الجمعة, 08-مايو-2009
الميثاق نت -   د‮. ‬احمد‮ ‬محمد‮ ‬العج -
يعتبر الرأي العام سلطة مهمة من سلطات المجتمع، وذلك لما يمتلك من وظائف متعددة منها وظيفة الحفاظ على الروح المعنوية وخاصة أثناء الأزمات ودعم ومساندة رجال الأمن والقوات المسلحة، وهذا ما لمسناه في الدفاع عن وحدة الوطن في عام ٤٩٩١م.
الى جانب هذه الوظيفة يتمتع الرأي العام بوظيفة الحفاظ على الثوابت التي منها الدستور والقانون والوحدة، وظيفة الدفاع عن الأخلاق والقيم والأعراف السليمة والنافعة، بل الرأي العام الفاعل هو أساس التنمية لأنه -وكما يقول علماء الاقتصاد لا تنمية الا بمشاركة شعبية ولا‮ ‬مشاركة‮ ‬شعبية‮ ‬الا‮ ‬برأي‮ ‬عام‮ ‬واعٍ‮ ‬ومسؤول‮ ‬ومترابط‮ ‬وذي‮ ‬أهداف‮ ‬سامية‮.. ‬وعلاوة‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬سبق‮ ‬فإن‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬الواعي‮ ‬والمستنير‮ ‬يستطيع‮ ‬وبفاعلية‮ ‬كبيرة‮ ‬أن‮ ‬يسهم‮ ‬بل‮ ‬ويصنع‮ ‬قرارات‮ ‬مهمة‮ ‬وحاسمة‮.‬
من‮ ‬هنا‮ ‬نقول‮: ‬إن‮ ‬للرأي‮ ‬العام‮ ‬اليمني‮ ‬دوراً‮ ‬مهماً‮ ‬في‮ ‬الحفاظ‮ ‬على‮ ‬وحدة‮ ‬الوطن‮ ‬واستقراره‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬الآتي‮:‬
الوعي الإدارك بأهمية وضرورة الحفاظ على وحدة الوطن لما لها من أبعاد وآثار عظيمة ، والوعي والإدراك هو أعظم خاصية من خصائص الرأي العام المؤمن.. ففي الحديث »المؤمن كيس فطن«، وهو بوعيه واستنارته يستطيع أداء وظائفه وواجباته نحو دينه ووطنه ومجتمعه عامة.
- الشعور والإحساس بالمسؤولية نحو حماية وحدة الوطن وأمنه واستقراره من منطلق الواجب نحو ذلك باعتبار وحدة الوطن أساس حياتنا وقوتنا وعزنا وتقدمنا والشعور بالمسؤولية نحو ذلك عبادة، فقد جاء في الأثر »من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم«.. وكما جاء في الحديث النبوي‮: »‬لا‮ ‬يؤمن‮ ‬أحدكم‮ ‬حتى‮ ‬يحب‮ ‬لأخيه‮ ‬ما‮ ‬يحب‮ ‬لنفسه‮«‬،‮ ‬مع‮ ‬أن‮ ‬الشعور‮ ‬بالمسؤولية‮ ‬يتحول‮ ‬الى‮ ‬قناعات‮ ‬ثم‮ ‬ممارسات‮.. ‬
- توحيد النسق الفكري الواحد الذي يضمن لنا خطاباً إعلامياً واحداً مؤثراً في ترسيخ وحدة الوطن والحفاظ عليها على ضوء الثوابت الوطنية والمصالح العليا للوطن مع مراعاة المرونة وفق المتغيرات والمستجدات الطارئة وفي ضوء سياسة الاولويات.
