفقر لا يمنح أحداً الحق في إرهاب الناس، أو إثارة الشغب والفوضى، وممارسة الخطف والتقطع، بل إنه حافز للمجتمع بمختلف قواه الوطنية وأطيافه السياسية لمزيد من العمل لقهر ظروفه بدلاً من الاستسلام لها، واتخاذها شماعة للجلوس في البيوت والمقرات والتمني على الدولة بأن تحقق له كل شيء كما لو كانت تملك العصا السحرية..
ومن هنا نجد أن انتهاك القانون لا يوجد ما يبرره إطلاقاً لأي كائن يدعي شرف الإيمان والوطنية.. لأن الجميع يعرف أن الإسلام هو مصدر التشريع الدستوري الوحيد للجمهورية اليمنية، وبالتالي فإن انتهاكه هو انتهاك لقيم الدين الحنيف..
ولن يختلف الأمر بشيء سواء تحدثنا عن انتهاك لقانون متصل بالسيادة الوطنية أو لوائح متصلة ببعض الحقوق الفردية -فكلاهما يترتب عنه ظلم، ويقود إلى حالة سلبية، لذلك فإن مسؤوليتنا الإنسانية والوطنية تفرض علينا توجهاً لترسيخ الثقافة القانونية في المجتمع، خلافاً لما هو كائن اليوم من طرح غير مسؤول من قبل بعض الأفراد أو القوى السياسية الذين لا يتوانون عن اختلاق الذرائع والتبريرات لكل فعل مشين، وجرم بائن، تارة باسم الفقر، وتارة أخرى باسم الجهل، أو الفساد، أو غيرها من الشماعات التي يشجعون بها على تخريب حياة المجتمع، وتمزيق قيمه وبناه الأخلاقية والثقافية..
فلو كان الفقر يبرر العصيان لأنظمة الدولة، والتمرد على قوانينها لما قامت في الجزيرة العربية أعظم دولة إسلامية، وهي الصحراد القاحلة التي كان أغلب شعبها يقتات على الأعشاب التي تنبت وسط الرمال.. لكن غرس الثقة بالنفس، والتشجيع على العمل، والطاعة، والتوكل على الله، ونشر الفضيلة بين الناس هو الذي غير أحوال الناس، وحولهم من فقراء ومتسولين إلى فاتحين لمشارق الأرض ومغاربها..
لهذا ندعو اليوم إلى تعزيز ثقة الناس بأنفسهم بدلاً من تثبيط هممهم وغرس اليأس في نفوسهم.. وندعو إلى تشجيع الناس على احترام القانون طالما هو مستمد من شريعة الإسلام، كي يسود العدل بينهم، ويتحابوا، ويتكافلوا، ويستقر حالهم.. فالقانون قوة وأخلاق إن فقدتها الشعوب فقدت كرامتها، ومصدر عزتها وقوتها، وهانت على نفسها وغيرها..!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الجائفي والتعليم .. أشرف المعارك الوطنية (2-2)
د.عبدالوهاب الروحاني

حكايات وتحديات ذوو الاحتياجات الخاصة: شركاء في بناء المجتمع
د. منى المحاقري*

أنبوب مجهول لنهب خيرات الوطن
فتحي بن لزرق

بين أصوليتين..!
د.عبدالرحمن الصعفاني

خطة ترامب لتفريغ غزة: تهجير قسري أم حل للأزمة؟
عبدالله صالح الحاج

اليمن وحتمية عودة الوعي..
طه العامري

ملاحظات حول مقال الروحاني الموسوم (جار الله عمر) (2-2)
أحمد مسعد القردعي

سلامات صديق العمر.. يحيى دويد
د. طه حسين الهمداني

تَمَخَّض الجبل فولد نصف راتب مشوه!!
مطهر تقي

لأول مرة
عبدالرحمن بجاش

والدعوة عامة
علي أحمد مثنى

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)