الإثنين, 27-يوليو-2009
الميثاق نت -   عبدالعزيز الهياجم -
خلال فترة وجيزة أصبح المدعو طارق الفضلي زعيماً لتمرد »الحراك الجنوبي« الذي تحول من المسيرات والتظاهرات ورفع المطالب الى عناصر مسلحة ترفع السلاح في وجه الدولة وتزهق أرواح الأبرياء الذين باتوا يُقتّلون بالبطاقة الشخصية.
طارق‮ ‬الفضلي‮ ‬أصبح‮ ‬يتجاوز‮ ‬في‮ ‬خطاباته‮ ‬البيض‮ ‬والعطاس‮ ‬وغيرهم‮ ‬من‮ ‬رموز‮ ‬الانفصال‮ ‬ليتحدث‮ ‬عن‮ ‬احتلال‮ ‬واستعمار‮ ‬ومقاومة‮ ‬ونضال‮ ‬حتى‮ ‬رحيل‮ ‬آخر‮ »‬دحباشي‮«.‬
الجميع يعرف من هو طارق الفضلي وتاريخه كأحد الافغان العرب الذين حاربوا السوفييت في افغانستان نيابة عن »ماما أمريكا« ثم عاد الى البر مطلع التسعينيات كأحد رموز القاعدة ورفاق بن لادن لينفذ مع آخرين عمليات إرهابية ضد مصالح وطنية ومصالح أجنبية في البلاد.. ثم دخل مرحلة جديدة يعرف الكثيرون من الذي استقطبه فيها »سياسياً واجتماعياً« وسعى الي تقديمه على أنه يمكن أن يصبح جزءاً من الدولة وقيادياً في الحزب الحاكم، ومنحه امتيازات أصبح بموجبها »فُتوَّة« في أبين ونهاب أراضي شاسعة وصاحب طموح باستعادة السلطنة الفضلية.
وخلال العامين الماضيين قرأنا مقابلات في عدة صحف أهلية ومستقلة مع عناصر جهادية أخرى في أبين كانت قبلت الحوار والتحول الى المواطنة الصالحة، ولكنها اصطدمت ببلطجة »طارق الفضلي« وبأعمال السطو التي طالت رفاقه »القاعديين« وأحبطت نواياهم الحسنة والجانب السلمي في تكوينهم‮ ‬ليعودوا‮ ‬مجدداً‮ ‬وقوداً‮ ‬لأي‮ ‬أعمال‮ ‬إرهابية‮ ‬أو‮ ‬تخريبية‮.‬
البروز المفاجئ للرجل بإعلانه الانضمام الى ما عُرف بـ»الحراك« بل وتزعمه، أثار الكثير من التساؤلات والجدل بين أن يكون قد تفرعن، بفعل إطلاق يده بشكل غير معقول وتمكينه من الإثراء الفاحش والنفوذ غير المبرر.. وبين أن يكون كما هو دأبه »يفتعل الأزمات« بالإنابة ويعمل‮ ‬لمصلحة‮ »‬قوى‮« ‬تلعب‮ ‬بالنار‮ ‬وتسعى‮ ‬الى‮ ‬صناعة‮ ‬الأزمات‮ ‬والمشاكل‮ ‬والقلاقل‮ ‬لتصفية‮ ‬حسابات‮ ‬أو‮ ‬لإطالة‮ ‬أمد‮ ‬نفوذها‮ ‬وتنفذها‮ ‬وحضورها‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬المراحل‮.‬
قصة‮ ‬الفضلي‮ »‬وحكاية‮ ‬صعدة‮« ‬ترجح‮ ‬هذه‮ ‬الرؤية‮ ‬وتعزز‮ ‬القول‮ ‬إن‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يسعى‮ ‬الى‮ ‬خلط‮ ‬الأوراق‮ ‬واعاقة‮ ‬المشروع‮ ‬الوطني‮ ‬النهضوي‮ ‬الذي‮ ‬تقوده‮ ‬الكوادر‮ ‬الوطنية‮ ‬الشابة‮ ‬والتي‮ ‬هي‮ ‬أصلاً‮ ‬رجال‮ ‬المرحلة‮.{‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 06:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11059.htm