وتوحيد‮ ‬النسق‮ ‬الفكري‮ ‬الواحد‮ ‬يتطلب‮ ‬التواصل‮ ‬والثقة‮ ‬ونزع‮ ‬الشكوك‮ ‬وإزالة‮ ‬الحواجز‮ ‬أياً‮ ‬كان‮ ‬نوعها‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬المؤتمر‮ ‬خاصة‮ ‬وأبناء‮ ‬الوطن‮ ‬عامة‮.‬
- التكامل بين الرأي العام والقائد (النخبة) والرأي العام المستنير (المثقف) في عملية حماية فئة الرأي العام المنقاد من الإشاعات والأراجيف وكل طرق الحرب النفسية مع العمل الجاد على الارتقاء بوعي فئة الرأي العام المنقاد عملاً بالحديث النبوي الشريف: »لا يكن أحدكم‮ ‬إمعة‮ ‬إن‮ ‬أحسن‮ ‬الناس‮ ‬أحسن‮ ‬وإن‮ ‬أساءوا‮ ‬أساء‮ ‬ولكن‮ ‬وطنوا‮ ‬أنفسكم‮ ‬إن‮ ‬أحسن‮ ‬الناس‮ ‬تحسنوا‮ ‬وإن‮ ‬أساءوا‮ ‬تجتنبوا‮ ‬إساءتهم‮«.‬
- التوظيف الأمثل لدور قادة الرأي كالأدباء والكتاب والصحفيين والعلماء والقانونيين والاكاديميين وأعضاء المجالس المحلية وأعضاء مجلسي النواب والشورى والوجهاء ورجال الأعمال والمرشدين والمدرسين وقيادة المجتمع المدني والشباب من جيل الوحدة.. وذلك لأن قادة الرأي هم محل ثقة الجماهير ومن جهة أخرى أن سريان المعلومات والبيانات من وسائل الاتصال الجماهيري تسير عبر مرحلتين.. الاولى وسائل الاتصال الجماهيري الى قادة الرأي والمرحلة الثانية: من قادة الرأي الى الجماهير وخاصة في مثل المجتمع اليمني.
وأود هنا أن أنبه الى قضية مهمة جداً وهي مراعاة خصوصيات المحافظات والتي يجب أن يكون أبناء المحافظات هم المدافعون والمسؤولون عن حماية وحدة وطنهم ودستور بلادهم في المقام الاول وكذلك تنمية ومنجزات شعبهم، وبالتالي فإن الرأي العام المحلي على مستوى المحافل يجب أن‮ ‬يكون‮ ‬دوره‮ ‬قوياً‮ ‬وكبيراً‮ ‬على‮ ‬ضوء‮ ‬المتغيرات‮ ‬وفي‮ ‬إطار‮ ‬الثوابت‮ ‬وحماية‮ ‬وحدة‮ ‬الوطن‮..‬
‮- ‬الاستفادة‮ ‬من‮ ‬الاعلام‮ ‬في‮ ‬تفعيل‮ ‬وظائف‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬اليمني‮ ‬نحو‮ ‬حماية‮ ‬وحدة‮ ‬الوطن‮.‬
- أهمية القضية المشتركة هي أبرز وأهم ما يكون رأياً عاماً وطنياً وفي هذا السياق نقول: إن الحفاظ على وحدة الوطن هي من أهم قضايا الوطن والمواطنين.. ندعم ذلك ونرسخه من خلال إبراز الابعاد العامة بوحدة الوطن وثمارها وآثارها الحضارية والتنموية مع لفت انتباه الجماهير الى مخاطر الدعوات الإمامية والتشطيرية (الانفصالية) وآثارها المدمرة ليس على مستوى الوطن فحسب وإنما على مستوى الجزيرة العربية والعالم العربي والاسلامي.. ويسرنا كثيراً أن نفخر بوحدة الصف الوطني والشجب والاستنكار لدعاة الإمامة والتشرذم والتطرف.. بل ما يثلج صدورنا ما نشاهده من تشكيل لجان للدفاع عن وحدة الوطن والثورة مثلما شكلت في عام ٤٩٩١م و انخراط الملايين في هذه اللجان في كل محافظات الجمهورية كذلك ما نشاهده من وحدة صف منظمات المجتمع المدني وبالذات الموقف الموحد للأحزاب السياسية في الجمهورية اليمنية.
إن الرأي العام اليمني إرادة شعب.. وإرادة الشعوب لا تقهر وإنما تنتصر لأنها من إرادة الله كما قال سبحانه وتعالى: »واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا«، وكما قال صلى الله عليه وسلم : »إن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية‮« ‬وقوله‮: »‬لا‮ ‬تجتمع‮ ‬أمتي‮ ‬على‮ ‬ضلالة‮«.. ‬وعموماً‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬منتصر‮ ‬وكفيل‮ ‬بحماية‮ ‬وحدة‮ ‬وطننا‮ ‬،‮ ‬وكما‮ ‬قال‮ ‬الاديب‮ ‬العربي‮:‬
تأبى‮ ‬الرماح‮ ‬إذا‮ ‬اجتمعن‮ ‬تكسراً
وإذا‮ ‬افترقن‮ ‬تكسرت‮ ‬آحادا
واختم مقالتي هذه بأن دور الزعامات كبير في بناء الرأي العام القوي باعتبار الزعامة السياسية مصدراً مهماً من مصادر توعية الرأي العام وتحريكه، ولذا فما أحوجنا لأن نتفهم كلمات الاخ رئيس الجمهورية ونحولها الى عمل وممارسة يومية.<
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 31-أكتوبر-2024 الساعة: 11:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-10194.htm